تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - أن القول بإلقاء الشبه يفتح بابا للسفسطة. فأنت تقول زيد فعل كيت وآخر يسفسط فيقول لك بل ألقى شبه زيد على آخر فلم يفعله زيد، والجواب على هذا أن مدعي إلقاء الشبه على آخر يلزمه الدليل الدال على قيام هذه الخارقة للعادة، وحيث لادليل عقلي ولا شرعي فبطلت سفسطته ولم تبق له إلاّ المكابرة. بيد أنا لانقول باستحالة حصول هذا وقد أثر تشكل الجن في صورة أناس وقيامها بأفعال لتفتنهم بها ولكن ثبت بالدليل العقلي الذي قد يكون وجود المدعى عليه في محل آخر بالتواتر بطلان ذلك. وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن من فتنة الدجال أنه يظهر للشخص أبويه فيدعوانه لاتباع الدجال وتصديقه، ويمنع المؤمن من ذلك الدليل الشرعي الذي منعه من تصديق اليهود في دعواهم.

2 - أن ذلك يفضي إلى القدح في التواتر. فعلى فرض التسليم فالقدح هنا في تواترا مخصوص وهو ما نقله اليهود من خبر صلب المسيح فما الإشكال في القدح في هذا المخصوص إذا كان الذي قدح فيه دليل شرعي معتبر منقول بتواتر أعلى منه، ولا يلزم من ذلك القدح في كل تواتر وارد بغير دليل بين. هذا من جهة ومن جهة أخرى قد لايسلم بهذا مطلقاً، فلا يفيد التواتر في النقل صحة المنقول المتواتر على نقله، فإذا تواتر النقل المفيد بحصول فعل ما فلا يعني ذلك صحة الفعل وإن رآه نقلته صحيحاً، بعبارة أخرى لايعني الحكم على خطأ حكم النقلة، القدح في التواتر أو أنهم نقلوا ما لم يروا، بل نحن نقول تواترهم صحيح هم صلبوا من ظنوه المسيح وهذا التواتر لاقدح فيه، ولكن القدح في ظنهم وفي حكمهم واعتقادهم أن ذاك المصلوب هو المسيح، وحكمهم ما لم يكن إجماعاً من أهل العصر فليس بحجة بالإجماع. والصورة المتواترة هنا حكم بدا لهم في الظاهر، والإبطال إنماهو لحكمهم على ما رأوا لا لنفس التواتر. وهذا مثل أن يرى جماعة الرسول صلى الله عليه وسلم (كما يحصل من بعض دراويش المتصوفة في مجلس ذكر مثلاً) فالحكم ببطلان ما رأوه ليس قدحاً في نقلهم ولكنه قدح في حكمهم على الصورة المنقولة. وهذا القدح في حكم النقلة لايتأتى بغير برهان ساطع ودليل بين على بطلان حكمهم.

ولهذا لو قال قائل وما يدريكم أن عمر رضي الله عنه أفتى بكذا أو أن شيخ الإسلام هو من قال كذا لماذا لايكون شيطانا تمثل في صورته فظنه الناس هو فنقلوه بالتواتر قلنا له هذا جائز ولا نمنعه ولكنه خلاف الأصل فأين دليلك الذي يقرره، فإن أتى بدليل نقلي أو عقلي معتبر، كأن أثبت بما لايدع مجالاً للشك موت عمر في ذلك الوقت أو وجوده في محل آخر كان لذلك القدح وجهه وإلاّ فلا.

ونحن لاننكر أن تحصل كرامة لمؤمن تقي يطلبه عدو فيلقي الله شبهه على بعض الفسقة فيأخذه الأعداء بدلاً من ذلك الولي، ولكن ننكر أن يدعى هذا بغير برهان عقلي أو نقلي.

والله أعلم

ـ[غزالة]ــــــــ[13 - 04 - 05, 01:53 ص]ـ

الرازي لايقول بصلب المسيح، بل اتفق أهل الإسلام على أن القول بصلب المسيح كفر وقد نقل الإجماع أبومحمد ابن حزم رغم رأيه الشاذ بموته ووفاته وفاة اعتيادية. والله تعالى يقول: (وما صلبوه).

والرازي بعد أن ذكر الشبهة الماضية قرر الجواب عليها من طريقين:

الأول: حاصلة أنه شبه للنصارى أي حصلت لهم الشبهة في أمره وليس لهم علم بأنه ما قتل وما صلب ولكن لما قال اعداؤه أنهم قتلوه وصلبوه واتفق رفعه من الارض وقعت الشبهة، وصدقوا اليهود.

والثانية: بأن من شبه لهم هم اليهود فقتلوا بعض المنافقين أو غيره على عدة أقوال.

وكأن الرازي يضعف هذا القول ولهذا لم يجب على الشبهة التي ذكرها بما ينصر هذا القول ويصححه.

وجوابها باختصار أن الله قادر على إلقاء شبه البعض على البعض، فليس ذلك بمحال عليه، ولكن طريق علمن به وإثباتنا له الشرع لأنه ليس حكماً عقلياً يخضع لممكنات البشر، فإذا صح الشرع بإثباته أثبتناه وإلاّ فلا.

هذا باختصار ولعل لي عودة

جزاك الله خيرا شيخنا و أخي في الله لردك السريع، أثابك الله عليه خير الجزاء، ولكن إن سمحت لي عندي بعض الإستفسارات بعضها مبني على البعض الاخر، ولنبدأ بقولك:

الرازي لايقول بصلب المسيح،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير