واقرأ وتدبر قوله تعالى چ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ چ النحل: 18
فالنعم هنا من النوع الذى يعرف بالتدبر والتفكير والنظر العميق فجاءت التاء هنا مربوطة واقرأ الآيات التى قبلها (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ * أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) النحل: 10 – 18
وهنا لطيفة أرجو ألا تفوتك ففى سورة إبراهيم الآيات تعرف بمجرد النظر فختمت الآيةچ إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ چ إبراهيم: 34
والنعم التى فى سورة النحل تحتاج إلى تدبر وتفكير وتعقل ولا يُحْسن ذلك كل أحد فختمت الآية " إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " النحل 18
أخى فى كل مقالاتي لا يهمنى كم من المعلومات أعطيكها ولكن ما يهمنى هو أن أدلك على طريقة التفكير وفى هذا المقال أخذتك إلى بحر لا ساحل له وجلبت لك منه بعض اللآلئ وعرفتك كيف تسبح وتغوص فيه ومن خلال الرسم الإملائى فقط وفى مقالى " مع القرآن" علمتك كيف تغوص على المعانى من خلال النظم الشريف وأن تطرح عنك أساطير بنى إسرائيل.
فلا تحرم نفسك من لذة التدبر والتفكير والله قد تكفل لك بالتيسير وللأستاذ الجامعى الذى أثار حميتى وثرت عليه ثورتى واشتدت عليه فى كلمتى فإن كان ما سبق أيها الأستاذ يفوق قدرتك على الاستيعاب فسأذكر لك شيئا أيها الأستاذ ربما يأخذ بيدك إلى الطريق الذى سلكناه والبحر الذى عرفناه قال الله تعالى چ وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِچ القصص: 20
وقال تعالى چ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ چ الإسراء: 1
وقال تعالى چ الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ چ الروم: 1 – 3
فهل سألت نفسك أيها الأستاذ لم كتبوا أقصا والأقصا بالألف وكتبوا أدنى بالياء؟ هل فعلوا ذلك تأثراً بالخط النبطى كما تزعم؟!!
كلا وألف كلا وإنما فعلوا ذلك لأن الألف تشبه الخط المستقيم لا تقترب بدايته ونهايته وتنتقل الصورة من العين إلى الخيال فيتمثل البعد بين الأماكن والياء حرف متثنٍ متلوٍ تكاد نهايته تلامس بدايته فكتبوا الأدنى بالياء لذلك.
وقسا ليزدجروا ومن يكُ حازما
فليقسُ أحياناً على من يرحم
والخيرَ أردت لك ولا أملك لنفسى ولا لنفسك نفعا ولا ضرا وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين.
د/ أحمد عبد المجيد
[email protected]