تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مقترنة بأضدادها مثل "الأول والآخر، والمبدئ والمعيد، والظاهر والباطن ... إلخ"، وجاء البعض الآخر من الأسماء والصفات متلازما لتقوية المعنى مثل "الرحمن الرحيم، العزيز الجبار، الخالق البارئ، السميع البصير"، ويلاحظ أن اسم "الرحمن" كان معروفا إطلاقه على الله من قبل الإسلام؛ فقد ورد في شعر امرئ القيس والأعشى، كما أنه الاسم الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لعبد عوف بعد إسلامه؛ فقد سماه عبد الرحمن بن عوف، وهو مما يختص به الله تعالى؛ فلا يأتي إلا مسبوقا بـ"عبد"، ولا يوصف به أحد مثل اسم "رب " أو "رحيم"؛ فقد وصف الله النبي في كتابه بأنه "رءوف رحيم"، وتضاف لفظة "رب" بمعنى صاحب إلى غيرها.

ومن الآثار الطيبة للراحل الجليل معجمه عن "ألفاظ الحضارة في القرآن الكريم"؛ وهو يدل على وعي ثقافي رائد للراحل الجليل تسعى بصدق من أعماق التخصص لنفض الافتراءات على الإسلام وحضارته، من خلال اللغة التي أكد أحمد مختار عمر دائما على أنها حامل الثقافة وعلامة الحضارة في غير تعصب أو اختزال.

أخلاق العلماء

يقول الأستاذ عاطف بركات أول مدير لمدرسة القضاء الشرعي: "إن الأستاذ ينبغي أن ينزل من تلامذته منزل الوالد من ولده حبا، والشيخ من مريديه قدوة وهيبة". وقد كان الدكتور أحمد مختار عمر أستاذا مهيبا ووالدا رحيما؛ يرحم حين يشتد، ويشتد حين يرحم، يرفض في العمل الخفة والتزاكي، كما يثني على الجهد الطيب نقدا وإضافة، منكرا لذاته غير مقدس لها، متواضعا في غير ضعف، وشجاعا في غير تهور، أشهد أن الروح النقدية لأوضاع البحث العلمي في مصر وصغارات كثير من القائمين عليها كانت تستفزه دائما، ولكن كان الغاضب للعلم الذي لا يفارق الأدب والهدوء منطقه. عرفته المؤسسات التي تعامل معها جادا متجردا للعمل؛ وهو ما أتاح له أن يكون الأبرز والأكثر إنتاجا وسط المعجميين العرب المعاصرين، ليس من هؤلاء الذين يسيل لعابهم لوسائل الإعلام أو أصحاب النفوذ، يشهد بذلك كل من عرفه. ففي أحد المشاريع التي كانت تشرف عليها مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، توقف العمل فترة مؤقتة، واستمرت مكافأته، فطلب من أمينها العام -الكاتب الكبير عبد العزيز السريع الذي يشهد بذلك- وقف مرتبه لأنه لا يقوم بما يكافئه، هذا هو الورع والصرامة التي صار يفتقدها البعض ممن ينتمون للمجال الأكاديمي والثقافي في مصر الآن. وقد توفي رحمه الله يوم الجمعة 4 - 4 - 2003، وصدر عن مؤسسة البابطين للإبداع الشعري كتاب تذكاري، شارك فيه عدد كبير من أصدقائه وتلامذته وعارفيه عام 2004، ولا يملك عارفو هذا الرجل إلا أن يتوجهوا لهذه المؤسسة بالشكر والامتنان لما قامت به من جهد وإتاحة الفرصة لهم للاعتراف بجميل هذا الرائد العاشق للعربية.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير