تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يجتمع التصديق بالقرآن وتصديقها أبدًا، وإن كان غير مصدق للقرآن ولا للرسولصار الكلام معه كالكلام مع سائر الكفار في أصل الرسالة وحقيقة القرآن.

وقد ثبت عندنا أن زنادقة الفلاسفة والملحدين يتأولون جميع الدين الإسلامي:

التوحيد والرسالة والمعاد والأمر والنهي بتأويل يرجع إلى أن القرآن والسنة كلهاتخييلات وتمويهات لا حقيقة لها بالكلية ويلبسون على الناس بذلك ويتسترونبالإسلام، وهم أبعد الناس عنه كما ثبت أيضًا عندنا أنه يوجد ممن كان يؤمن باللهورسوله واليوم الآخر ويعظم الرسول وينقاد لشرعه وينكر على هؤلاء الفلاسفةويكفرهم في أقوالهم أنه يدخل عليه شيء من هذه التأويلات من غير قصد ولاشعور لعدم علمه بما تؤول إليه ولرسوخ كثير من أصول الفلسفة في قلبه، ولتقليدمن يعظمه وخضوعًا أيضًا، ومراعاة لزنادقة علماء الفرنج الذين يتهكمون بمن لميوافقهم على كثير من أصولهم ويخافون من نسبتهم للبلادة وإنكار ما علم محسوسًا

بزعمهم فبسبب هذه الأشياء وغيرها دخل عليهم ما دخل، فالأمل قد تعلق بأمثالكملتحقيق هذه الأمور وإبطالها فإنها فشت وانتشرت وعمت المصيبة بها الفضلاءفضلاً عمن دونهم، ولكن لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة يهتدي به الضالون، وتقوم به الحجة على المعاندين، وقد ذكرت لحضرتكم هذه الأشياء على وجه التنبيه

والإشارة؛ لأن مثلكم يتنبه بأدنى تنبيه، ولعلكم تجعلونه أهم المهمات عندكم؛ لأنفيه الخطر العظيم على المسلمين، وإذا لم ير الناس لكم فيه كلامًا كثيرًا وتحقيقًا تامًافمن الذي يعلق به الأمل من علماء الأمصار؟ والرجاء بالله أن يوفقنا وإياكم لمايحبه ويرضاه ويجعلنا وإياكم من الهادين المهتدين إنه جواد كريم، وصلى الله علىمحمد وسلم.

... ... ... ... ... ... ... ... ... محبكم الداعي

... ... ... ... ... ... ... عبد الرحمن بن ناصر السعدي (20)

وقال الشيخ رشيد عندما سئل عنه:

" إنني كنت رأيت الجزء الأول من هذا التفسير في دار صديق لي منذبضع سنين، وقلبت بعض أوراقه في بضع دقائق فرأيته أحق بأن يوصف بماوصف به بعض الفضلاء تفسير الفخر الرازي بقوله: فيه كل شيء إلا التفسير، وقد ظُلم الرازي بهذا القول فإن في تفسيره خلاصة حسنة من أشهر التفاسير التيكانت منتشرة في عصره، مع بعض المباحث والآراء الخاصة به، كما أن فيهاستطرادات طويلة من العلوم الطبيعية والعقلية والفلكية والجدليات الكلامية التي بهاأعطي لقب (الإمام) لرواج سوقها في عصره. والأستاذ الشيخ طنطاوي مغرمبالعلوم والفنون التي هي قطب رحى الصناعات والثروة والسيادة في هذا العصر، ويعتقد بحق أن المسلمين ما ضعفوا وافتقروا واستعبدهم الأقوياء إلا بجهلها، وأنهملن يقووا ويثروا ويستعيدوا استقلالهم المفقود إلا بتعلمها على الوجه العملي بحذقهامع محافظتهم على عقائد دينهم وآدابه وعباراته وتشريعه، ويعتقد حقًا أن الإسلاميرشدهم إلى هذا، بل يوجبه عليهم، فألَّف أولاً كتبًا صغيرة في الحث على هذهالعلوم والفنون والتشويق إليها من طريق الدين وتقوية الإسلام بدلائل العلم، ثمتوسع في ذلك بوضع هذا التفسير الذي يرجو أن يجذب طلاب فهم القرآن إلى العلم، ومحبي العلم إلى هدي القرآن في الجملة والإقناع بأنه يحث على العلم، لا كمايدعي الجامدون من تحريمه له أو صده عنه؛ ولكن الأمر الأول هو الأهم عنده، فهو لم يعن ببيان معاني الآيات كلها وما فيها من الهدى والأحكام والحِكَم بقدر ماعني به من سرد المسائل العلمية وأسرار الكون وعجائبه (ولهذا قلنا إنه أحق منتفسير الرازي بتلك الكلمة التي قيلت فيه).

ولا يمكن أن يقال إن كل ما أورده فيه يصح أن يسمى تفسيرًا له، ولا أنهمراد الله تعالى من آياته، وما أظن أنه هو يعتقد هذا، إذ يصح أن يقال حينئذ إنهيمكن تفسير كلمة {رَبِّ العَالَمِينَ} (الفاتحة: 2) بألف سفر أو أكثر من الأسفارالكبار تضعه جمعيات كثيرة كل جمعية تعنى بعالم من العالمين، فتدون كل ما يصل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير