تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ناهيك عن أن يكون واحدًا من المستنيرين أو الذين كانوا - زمان - رفاقًا مناضلين، فهؤلاء تفتح لهم صالات كبار الشخصيات، وأبواب الجامعات، وتسود عنهم الصحف، وتكتب المجلدات عن عبقريتهم، وتميزهم، وإبداعهم، وتستر عوراتهم التي يعرونها دون خجل أو حياء، فكشف العورات إبداع أيضا عند (ولاد الحمرة).

من أخلاق أنور الجندي رحمه الله:

يروي العلامة القرضاوي: كان الأستاذ يكتب فيها مقالاً ثابتًا عنوانه: في ميزان الإسلام بمجلة (منار الإسلام) الظبيانية، وقد نشرت المجلة في أحد أعدادها إعلانًا تطلب منه أن يوافيهم بآخر عنوان له، حتى ترسل له مكافأته على الكتابة في المجلة. وتشكو المجلة من تراكم مستحقاته المالية عندهم.

كما حدثني أحد الإخوة العاملين في شركة (سفير) أنهم عندما كانوا يكتبون دائرة المعارف التي أصدرتها الدار، وقد كلف هذا الأخ بمتابعة الأستاذ أنور في إشرافه على بعض مواد الموسوعة، أن الأستاذ أنور رفض تقاضي أي قدر من المال.

وحدثني الأستاذ محمد علي دولة صاحب دار القلم بدمشق أنه في يوم من الأيام ذهب إليه الأستاذ أنور الجندي بكتاب جديد له لينشره، وقد عرض عليه الأستاذ أنور مالاً ليطبع به الكتاب! فقال له الأستاذ دولة: يا أستاذ: أنت المؤلف، والمفروض أن تأخذ أنت لا تدفع، ويبدو أن الأستاذ أرهق من سوء المعاملة المادية من بعض دور النشر، وهذا ما لم ينج منه مؤلف إلا القليل.

وحكت لي ابنته السيدة فايزة أنور الجندي، أنه كان يصحبها معه دومًا في محاضراته التي تحضرها النساء، ولما سئل عن ذلك من النساء؛ وذلك في العهد الناصري يقول مازحًا: إن ابنتي محرم لي بينكن! ا. هـ كلام القرضاوي!

وقال الأستاذ جمال سلطان: ..... عندما دخلنا إلى بيته شديد التواضع في ذلك الحي الشعبي، وهو بيت قديم متهالك، لا تحس فيه أية مسحة من الترف، حتى إن ابنته الوحيدة قالت لنا إن الأستاذ أنور لم يكن لديه حتى سخان للمياه، على كبر سنه وشدة برد الشتاء في مصر ....... أعجب من ذلك ما حكته ابنته وبعض جيرانه عن أن الرجل كان يخرج لصلاة الفجر، وأحيانًا كان يجد خط الماء وقد تعطل وانقطعت المياه عن المنطقة، فيحمل معه أوعية للماء "جراكن" ويملؤها ثم يضعها أمام باب كل جار، ويقول لابنته عندما تعاتبه "إن الله سائلني عن هؤلاء"، .... كان الرجل فقيرًا لا عن عجز وإنما عن زهد وقناعة، حتى إنه كان يوزع الجوائز التي يحصل عليها من بعض أعماله على فقراء منطقته، رغم أنه منهم ....

شخصيات شهيرة التقى بها

ويمكنك أن تعرف حجم الرجل من حجم مؤلفاته وعطائه، ومن حجم الشخصيات الكبيرة التي تعامل معها من شوامخ أهل الفكر والعطاء، وممن لقيهم الأستاذ الجندي الأساتذة والمشايخ والدكاترة: حسن البنا/ عباس محمود العقاد/ طه حسين/ عبد الرحمن الرافعي/ عبد الرحمن صدقي/ زكي مبارك/ مالك بن نبي/ محب الدين الخطيب/ محمد حسين هيكل/ ساطع الحصري/ سعيد العريان/ عبد الكريم جرمانوس/ عبد الله كنون/ عبد الوهاب عزام/ عزيز خانكي/ علي أدهم/ علي الغاياتي/ عمر فروخ/ أحمد الشرباصي/ أحمد حسن الزيات/ أحمد حسين/ أحمد زكي أبو شادي/ البشير الإبراهيمي/ الشيخ أبو العيون/ دراز/ محمد رفعت/ توفيق الحكيم/ أحمد الحوفي/ سيد إبراهيم / صلاح عبد الصبور/ عبد القادر القط/ عبد القادر المغربي/كامل كيلاني/ محمود تيمور/ محمود عزمي/ منصور فهمي .. وآخرين كثيرين أمثالهم!

من أقواله رحمه الله تعالى:

أنقل هذه الأقوال من بعض مقالات الأستاذ أنور، وبعض ما نقله عنه الأستاذ محمود خليل بعد وفاته في مقالة بعنوان: أنور الجندي: الزاهد الرباني الدؤوب:

ذكر الطبيب الذي كان يعالجه: أنه استقبل القبلة قبل مفارقة الدنيا، وصلى، وقال بصوت مسموع: إني فرح بلقاء الله، بأبي أنت وأمي يا سيدي يا رسول الله.

وجاءته جائزة كبيرة مرموقة، فأباها وقال: إنما أطلب جائزتي الكبرى من ربي .. لا أريد أن آتي يوم القيامة فيقال لي: لقد أخذت جائزتك من فلان.

وفي مرضه الأخير استأذنته إحدى الجامعات الاستشراقية الكبيرة في الغرب، أن تطلق اسمه على إحدى قاعاتها الكبرى، فرفض ذلك قائلاً: لقد حاولوا شراء هذا القلم من قبل فما استطاعوا، ولن أمكنهم اليوم من ذلك أبدًا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير