* و مما تمتاز به كتب الشيخ اهتمامه بكتب المتقدمين و عنايته لها .. و من خلال نظرة استقرائية لكتبه –رحمه الله- فإن أكثر المعاصرين الذين كان الشيخ بكر يعزو لهم في ثنايا كتبه هو: الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله- فكان الشيخ كثيرا ما يعزو لكتبه و يجله .. ولقد كان بين الشيخين مراسلات و علاقة أخوية طيبة –رحمهما الله-
* وله العشرات من المؤلفات التي سارت بذكرها الركبان وانتشرت في الأفاق والبلدان: حلية طالب العلم , التعالم , ابن قيّم الجوزية , تعريب الألقاب العلمية , حراسة الفضيلة وو ... إلخ من القائمة الطويلة , إن طالعتها وأمعنت النظر فيها شبهته على ابن حجر العسقلاني – رحمه الله - في كثرة مؤلفاته مع جودة وإتقان , وربما لم ترتاب بمشابهته للنووي – رحمه الله - حيث بارك المولى في عمره فهو في المنتصف بين الستين والسبعين ومع ذلك فقد فاقت مؤلفاته وبحوثه سني حياته , بل قل: إن أسلوبه وسبك نظامه شابه سلفنا الصالح – عليهم رضوان الله – فهو بقيّة منهم , كتابة محكمة وأسلوب رزين.
[عبد الله بن عبد العزيز الحميدة]
* و مؤلفاته تجد فيها مشابهة بكتب الإمام ابن القيم خصوصا –رحمه الله- من حيث الأسلوب وطريقة العرض و سبك العبارة .. بل أني وجدت في عدة مواضع أن الشيخ بكر يحاكي ابن القيم في عبارته و في ترتيبه المنطقي للموضوع في عدة مواضع .. ولا أدري هل هذا بقصد أو لا .. ؟ فإن الشيخ بكر مولع بشيخه ابن القيم ولاغرو في هذا إذا عرفنا أن الشيخ بكر-رحمه الله- قد كتب في سيرة بن القيم و موارده في كتبه و نبذة عن حياته ومؤلفاته وطبعاتها .. كما وضع تقريبا دقيقا فريدا من نوعه في في علوم ابن القيم ..
بل إنه خصص رسالتيه الماجستير و الدكتوراه بسائل تتعلق بذلك الإمام .. ؟!؟
فعنوان رسالة الماجستير "الحدود و التعزيرات عند الإمام ابن القيم".
و الدكتوراة بعنوان "أحكام الجناية على النفس و ما دونها عند الإمام ابن القيم".
"وقد كان لهذا الأخير حفاوة خاصة (أي: الإمام ابن القيم) , وقديماً قيل: "رب أخٍ لك لم تلده أمك", ولا أظن بكراً كان أخاً لابن القيم فحسب , بل كان ابناً باراً له, حيث قرّب للناس كتبه عبر كتابه"التقريب لعلوم ابن القيم", وكشف لهم عن شخصيته, وحياته, وآثاره, وموارده, وذلك عبر كتابه الحافل"ابن قيم الجوزية: حياته, آثاره, موارده", وقد ظهرت آثار شخصية ابن القيم في شخص الشيخ رحمهما الله تعالى, ولا أبالغ إذا قلت: إنهما قرينان, في ظهور الحجة, وقوة البيان"
[من مقال الشيخ د. يوسف القاسم - موقع الإسلام اليوم]
* كما أن مؤلفاته تتصف بكونها قوية العبارة و رفيعة الأسلوب و رائعة البيان و الدلالة على نحو يندر أن تجد من يشابهه فيه من أقرانه ومعاصريه .. ولقد ذكر في كتابه الحافل " التعالم ص83 –ضمن المجموعة العلمية ": أنه تأثر في ذلك بكتابات الشيخ أحمد بن محمد شاكر و الشيخ محمد الخضر حسين و الشيخ مجمد البشير الإبراهيمي –رحمهم الله- وذلك لما يتميز به أسلوبهم البياني الفريد و ايضا تأثر في ذلك بشيخه العلامة محمد الأمين الشنقيطي حينما لازمه نحو عشر سنين.
- كان رحمه الله تعالى يمتاز بإبداع بياني فريد من نوعه، وكأنك تقرأ للعلامة الجزائري البشير الإبراهيمي رحمه الله، فإذا غاص في العبارات وكأنك أمام قاموس مفتوح، وإذا استرسل في الأسانيد وكأنك أمام حفاظ السنة وخدمة الحديث، وإذا سرد المسائل بالشواهد والأدلة قلت: كأنك أمام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى"
[من مقال للشيخ: عبدالفتاح حمداش - ميراث السنة]
* لقد رحل رحمه الله, فترك فراغاً كبيراً في العالم الإسلامي عموماً, وفي المكتبة الإسلامية خصوصا, حيث كانت مصنفاته عملاً رائعاً, وأنموذجاً فريداً, حازت على إعجاب كبار العلماء قبل صغارهم, فتطلعوا إليها, وتسابقوا إلى اقتنائها ... كانت مؤلفاته نهراً متدفقاً, يغترف منه أهل العلم, وينهل منه أهل الحق والإيمان, أما أهل الباطل, فقد ضاقوا بكتبه ذرعاً, وشرقوا بها زمناً- ولا زالوا- على اختلاف مشاربهم.
فكتابه " هجر المبتدع ", و" تحريف النصوص من مأخذ أهل الأهواء في الاستدلال "
شرق بها دعاة الأهواء, والبدع.
¥