هدفه، وقد عرفت رأينا في المسألة فلا نعيده.
* * *
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[18 - 10 - 09, 02:48 ص]ـ
إنكار بعض العلماء المعاصرين لهذا اللَّون من التفسير:
لم يقف العلماء في هذا العصر موقف الإجماع على قبول هذا اللَّون من التفسير، بل نراهم مختلفين في قبوله والقول به، كما كان الشأن بين مَن سبقهم من العلماء الأقدمين ..
وإذا كنا قد وجدنا من العلماء المحدَثين مَن انحاز إلى هذه الفكرة في التفسير وتأثر بها في مؤلفاته، فإنَّا نجد بجوار هؤلاء أيضاً كثرة من العلماء لم ترض عن هذا اللَّون من التفسير، ولم تستسغ أن تشرح به كتاب الله تعالى، ولم تغمض عينها أو تمسك قلمها عن رد هذه الفكرة على أهلها وتناولهم إياها بالنقد والتفنيد.
نجد هذه المعارضة في كثير من المحاورات والاعتراضات التي وُجِّهَت إلى صاحب الجواهر، وذكرها لنا في تفسيره.
كما نجد بعض أساتذتنا المعاصرين ينعون على مَن يأخذ بهذه الفكرة ويقول بها، ومن بين هؤلاء أستاذنا الشيخ محمود شلتوت. فقد تناول هذا الموضوع بالبحث في العدد (407)، (408) من السنة التاسعة لمجلة الرسالة. - إبريل سنة 1941 - وفيه يرد على من يذهب إلى هذا اللَّون من التفسير بحجج قوية واضحة.
وهذا هو الأستاذ الشيخ أمين الخولى يتناول هذا الموضوع في كتابه "التفسير: معالم حياته. منهجه اليوم"، وفيه يرد على أنصار هذا المذهب في التفسير بحجج قوية واضحة، استفدنا منها كثيراً في تأييد ما اخترنا من المذهبين.
وهذا هو المرحوم السيد محمد رشيد رضانجده في مقدمة تفسيره ينعى على مَن تأثروا في تفسيرهم بنزعاتهم العلمية، فشغلوا تفاسيرهم بمباحث النحو، والفقه، ونكت المعانى، والبيان، والإسرائيليات ... وغير ذلك، ويعد هذا صارفاً يصرف الناس عن القرآن وهَدْيه، ثم ينعى على الفخر الرازي ما أورده في تفسيره من العلوم الحادثة في المِلَّة، ويعد هذا صارفاً يصرف الإنسان عن القرآن وهَدْيه، كما يتوجه بمثل هذا اللوم على مَن قلَّد الفخر الرازي في مسلكه من المعاصرين، وأظنه أراد صاحب الجواهر، وذلك حيث يقول: " .. وقد زاد الفخر الرازي صارفاً آخر عن القرآن، هو ما يورده في تفسيره من العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها، وقلَّده بعض المعاصرين بإيراد مثل هذا من علوم هذا العصر وفنونه الكثيرة الواسعة، فهو يذكر فيما يسميه تفسير الآية فصولاً طويلة - بمناسبة كلمة مفردة كالسماء والأرض -، من علوم الفلك والنبات والحيوان، تصد قارئها عما أنزل الله لأجله القرآن".
وأخيراً .. فهذا هو شيخنا العلامة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغى - رحمه الله رحمة واسعة - نجده في تقريظه لكتاب "الإسلام والطب الحديث" لا يرضى عن هذا المسلك في التفسير، رغم أنه مدح الكتاب وأشاد بمجهود مؤلفه، وذلك حيث يقول: "لست أريد من هذا - يعنى ثناءه على الكتاب ومؤلفه - أن أقول: إن الكتاب الكريم اشتمل على جميع العلوم جملة وتفصيلاً بالأسلوب التعليميالمعروف، وإنما أريد أن أقول إنه أتى بأُصول عامة لكل ما يهم الإنسان معرفته به، ليبلغ درجة الكمال جسداً وروحاً، وترك الباب مفتوحاً لأهل الذِكر من المشتغلين بالعلوم المختلفة، ليبينوا للناس جزئياتها بقدر ما أُوتوا منها في الزمان الذي هم عائشون فيه".
وفى موضع آخر يقول: "يجب أن لا نجر الآية إلى العلوم كي نُفسِّرها، ولا العلوم إلى الآية، ولكن إن اتفق ظاهر الآية مع حقيقة علمية ثابتة فسرناها بها".
ومن هذا كله يتبين أن التفسير العلمي في العصر الحديث إن كان قد لقى قبولاً ورواجاً عند بعض العلماء، فإنه لم يلق مثل هذا القبول والرواج عند كثير منهم، وقدعلمتَ فيما سبق أي الرأيين أقرب إلى الحق وأحرى بالقبول". (25)
* (نهضة الأمة وحياتها - ط).
قال الزركلي: "نشره تباعا في جريدة اللواء " (26).اهـ
وقال سركيس: " مصر".اهـ (27)
* (جواهر العلوم - ط).
ذكره الزركلي في الأعلام وأشار إليه بالرمز (طـ)؛ أي مطبوع (28).
قال سركيس: " رسائل - تتضمن المقالات الآتية:
(1) الحكمة والحكماء.
(2) ما المقصود من هذا العالم.
(3) وجهة العالم واحدة وهي النظام العام.
(4) قطع شعرية معربة عن الإنكليزية.
(5) قصائد شعرية - مط جُرجي غرزوزي إسكندرية 1915".اهـ (29)
وقال الشيخ رشيد رضا في تقريظه:
¥