تمعن يا أخى وتمتع " يَبنْؤُمَّ " ثلاث كلمات ألصقت ببعضها إلصاقا بدون أى فاصل بينها مع حذف الألف من " يا" النداء فإنه يناديه من قربٍ جدُّ قريب ومع حذف الألف من كلمة " إبن" علاوة على جرس الحروف وحركة الشفة فى نطق الحرفين الأخيرين من الكلمة كل أولئك يوضح لك القرب الشديد بين الأخوين أوضح – والله - من رأى العين هذا إعجاز يفوق الإعجاز فكل هذه المعانى إستنبطتها بحول الله وقوته من رسم الكلمة وإختلاف الرسم الإملائى فى سورة الأعراف عنه فى سورة طه .. مع هذه اللؤلؤة أطلت معك الوقوف لتتعلم كيف تنظر إلى الحروف ولن أطيل فيما بقى من المقال وسأكتفى بالإشارة وأرجو أن تغنى عن تطويل العبارة ولكثرة المعروض أمام ناظرى وحتى لا يتفلت الموضوع من بين يدى فسأقوم بتقسيمه أقسام.
1 - القسم الأول: زيادة حرف
چ أَوْ لَأاَذْبَحَنَّهُ چ النمل: 21 چ وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَچ النمل: 92
چ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ چ الشورى: 25
چ رَّسُولا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا چ الطلاق: 11
لا أخالك تجهل الحكمة من زيادة الألف فى هذه الآيات وأمثالها فزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى.
2 - القسم الثانى: نقص حرف
چ وَجَاءُو أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ چ يوسف: 16
چ وَجَاءو عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ چ
يوسف: 18
نقص الألف فى "وجاءو " فى كلتا الآيتين يصور لك أن مجيئهم كان خجلا فى خطو متعثر يتوارى أحدهم خلف الآخر.
چ سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ چ يس: 58
سلام لا يعرف كنهه وحقيقته إلا الله رب العالمين.
أريدك أن تمعن النظر فى الآيات التالية:
چ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ چ إبراهيم: 35
چ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا چ مريم: 8
چ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا چ مريم: 10
فى هذه الآيات وأمثالها والتى يكون الخطاب فيها مع الله تحذف ياء الإضافة وكأن العبد قد تلاشى أمام عظمة ربه.
وأما الآيات التالية فلم تحذف فيها ياء الإضافة:
چ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء چ إبراهيم: 39
چ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ چ الشعراء: 188
چ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ چ القصص: 22
فى هذه الآيات وأمثالها لم تحذف ياء الإضافة فليس الخطاب هنا مع الله وهو موقف إعتزاز وفخر بالانتساب إلى الله ولذلك لم تحذف ياء الإضافة
جاءنى صديقى علىٌّ طبيب التخدير أثناء كتابة هذا المقال وقرأ الجزء الذى كتبته وأبدى إعجابه وقال عندى آيتان سألت عنهما كثيراً من الشيوخ فلم يجبنى أحد عنهما وتراوحت إجابتهم بين لا نعلم لها حكمة وبين ليس لها حكمة وخذها كما هى فهل تستطيع أن تجيبنى عنهما؟؟ قلت: أجيبك إن شاء الله فقال بلسان قاله: لن تستطيع ذلك وقال بلسان حاله: أيعجز الشيوخ ويجيب طبيب أمراض نساء وتوليد؟!! أعرف أن صديقى يستثيرنى فهو يعلم أننى لا أكتب إلا عندما أستثار فالكتابة ليست حرفتى وكتب صديقى هاتين الآيتين فى ورقة وأعطانى إياها قال تعالى چ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ چ الحج: 51
وقال تعالى چ وَالَّذِينَ سَعَوْ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ چ سبأ: 5
فلم كتبت سعوا مرة بالألف ومرة بغير الألف والآية هى الآية؟؟؟
¥