ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:01 م]ـ
مذهبه الفقهي، ومدى تعصّبه له:
لقد نشأ شيخنا أبو الحسن في مصر، وهي بلد يغلب عليها المذهب الشافعي، وجاء إلى اليمن في بلاد شافعية أيضًا، لكنه اعتنى بدراسة الفقه من جميع كتب المذاهب وغيرها، وترجيح ما ترجَّح منها، فلا يلتزم بمذهب معين، فضلاً عن أن يتعصب له، ويرى أن من لم يستفد من كتب المذاهب والفروع؛ فقد حَرَمَ نفسه خيرًا كثيرًا، فلا جمود ولا جحود.
وإذا كان شيخنا الكريم وفقه الله لا يتعصب لأقوال الأئمة الكبار المتقدمين، إنما ينصرها بالدليل؛ فمن باب أولى أن لا يتعصب إلى أقوال الشيوخ المعاصرين.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:04 م]ـ
أعماله ونشاطه الدعوي:
إن شيخنا أبا الحسن السليماني ـ زاده الله توفيقًا وسدادًا ـ قائم على دار الحديث بمأرب إدارة وتدريسًا، وتضم الدار نحو (500) طالب وطالبة، ومن جملتهم مائة وعشرون طالبًا بعائلاتهم، وقد تفرّع عن هذه الدار فروع بواسطة كبار الطلاب الذين تخرّجوا منها أو تأثروا بمنهجها المعتدل، وانتقلوا إلى أماكنهم في المحافظات الأخرى، في صنعاء، وذمار، وإب، وتعز، وعدن، وأبين، ولحج، وشبوة، وحضرموت، وعمران، وصعدة، والجوف، وتعاونوا مع القائمين على منهج الاعتدال والوسطية في أكثر المحافظات اليمنية، فزادهم الله علمًا وحلمًا وصبرًا ويقينًا.
ومع هذا فشيخنا ـ وفقه الله ـ مشتغل بالتأليف، ويفتي الناس الزائرين له، والمتصلين به في الهاتف، ويستقبل أعدادًا كبيرة من الضيوف من طلاب العلم والقبائل، ويبذل وقتًا طويلاً في مناصحتهم وتوجيههم لنصرة التوحيد والسنة، ويخطب في مساجد مأرب وغيرها من المحافظات، ويقضي بشرع الله بين القبائل المتنازعة، ويحذرهم من الأفكار الضالة الوافدة على أهل اليمن، وكان لقضائه بين القبائل وتدخله في مشاكلهم ـ على ما في ذلك من أمور ومنغّصات ـ أثر كبير في نظرته المعتدلة في كثير من الأمور، وفي اتساع رقعة الدعوة، وتأثيرها على عدة شرائح في المجتمع.
كما أنه يتابع أخبار الطلاب في المحافظات، ويتفقد أنشطتهم، ويراجع لكبارهم مؤلفاتهم سواء كانوا مقيمين في الدار أو خارجها.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:06 م]ـ
سمات دار الحديث الذي يُدَرِّس فيها، ومدى تأثر طلابه به في الاتزان والاعتدال:
أهم سمات الدار:
1 - الوسطية والاعتدال.
2 - الإنصاف من النفْس قبل مطالبة الغير به.
3 - معرفة مراتب المسائل إجماعًا أو نزاعًا، حتى لا تعطى مسألة فوق حجمها.
4 - عدم إدخال الولاء والبراء في المسائل الاجتهادية، فإن هذا حال أهل البدع.
5 - فتح باب الحوار الهادف، مع الشفقة بالمخالف، والرغبة في الوصول إلى الحق لا مجرد نصرة الرأي.
6 - التعاون مع جميع دعاة السنة على البر والتقوى، بل التعاون مع من ليس سنيًّا ضد من هو أشد ضررًا منه، كالتعاون مع بعض الزيدية في حدود الحق ضد الفكر الرافضي الإمامي الذي هو ضد السنة والزيدية.
7 - إقالة عثرة الدعاة العاملين على أصول السنة في أنحاء المعمورة، وسد خَلَّتهم، ونشر مناقبهم، والدعاء لهم بالتوفيق والسداد والحفظ من شر كل ذي شر، مع نصحهم، والتحذير من الخطأ لا من الشخص إلا في حالات معروفة.
8 - الفهم الصحيح لمصطلح أهل السنة والجماعة، فلا يُخْرَج السني من دائرة السنة بأي مخالفة، بل لا بُدَّ من أن تكون المخالفة في أصول أهل السنة المجمع عليها عندهم، مع التفرقة بين الحكم العام والحكم على المعين، وبين القول وقائله، والقول ولازمه .... الخ.
9 - الاهتمام بتوعية العامة بأمر دينهم، حتى لا يكونوا فريسة لأفكار الضلال، مع الشفقة عليهم، وعرْض الدعوة لهم بما يقرّبهم لا ينفرهم، والشعور بأن العامة رصيد وذُخْر للخير إن سبق إليهم الدعاة.
10 - الاهتمام بتنمية مواهب الدعاة، وتصفية مشاربهم، والربط بين أقوال السلف وواقعهم، حتى يسلم الداعية من الاضطراب والقول على السلف بغير علم.
11 - الاهتمام بالعلوم الشرعية، والناظر في مؤلفات الطلاب يجد أنها تدل على عمق مستواهم العلمي، واضطلاعهم فيما تصدوا له من مصنفات، سواء على مستوى الرجال أو النساء.
12 - ومن نشاطاتها إصدار بعض المجلات والمطويات التي تساهم في توعية المجتمع بجميع شرائحه.
13 - الاهتمام بمراعاة أدب الخلاف بين الدعاة والعاملين لخدمة الدين، والدعوة إلى تصحيح التصور عن المخالف، فلا يقال عنه ما لم يقل، ومن ثم تصحيح الحكم عليه، وفي النهاية تصحيح التعامل معه.
14 - الاهتمام بدراسة السيرة والتاريخ، لما لذلك من أثر في تسلية الدعاة، وطرد الإياس والقنوط من النصر والتمكين، والثقة بوعد الله ووعيده.
ولا شك أن طلاب ومحبِّي شيخنا الكريم أبي الحسن ـ حفظه الله ورعاه ـ قد تأثروا به في الجملة وسلكوا مسلكه بعد أن أبان لهم الأدلة القاطعة على صحة هذا المسلك، وعُرف طلابه بالاعتدال، والاتزان، والنظر في الحال والمآل، ومراعاة مقاصد الشريعة في مواقفهم، ومن ثم فإنهم ضد الإفراط والتفريط، وهذا من فضل الله تعالى على الجميع، ومن انحرف منهم فلا يضر الثابتين على الحق، كما لم يضر عليًّا ـ رضي الله عنه ـ.
هذا، وبقية سمات دعوة شيخنا أبي الحسن وطلابه موجودة في كتابه: " السراج الوهاج " وكتابه: " الدفاع عن أهل الاتباع" زادنا الله وإياه من واسع فضله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
أبو عبد الله عمر بن أحمد عليو
وراجعه فضيلة شيخنا أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
* * *
منقول من هنا ( http://mareb.org/showthread.php?5433-%CA%DA%D1%DD-%DA%E1%EC-%DD%D6%ED%E1%C9-%C7%E1%D4%ED%CE-%C3%C8%ED-%C7%E1%CD%D3%E4-%E3%D5%D8%DD%EC-%C7%E1%D3%E1%ED%E3%C7%E4%ED-%C7%E1%E3%C3%D1%C8%ED-%CD%DD%D9%E5-%C7%E1%E1%E5-%CA%DA%C7%E1%EC)
.
.
.
.