فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ «أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ. وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ. وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ» (النَّجْمُ 53/ 59)؛ يَعْنِي: لاهِينَ.
رابعا: المغني للإمام ابن قدامة رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: (ج 10 / ص 178)
وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهُ تُسْتَحَبُّ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّحْزِينِ وَالتَّرْتِيلِ وَالتَّحْسِينِ.
وَرَوَى بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِالْحُزْنِ، فَإِنَّهُ نَزَلَ بِالْحُزْنِ}.
وَقَالَ الْمَرُّوذِيُّ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لِرَجُلٍ: لَوْ قَرَأْت. وَجَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رُبَّمَا تَغَرْغَرَتْ عَيْنُهُ.
وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ، فَجَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ التِّرْمِذِيُّ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: اقْرَأْ. فَقَرَأَ، فَغُشِيَ عَلَى يَحْيَى حَتَّى حُمِلَ فَأُدْخِلَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِيُّ: قَرَأْت عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ حَتَّى فَاتَهُ خَمْسُ صَلَوَاتٍ.
خامسا: سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (ج 8 / ص 46)
صالح المري الزاهد الخاشع، واعظ أهل البصرة، أبو بشير بن بشير القاص.
قال ابن الاعرابي: كان الغالب على صالح كثرة الذكر، والقراءة بالتحزين (*)، ويقال: هو أول من قرأ بالبصرة بالتحزين.
ويقال: مات جماعة سمعوا قراءته.
توفي سنة اثنتين وسبعين ومئة.
ويقال: بقي إلى سنة ست وسبعين ومئة.
(*) في " تهذيب التهذيب ": كان من أحزن أهل البصرة صوتا، وفي " الحلية ": صاحب قراءة وشجن ومخافة وحزن.
سادسا: زاد المعاد للإمام ابن القيم رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: (ج 1 / ص 493)
وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوغوها ويعلم قطعا أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ويحسنون أصواتهم بالقرآن ويقرؤونه بشجى تارة وبطرب تارة وبشوق تارة وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له بل أرشد إليه وندب إليه وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به وقال ليس منا من لم يتغن بالقرآن وفيه وجهان أحدهما أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله والثاني أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم.
سابعا: فضائل القرآن للإمام ابن كثير رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (ص 90 - 94)
وقول سفيان بن عيينة أن المراد بالتغنى به فان أراد أنه يستغنى به عن الدنيا وهو الظاهر من كلامه الذي تابعه عليه أبوعبيد القاسم بن سلام وغيره فخلاف الظاهر من مراد الحديث لأنه قد فسر بعض رواته بالجهر وهو تحسين القراءة والتحزين بها قال حرملة سمعت ابن عيينة يقول معناه يستغنى به فقال لى الشافعى ليس هو هكذا ولو كان هكذا لكان يتغانى إنما هو يتحزن ويترنم به قال حرملة وسمعت ابن وهب يقول: يترنم به وهكذا نقل المزنى والربيع عن الشافعى رحمه الله ...
فقد فهم من هذا أن السلف رضى الله عنهم إنما فهموا من التغنى بالقرآن إنما هو تحسين الصوت به وتحزينه كما قال الأئمة رحمهم الله ...
والمراد تحسين الصوت بالقرآن تطريبه وتحزينه والتخشع به ...
ولهذا كان أحسن القراءات ما كان عن خشوع القلب كما قال قال أبو عبيد: ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن طاوس قال: أحسن الناس صوتا بالقرآن أخشاهم لله وحدثنا قبيصة عن سفيان عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه وعن الحسن بن مسلم عن طاوس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أى الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال: الذى إذا سمعته رأيته يخشى الله]
وقد روى هذا متصلا من وجه آخر فقال ابن ماجه حدثنا بشر بن معاذ الضرير ثنا عبدالله بن جعفر المدينى ثنا ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع عن الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [ان من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذى إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله] ولكن عبدالله بن جعفر هذا - وهو والد على بن المدينى - وشيخه ضعيفان والله أعلم
والغرض أن المطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والإنقياد للطاعة.
والله تعالى أعلم
ـ[أحمد العمر]ــــــــ[08 - 10 - 09, 08:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 12:36 ص]ـ
بارك الله فيك جمع مبارك، وأضيف هذا
نقل الإمام الحافظ السيوطي في الإتقان 1/ 121عن بعض العلماء قوله: (( ... ومما ابتدعوا شيء سموه الترعيد، وهوأن يرعد صوته كأنه يرعد من برد وألم. وآخر سموه الترقيص، وهوأن يروم السكوت على الساكن ثم ينفر مع الحركة كأنه في عدوأوهرولة. وآخر يسمى التطريب، وهوأن يترنم بالقرآن ويتنغم به فيمد في غير مواضع المد ويزيد في المد على ما لا ينبغي. وآخر يسمى لتحزين، وهوأن يأتي على وجه حزين يكاد يبكي من خشوع وخضوع، ومن ذلك نوع أحدثه هؤلاء الذين يجتمعون فيقرءون كلهم بصوت واحد فيقولون في قوله تعالى - أفلا تعقلون - أفل تعقلون بحذف الألف، قال: آمنا بحذف الواويمدون ما لا يمد ليستقيم له الطريق التي سلكوها، وينبغي أن يسمى التحريف انتهى.)) (منقول http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137156
وانظر أيضا الدقائق المحكمة لزكريا الأنصاري أضاف فيها على ما قاله السيوطي أنهم منعوا التحزين لما فيه من الرياء. وإن تأتى لي أن أأتي بالنقل أتيت به وإن لم يتأتى فالبركة بك أن تأتي به.
جزاك الله خير أخي الحبيب
¥