[معنى مفاتح الغيب]
ـ[سامح النجار]ــــــــ[14 - 11 - 09, 05:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عند تدبرى للآية 59 من سورة الأنعام:وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
وقفت مليا امام " مفاتح الغيب" و قد أختلف العلماء فى تفسيرها و اختلط على الأمر. سأقوم باذن الله بعرض التفسيرين الذين وقفت امامهم و ما أٌشكل على
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه و تعالى:
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
الأنعام 59
و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم كما روى البخارى فى صحيحه:
حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن أباه حدثه أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ
إن الله عنده علم الساعة
و قد نقلت تفسير فتح البارى:
قَوْله: (حَدَّثَنِي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن زَيْد أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْد اللَّه بْن عُمَر
قَالَ) هَكَذَا قَالَ اِبْن وَهْب , وَخَالَفَهُ أَبُو عَاصِم فَقَالَ: " عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد بْن زَيْد عَنْ سَالِم عَنْ اِبْن عُمَر " أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ , فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا اِحْتَمَلَ أَنْ يَكُون لِعُمَر بْن مُحَمَّد فِيهِ شَيْخَانِ أَبُوهُ وَعَمّ أَبِيهِ.
قَوْله: (قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَفَاتِيح الْغَيْب خَمْس ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّ اللَّه عِنْدَهُ عِلْم السَّاعَة)
هَكَذَا وَقَعَ مُخْتَصَرًا , وَفِي رِوَايَة أَبِي عَاصِم الْمَذْكُورَة مَفَاتِح الْغَيْب خَمْس لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّه: إِنَّ اللَّه عِنْدَهُ عِلْم السَّاعَة وَيُنَزِّل الْغَيْث " يَعْنِي الْآيَة كُلّهَا , وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِير سُورَة الرَّعْد وَفِي الِاسْتِسْقَاء مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن دِينَار عَنْ اِبْن عُمَر بِلَفْظِ " مَفَاتِح الْغَيْب خَمْس لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّه: لَا يَعْلَم مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّه " الْحَدِيث. هَذَا السِّيَاق فِي الْخَمْس. وَفِي تَفْسِير الْأَنْعَام مِنْ طَرِيق الزُّهْرِيّ عَنْ سَالِم عَنْ أَبِيهِ بِلَفْظِ مَفَاتِح الْغَيْب خَمْس: إِنَّ اللَّه عِنْدَهُ عِلْم السَّاعَة إِلَى آخِر السُّورَة. وَأَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَده عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد عَنْ الزُّهْرِيّ بِلَفْظِ " أُوتِيَ نَبِيّكُمْ مَفَاتِح الْغَيْب إِلَّا الْخَمْس " ثُمَّ تَلَا الْآيَة , وَأَظُنُّهُ دَخَلَ لَهُ مَتْن فِي مَتْن , فَإِنَّ هَذَا اللَّفْظ أَخْرَجَهُ اِبْن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن سَلَمَة عَنْ اِبْن مَسْعُود نَحْوه. وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي جَمْرَة: عَبَّرَ بِالْمَفَاتِحِ لِتَقْرِيبِ الْأَمْر عَلَى السَّامِع لِأَنَّ كُلّ شَيْء جُعِلَ بَيْنَك وَبَيْنَهُ حِجَاب فَقَدْ غُيِّبَ عَنْك , وَالتَّوَصُّل إِلَى مَعْرِفَته فِي الْعَادَة مِنْ الْبَاب فَإِذَا أُغْلِقَ الْبَاب اُحْتِيجَ إِلَى الْمِفْتَاح , فَإِذَا كَانَ الشَّيْء الَّذِي لَا يَطَّلِع عَلَى الْغَيْب إِلَّا بِتَوْصِيلِهِ لَا يَعْرِف مَوْضِعه فَكَيْف يَعْرِف الْمَغِيب. اِنْتَهَى مُلَخَّصًا. وَرَوَى أَحْمَد وَالْبَزَّار وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث بُرَيْدَةَ رَفَعَهُ قَالَ: " خَمْس لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّه: إِنَّ اللَّه عِنْدَهُ عِلْم السَّاعَة " الْآيَة وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَاب الْإِيمَان بَيَان جِهَة الْحَصْر فِي قَوْله: (لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّه) وَيُرَاد هُنَا أَنَّ ذَلِكَ يُمْكِن أَنْ يُسْتَفَاد مِنْ الْآيَة الْأُخْرَى وَهِيَ قَوْله تَعَالَى: (قُلْ لَا يَعْلَم مَنْ فِي
¥