تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السَّمَاوَات وَالْأَرْض الْغَيْب إِلَّا اللَّه) فَالْمُرَاد بِالْغَيْبِ الْمَنْفِيّ فِيهَا هُوَ الْمَذْكُور فِي هَذِهِ الْآيَة الَّتِي فِي لُقْمَان , وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: (عَالِم الْغَيْب فَلَا يُظْهِر عَلَى غَيْبه أَحَدًا إِلَّا مَنْ اِرْتَضَى مِنْ رَسُول) الْآيَة فَيُمْكِن أَنْ يُفَسَّر بِمَا فِي حَدِيث الطَّيَالِسِيِّ , وَأَمَّا مَا ثَبَتَ بِنَصِّ الْقُرْآن أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: إِنَّهُ يُخْبِرهُمْ بِمَا يَأْكُلُونَ وَمَا يَدَّخِرُونَ وَأَنَّ يُوسُف قَالَ: إِنَّهُ يُنَبِّئهُمْ بِتَأْوِيلِ الطَّعَام قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ الْمُعْجِزَات وَالْكَرَامَات فَكُلّ ذَلِكَ يُمْكِن أَنْ يُسْتَفَاد مِنْ الِاسْتِثْنَاء فِي قَوْله: (إِلَّا مَنْ اِرْتَضَى مِنْ رَسُول) فَإِنَّهُ يَقْتَضِي اِطِّلَاع الرَّسُول عَلَى بَعْض الْغَيْب وَالْوَلِيّ التَّابِع لِلرَّسُولِ عَنْ الرَّسُول يَأْخُذ وَبِهِ يُكَرَّم , وَالْفَرْق بَيْنَهُمَا أَنَّ الرَّسُول يَطَّلِع عَلَى ذَلِكَ بِأَنْوَاعِ الْوَحْي كُلّهَا وَالْوَلِيّ لَا يَطَّلِع عَلَى ذَلِكَ إِلَّا بِمَنَامٍ أَوْ إِلْهَام وَاَللَّه أَعْلَم. وَنَقَلَ اِبْن التِّين عَنْ الدَّاوُدِيِّ أَنَّهُ أَنْكَرَ عَلَى الطَّبَرِيِّ دَعْوَاهُ أَنَّهُ بَقِيَ مِنْ الدُّنْيَا مِنْ هِجْرَة الْمُصْطَفَى نِصْف يَوْم وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ عَام قَالَ: وَتَقُوم السَّاعَة وَيَعُود الْأَمْر إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَكُون شَيْء غَيْر الْبَارِي تَعَالَى فَلَا يَبْقَى غَيْر وَجْهه , فَرَدَّ عَلَيْهِ بِأَنَّ وَقْت السَّاعَة لَا يَعْلَمهَا إِلَّا اللَّه , فَاَلَّذِي قَالَهُ مُخَالِف لِصَرِيحِ الْقُرْآن وَالْحَدِيث , ثُمَّ تَعَقَّبَهُ مِنْ جِهَة أُخْرَى وَذَلِكَ أَنَّهُ تَوَهَّمَ مِنْ كَلَامه أَنَّهُ يُنْكِرُ الْبَعْث فَأَقْدَم عَلَى تَفْكِيره وَزَعَمَ أَنَّ كَلَامه لَا يَحْتَمِل تَأْوِيلًا , وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بَلْ مُرَاد الطَّبَرِيِّ أَنَّهُ يَصِير الْأَمْر أَيْ بَعْدَ فَنَاء الْمَخْلُوقَات كُلّهَا عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ أَوَّلًا ثُمَّ يَقَع الْبَعْث وَالْحِسَاب , هَذَا الَّذِي يَجِب حَمْل كَلَامه عَلَيْهِ , وَأَمَّا إِنْكَاره عَلَيْهِ اِسْتِخْرَاج وَقْت السَّاعَة فَهُوَ مَعْذُور فِيهِ , وَيَكْفِي فِي الرَّدّ عَلَيْهِ أَنَّ الْأَمْر وَقَعَ بِخِلَافِ مَا قَالَ فَقَدْ مَضَتْ خَمْسُمِائَةٍ ثُمَّ ثَلَاثُمِائَةٍ وَزِيَادَة , لَكِنَّ الطَّبَرِيَّ تَمَسَّكَ بِحَدِيثِ أَبِي ثَعْلَبَة رَفَعَهُ " لَنْ يَعْجِز هَذِهِ الْأُمَّة أَنْ يُؤَخِّرَهَا اللَّه نِصْفَ يَوْم " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْره , لَكِنَّهُ لَيْسَ صَرِيحًا فِي أَنَّهَا لَا تُؤَخَّر أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ وَاَللَّه أَعْلَم , وَسَيَأْتِي مَا يَتَعَلَّق بِقَدْرِ مَا بَقِيَ مِنْ الدُّنْيَا فِي كِتَاب الْفِتَن إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.

قلت ما ذكره الشيخ محمد بن أبى جمرة له وجاهته و لكن يضيف اشكال أن بعض المعلومات الغير كاملة و الظنية عن المفاتح الخمس معروف. فمثلا علامات الساعة معروفة عن طريق الوحى، ممكن توقع توقيت نزول الغيث ظنيا الى حد بعيد، معرفة الجنين و صفاته الظاهرة أصبح ممكنا (طبعا لا يدعى أحد و لا يستطيع أن يدعى أنه يعرف أكثر من خواص و صفات عامة)،معرفة الكسب و مكان الوفاة من الممكن توقعه ظنيا. اذا كلام الشيخ ليس دقيقا. فحسب ما فهمته من كلامه أن مفاتح الغيب غيبية عنا فما بالنا بما خلفها من غيب. و لكن هذا يتعارض مع المعرفة المبدئية لتلك الأمور و قوله عز و جل لا يعلمها الا هو. فالله سبحانه و تعالى نفى العلم عن أى مخلوق. الا اذا كان المقصود بالعلم هو العلم الكامل الشامل القطعى.

تفسير شيخ محمد رشيد رضا يبدو لى مقنعا ولكن ترددى فى قبوله هو عدم وروده عن السلف فهذا و الله أعلم يوضح أنه قولا مرجوحا.

يقول الشيخ محمد رشيد رضا:

إن الأمة الأميركية هي السابقة إلى ادعاء إمكان الاستمطار بالعمل وذلك بإرسال مقدار عظيم من الكهربائية في الجوّ تنتشر في السحاب فتجتمع بها دقائق البخار فتكون ماء فينزل مطرًا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير