تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قصة يوسف عليه السلام والمراودة]

ـ[عبدالله الزنتاني]ــــــــ[26 - 10 - 09, 10:02 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

من قصص القران قصة المراودة

يوسف عليه السلام وامرأة العزيز:-

إلى جميع من حاول و سعى في تفسير قصة المراودة أضع هذا التفسير بين أيديكم كـ حكم أبريء فيه يوسف عليه السلام مما نسب إليه من المفسرين في قوله تعالى (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا) و أقول نعم همت به و نعم هم بها كما قال الله تعالى ولكن قضاة اللغة العربية الذين أصدروا الحكم لعدم فهمهم وتعمقهم, في ماذا تعنى كلمة الهم و كلمة البرهان، وكما همت به امرأة العزيز (هم به) العلماء المفسرين، و في هذا البحث تعريف كلمة (المراودة) و (الغلق) و (الهم) و (البرهان) بما يصغه العقل العربي و اللسان العربي المبين بما لا يترك في العقل شك و لا ريب مصدقاً لقوله تعالى (كُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)

قال تعالى:-

(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ... وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذلك لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ... وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)

( وراودته) والمراودة كانت هي الشغل الشاغل لكثير من أهل اللغة وأهل التفسير وعامة الأمة مند قرون و إلى يومنا هذا، وهي من الآيات التي أشكل عليهم فهمها قسمًا منهم رأى (الهم) فيها هو الميل القلبي فقط وقسمًا رأى الهم بداية مباشرة الفعل وقسمًا نفى الهم مطلقً و أوّلى بالتقديم والتأخير وهي احتمالات عديدة وكلها إما تعتمد على تأويلات لغوية أو على تأويلات معنوية.

و إذا أردنا أنْ نبدأ الحديث عنها ونربط التسلسل في أحداثها خطوةً خطوه سوف نصل بعون الله تعالى و توفيقه إلى فهم يرضي الله تعالى وتطمئن بهِ الأنفس.

أولاً يجب علينا ً تقسيم مشاهدها إلى مقاطع فإنّ هذه الآيات الكريمة تجعلنا نعيش في أجواء المشاهد المثيرة مشهداً مشهداََ فالمراودة حلقة من سلسلة طويلة دارت أحداثها بين يوسف عليه السلام وامرأة العزيز بداخل قصر وبين أربعة جدران وقصها علينا الله سبحانه وتعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2) فالمراودة حلقة لها أساليب متعددة المسالك والغاية منها واحده وكذلك الغلق وكذلك الهم وكذلك البرهان، ولم تكن قد حدثت في برهة من الوقت أو صدفة كما يتخيل لنا من خلال آياتها، فكل كلمة فيها معبأة وموضوعة في مكانها و بدقة متناهية بحيث لا تغني عنها كلمة أخرى.

و بناء على ما تقدم نبدأ بعون الله وتوفيقه ونقول:

قال الله عز وجل: في بداية هذه الآية الكريمة (وَرَاوَدَتْهُ)

والمراودة تعني طلب الإرادة المتكرر أي أن امرأة العزيز كان عندها السبب والمتمثل في عشقها الجنوني ليوسف وهي تفقد الاستطاعة لكي تنفذ الفعل لأن العنصر المفقود للفعل الإرادي يتمثل في موافقة يوسف و الإرادة كـ معنى تطلق من منطلق السبب والاستطاعة

ومن شروط المراودة لكي يطلق عليه عربيًا هذا الاسم أن يكون طالب الإرادة صادقاً في جميع أقواله وأفعاله مع تنوع الأسلوب، وهناك فرق بين المخادعة والمراودة والمخادع يكون كاذب في طلب الاستطاعة والقرآن يفسر بعضه وهذا مثال من كتاب الله قص الله تعالى هذه القصة عن إخوة يوسف عندما ذهبوا إلى مصر فقال عز وجل (و َجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3) ثم قال عز وجل (وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ... فَإِن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير