تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجواب: نجيب على هذا أنه لا إشكال في هذا إطلاقاً؛ لأن الله تعالى قال: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء:195] ومن المعلوم أن هذه الحروف دون تركيبها كلمات ليس لها معنى. (ق) ليس لها معنى، (ص) ليس لها معنى، (ن) ليس لها معنى، (ألم) ليس لها معنى، فهي بمقتضى اللسان العربي ليس لها معنى، لو قال لك الرجل العربي: (ق) وهو يريد الحرف الهجائي هل له معنى؟ ليس له معنى. إذا كان ليس لها معنى والله عز وجل أخبرنا أن القرآن نزل بلسان عربي مبين علمنا أنه ليس لها معنى، لكن على هذا يبقى عندنا إشكال: كيف يكون في القرآن ما ليس له معنى والقرآن حق؟ نقول: نعم ليس لها معنى في ذاتها، لكن لها معنى في غرضها ومغزاها، كأن الله عز وجل إذا قال (ق) (ن) (ص) وما أشبه ذلك كأنه يقول: هذا الكتاب العظيم الذي أعجزكم أيها العرب لم يأت بحروف جديدة، فالحروف التي فيه هي الحروف التي تركبون منها كلامكم ومع ذلك أعجزكم، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا يوجد سورة مبدوءة بهذه الحروف إلا وبعدها ذكر القرآن أو ما لا يعلم إلا بالوحي. هل فهمت القاعدة؟ نبدأ من الأول: في سورة البقرة: الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ [البقرة:1 - 2]. في سورة آل عمران: الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران:2]. في سورة الأعراف: المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ [الأعراف:2]. في سورة يونس: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ [يونس:1]. في سورة هود: الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود:1]. في سورة يوسف: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ [يوسف:1]. في سورة إبراهيم: الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [إبراهيم:1] وهلم جرا. في الروم: الم * غُلِبَتْ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ [الروم:1 - 3] لكن فيها علم الغيب وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [الروم:3] وعلم الغيب لا يكون إلا بالوحي. في العنكبوت: الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:1 - 2] ليس فيها ذكر القرآن لكن فيها ذكر من حملوا الإيمان: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [العنكبوت:2 - 3]. فكانت هذه الحروف الآن هي بنفسها ليس لها معنى، لكن لها مغزى وغاية وحكمة عظيمة، وهي أن هذا القرآن الذي أعجزكم يا معشر العرب من أين جاء؟ جاء بحروف جديدة لا تعرفونها أو بالحروف التي أنتم تركبون الكلام منها، الثاني أو الأول؟ الثاني. وهذا واضح. وقد روي هذا عن مجاهد بن جبر رحمه الله أعلم التابعين في تفسير القرآن. والله أعلم

ـ[هيفاء الحواس]ــــــــ[12 - 10 - 09, 08:48 ص]ـ

جزاك الله خيرًا أخي, وأجزل لك الأجر والمثوبة.

كلام قيّم.

ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[13 - 10 - 09, 10:08 ص]ـ

جزاكما الله خيرا"

كتب الله اجركما ونفع بكم

ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 10 - 09, 12:52 م]ـ

أسلوب جميل، بارك الله فيك ونفع بك.

ـ[رؤى بنت محمد]ــــــــ[14 - 10 - 09, 07:45 ص]ـ

تأملات نفيسة!

مكثت عندها طويلا ..

وأحدثت في نفسي أثرًا .. ما أظنه ليزول!

جزاك الرحمن خيرًا .. ونفعنا بعلمك.

ـ[هاني درغام]ــــــــ[20 - 10 - 09, 06:32 ص]ـ

جزاكم الله خيرا كثيرا علي هذه التأملات الرائعة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير