وأما محدث العالم الإسلامي فكان يحبه ويقدره ويوقره ولا يخاطبه إلا بقوله: يا أستاذ وكان شيخنا الألباني رحمه الله يستفتيه فيما يعرض له من أمر في خاصة نفسه من ورع الألباني ومن ثقته بالشيخ السالك وكان يسأله عن مسائل تعرض له في العربية من إشكالات تعرض في بعض ألفاظ الأحاديث النبوية يقول له ما تقول يا أستاذ وقد أشار شيخنا الألباني إلى بعض ذلك في مواطن من كتبه وكان ينعته فيها ببعض الفضلاء وقد بسطت ذلك وذكرت أمثلته في الترجمة الكبرى.
وقد سمعت شيخنا الألباني رحمه الله يقول: أشتري مجالسة السالك بالذهب وكان يقول السالك: أفقه أهل الأردن.
ولما أراد شيخنا السالك خطبة زوجته أم عبد الرحمن بواسطة بعض الفضلاء رحمه الله سأل الشيخ سالم الشهال رحمه الله الشيخ الألباني عن الشيخ أحمد السالك فقال له الألباني: السالك من أهل الكمال زوجه.
فكانت لهذه التزكية الألبانية والثناء العطر من الألباني على السالك أن قام الشيخ الشهال بتزويج ابنته من شخص ما رآه.
وقد التقى شيخنا رحمه الله بالإمام ابن باز وأثنى عليه وكان الشيخ ابن باز معظماً له رحمهما الله رحمة واسعة.
شيوخه:
درس على والده ثم درس على بعض أهل العلم من الشناقطة ومن أجلهم الشيخ مختار الشنقيطي إمام العربية في زمانه كان فقيهاً أصولياً ولغوياً كبيراً فلزمه وقرأ عليه كتباً في العربية والأصول والفقه.
ثم قرأ على مشايخ مصر من علماء كانوا يدرسون في الأزهر وقد وجدوا في هذا الشاب عالماً فكانوا يطلقون عليه الشيخ أحمد وهو بعد طالباً وبسطت ذلك في الترجمة الكبرى.
آثاره:
له رسالة في المواريث قرب فيها علم الميراث وسهله للطلبة وله نظم نظم فيه كثيراً من أبواب الفقه بل كان رحمه الله كثيراً ما إذا سئل يجيب بأبيات من الشعر يقول قال الناظم فكنت أسأله فيخبرني فيما بيني وبينه أنه من نظمه وأنه كان أيام الطلب إذا عسر عليه حفظ شيء نظمه فحفظه.
وله مقالات في التربية والآداب وله نصائح ولفتات تربوية وله نقد لرسالة سعيد فوده المسماه بيان حسن المحاججة في أن الله ليس داخل العالم ولا خارجه ثم يقال عنه أشعري!!!!
وله ورقات في الفقه بدأ من كتاب الطهارة.
وله خطب فرغت في حياته رحمه الله.
وله عشرات الهوامش على الكتب التي طالعها ونظر فيها رحمه الله وكانت عادته أنه يكتب بقلم رصاص ويأبى أن يكتب بقلم الحبر.
وكان رحمه الله يكتب على كل كتاب متى اشتراه وتاريخ فراغه من قراءته ومطالعته.
وله قصيدة تقرب من ثلاث مئة بيت ذكر فيها واقع الأمة اليوم والحركات الإسلامية وقدم فيها النصح لطلبة العلم.
وفاته:
قبل عشرين يوم من وفاته ماتت زوجته ورفيقته أم عبد الرحمن رحمها الله في مساء يوم الخميس 23/ رمضان سنة 1431هـ فحزن عليها الشيخ حزناً شديداً حتى لا يشك من رآه من الناس أن الحزن قاتله وكان رحمه الله في كل يوم مما بقي من أيام شهر رمضان يصلي ثم يخرج مسرعاً على غير عادته إذ كان رحمه الله يحب أن يجلس مع الناس ويمازح بعضهم ويجيب عن مسائلهم حيث كان يصلي صلاة القيام في مسجدي مسجد التكروري ولكن منذ وفاة زوجته أصبح يحب الخلوة والانفراد عن الناس زيادة على ما كان من سالف أمره.
وفي فجر يوم السبت 25/ 9/2010م الموافق 16/شوال أصابته (دوخة) في المسجد ثم طلع إلى بيته ومكث فيه وبقي في بيته طيلة يومه وفي يوم الأحد قام لصلاة الفجر فتعب فصلى في بيته جالساً ثم قبيل الظهر هاتفه ابنه الدكتور منير وطلب منه الذهاب إلى المشفى مع أحد إخوته فذكر أن الأمر لا يحتاج وأن حالته لا تستدعي ذلك فطلب منه أن يعمل فحوصات فقال غداً إن شاء الله أذهب فقال له ولده: وعداً فقال: إن شاء الله ثم أقفل الهاتف وبعد فترة وجيزة أذن المؤذن لصلاة الظهر فقام الشيخ يتوضأ للصلاة فلما فرغ من وضوءه وبعد لحيته تقطر ماء فارق الحياة رحمه الله فقبضه الله على عمل صالح وهذه بشرى وعلامة من علامات حسن الخاتمة ويبعث المرء على ما مات عليه.
¥