تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سؤالٌ في توزيع موضوعات القرآن الكريم فيه؟

ـ[ليث خالد السلمان]ــــــــ[20 - 10 - 09, 11:11 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، و أفضل الصلاة و أتمّ التسليم على نبينا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أما بعد ...

لقد طُرح عليّ سؤال اليوم و أحتاج عونكم بعد عون الله في الإجابة عليه بارك الله فيكم، و هو:

لماذا لم يُفرد كل موضوع من موضوعات القرآن الكريم في سورة مستقلة؟

أفيدونا جزاكم الله خيرا.

ـ[أبو الوليد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 03:57 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 05:12 م]ـ

أخي ليث-حفظك الله-.

ما أراه –أخي- أن مثل هذا السؤال يسأل لمقصدين:

الأول: مقصد الاعتراض والتعنت, وجواب هذا يكفي أن يكون بقولنا: حكمة لله تعالى في كلامه.

الثاني: مقصد الكشف والتلمس عن هذه الحكمة في التوزيع والتنويع, وهذا الأمر لا يجزم فيه إلا بنص قرآني أو نبوي أو إجماع صحيح, وما عدا ذلك يكون من جملة الاجتهادات والنظرات والتدبر والتعقل لهذا الأمر.

وقد يدخل تحت هذا المبحث أمر آخر قريب منه وهو مسألة تكرار القصص في القرآن؛ فلسائل أن يسأل: لماذا لم تجعل القصة في موضع واحد وسورة واحدة, ولمَ تُفرق في القرآن وسوره وآياته؟!!

ومع كوني طويلب علم لم أشم رائحة الاجتهاد فضلا عن أن أراها؛ إلا أني أتجاسر على تلمس بعض هذه الحكم التي تدور في خلدي؛ فإن كانت صوابا فمن الله, وإن كانت خطا فمن نفسي والشيطان, والله ورسوله بريئان منها وقوموني في خطأي.

ولعل أجل هذه الحكم ما يلي:

1 - تشويق النفس وإمتاعها من خلال التنوع في الموضوعات والمسائل والأحكام والقصص؛ فالتالي لكتاب الله تعالى يجد نفسه في جنات معروشات؛ يتفيأ في ظلالها الوارف؛ تارة في ظلال هذه الآية, وتارة في ظلال الأخرى؛ فتساقط عليه ثمرا جنيا من هذا الصنف, ثم يتباين الصنف الآخر في ثمره عن الأول فيجد المتعة والإيناس, وكما هو معلوم أن تفريد الكلام في موضوع واحد من غير تنويع من مدعاة الملالة.

2 - أن من الآيات والأحكام ما تم تأكيده وتكراره؛ لتقريره, ولو كان هذا التأكيد والتكرار اللفظي أو المعنوي في نفس الموضوع لكان عيبا ونقصا في الكلام, ولكن لما فُرق ووُزع في سور ومواطن وأبوب شتى؛ لم يكن نقصا ولا عيبا, وحاشا لله أن يكون في كلامه نقص وعيب.

3 - أن حكمة الله قضت وجود ناسخ ومنسوخ , ووجود تدريج في فرض الأحكام, وهذا أمر متلعق بالزمن وتاريخ النزول, ولو فرضنا وجود سورة مكية أو أخرى مدنية حوت الناسخ والمنسوخ جميعا بسبب توحيد الموضوع فيها؛ لما استقام هذا الأمر, ولكان أشبه ما يكون بالتناقض والاختلاف المنزه عنه كلام الله تعالى, ولكن مسائل الموضوع فُرقت بين السور المدنية والمكية؛ فعُلم من ذلك الناسخ من المنسوخ.

4 - فيه شحذ للهمم والنفوس حيث أن أحكام المسالة متناثرة في الكتاب العظيم, ومن تاقت نفسه لها فعليه بتلاوته وتدبره كله؛ فيتحصل على الآجر والثواب من التلاوة والتدبر, ويتحصل على إطالة وإجالة النظر الكثيف في الكتاب العظيم, ويزاد أجرا على حسب المشقة.

5 - فيه تنمية وتقوية للقدرات العقلية والذهنية؛ فالباحث عن المتفرقات, والمفتش عن أوجه العلاقات, والمدمن للنظر في ما وصفت من المباحاثات؛ تتشكل له ملكة عقلية وفكرية وذهنية تكون له عونا ونصيرا في فهم الدين والدنيا على أحسن الوجوه.

والله أعلم.

ـ[احمد السقار]ــــــــ[26 - 10 - 09, 09:56 م]ـ

جزيت خيرا اخي ابو الازهر السلفي فقد اجدت وافدت

ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[06 - 11 - 09, 05:18 م]ـ

جزيت خيرا اخي ابو الازهر السلفي فقد اجدت وافدت

وإياك أخي الفاضل أحمد السقار.

شكرا على حسن المرور.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[06 - 11 - 09, 10:13 م]ـ

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.

وهذا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134915) موضوع ذو صلة.

ـ[ليث خالد السلمان]ــــــــ[11 - 11 - 09, 06:48 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

بارك الله فيك أخي أبو الأزهر السلفي و جزاك الله خيرا.

و أعتذر عن الإنقطاع في رد الشكر لكم ...

أصبت يا ابو الأزهر في نقطتك الاولى في أنّ مثل هذه الأسئلة هي من قبيل الاعتراض و التعنت من قِبل كثيرين، و قد سبب لي ترددا في إدراجه و السؤال عنه!، و لكن و لله الحمد وجدت من يصرف عن نفسه الظن في ذلك و يدلو بدلوه بقصد الإفاده، و هذا ما كان منكم في نقطتك الثانية، فقد كان جوابك جامعا مؤنسا فبارك الله فيك، رغم إجابتك جوابا عاما على مثلها، فقلت: (حكمة لله تعالى في كلامه).

و جزاك الله خيرا أخي حسين بن محمد لتوجيك لتلك الدرر التي جمعتها، و أحمد السقار على حسن مرورك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير