فهذا جملة ما في الموضع من السؤالات:
والجواب عن الأول: أن كل من أثبت القادر المختار، سلم أنه تعالى قادر على أن يخلق إنساناً آخر على صورة زيد مثلاً، ثم إن هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور، فكذا القول فيما ذكرتم.
والجواب عن الثاني: أن جبريل عليه السلام لو دفع الأعداء عنه أو أقدر الله تعالى عيسى عليه السلام على دفع الأعداء عن نفسه لبلغت معجزته إلى حد الإلجاء، وذلك غير جائز.
وهذا هو الجواب عن الإشكال الثالث: فإنه تعالى لو رفعه إلى السماء وما ألقي شبهه على الغير لبلغت تلك المعجزة إلى حد الإلجاء.
والجواب عن الرابع: أن تلامذة عيسى كانوا حاضرين، وكانوا عالمين بكيفية الواقعة، وهم كانوا يزيلون ذلك التلبيس.
والجواب عن الخامس: أن الحاضرين في ذلك الوقت كانوا قليلين ودخول الشبهة على الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلى الجمع القليل لم يكن مفيداً للعلم.
والجواب عن السادس: إن بتقدير أن يكون الذي ألقي شبه عيسى عليه السلام عليه كان مسلماً وقبل ذلك عن عيسى جائز أن يسكت عن تعريف حقيقة الحال في تلك الواقعة، وبالجملة فالأسئلة التي ذكروها أمور تتطرق الاحتمالات إليها من بعض الوجوه، ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر عنه امتنع صيرورة هذه الأسئلة المحتملة معارضة للنص القاطع، والله ولي الهداية)).
فهو رحمه الله لم يعتقد بصلب عيسى عليه السلام - و إلا كان كافرًا - بل ذكر الإشكالات و رد عليها و فندها .. فثبت بهذا أن المنصر كذاب مدلس ينقل من كتب قساوسته دون مراجعة للمصادر، و قد طالعنا من هذا الكثير في نقولات المنصرين عن علماء المسلمين بحيث صارت عادة لهم .. و هم يكذبون على علماء المسلمين و ينسبون أكاذيب لكتبهم الموجودة المحققة بين أيدي المسلمين، فما بالك بكتبهم المقدسة التي ضاعت أصولها و لم يبق منها إلا ترجمات عن ترجمات عن ترجمات؟
الخلاصة: أن الرازي رحمه الله لم يعتقد أبدًا بوقوع الصلب و القتل على عيسى عليه السلام، و أن من يعتقد بهذا فهو كافر و من لم يكفره فهو مثله.
و الله الموفق.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 04 - 05, 11:07 ص]ـ
الأخت الكريمة،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
الثانية: أن من لم يعلم نهج الرازي رحمه الله في تفسيره الكبير لم يجز له أن يقتبس منه بدعوى أن الرازي يرى هذا الرأي أو ذاك، فهو في تفسير كل آية من كتاب الله يذكر الإشكالات و اعتراضات المخالفين عليها ثم يكر على هذه الشبهات بالرد و التفنيد .. و هو قد ينشط للرد فيكون شاملاً ماتعًا، و قد يكسل فيكون مقتضبًا مختصرًا، لكن نهجه في إيراد الشبهات و ردها ثابت لا يتغير .. .
(وكان يُعاب بإيراد الشبه الشديدة ويقصر في حلها، حتى قال بعض المغاربة يورد الشبه نقد ويحلها نسيئة). انتهى، لسان الميزان 4/ 427، وينظر: التفسير والمفسرون: الذهبي ص1/ 205.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 04 - 05, 11:10 ص]ـ
الأخت الكريمة،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
الثانية: أن من لم يعلم نهج الرازي رحمه الله في تفسيره الكبير لم يجز له أن يقتبس منه بدعوى أن الرازي يرى هذا الرأي أو ذاك، فهو في تفسير كل آية من كتاب الله يذكر الإشكالات و اعتراضات المخالفين عليها ثم يكر على هذه الشبهات بالرد و التفنيد .. و هو قد ينشط للرد فيكون شاملاً ماتعًا، و قد يكسل فيكون مقتضبًا مختصرًا، لكن نهجه في إيراد الشبهات و ردها ثابت لا يتغير .. .
(وكان يُعاب بإيراد الشُبه الشديدة ويقصر في حلها، حتى قال بعض المغاربة: " يورد الشُبه نقداً ويحلها نسيئة "). انتهى، لسان الميزان 4/ 427، وينظر: التفسير والمفسرون: الذهبي ص1/ 206 - 210.
ـ[حارث همام]ــــــــ[13 - 04 - 05, 11:11 ص]ـ
الأخت الكريمة ..
لعل في رد الإخوة بيان ما طلبت، ونصيحتي لك -وقد فاتني أن أكتبها في الرد السابق- هو ألا تدخلي في جدل مع المنصرين أو غيرهم من الذين أتقنوا حرفة تشكيك الناس في الدين إلى أن تستكملي آلة النظر في مثل تلك القضايا وتملكي قوة البحث والتنقيب عن مسائلها.
وإلاّ فأخشى أن تعود نيتك الطيبة في الدعوة إلى الإسلام بنقيض قصدها.
وفقكم الله لما فيه رضاه
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 04 - 05, 11:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ........
ـ[غزالة]ــــــــ[13 - 04 - 05, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خيرا، الحمد لله رب العالمين المسالة باتت واضحة مفهومة بفضل الله تعالى ثم بفضلكم، زادكم الله علما، وأثابكم على كل شئ.
وإلاّ فأخشى أن تعود نيتك الطيبة في الدعوة إلى الإسلام بنقيض قصدها.
نسال الدعاء بظهر الغيب من الصالحين أمثالكم نحسبكم كذلك ولا نزكي أحدا على الله.، فمن الصعب أخي الطيب أن ترى أخوة لك في العقيدة يقعون في شباك هؤلاء المنصرين وتقف مكتوف الأيدي، والله إن القلب ليتمزق ألما، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
¥