تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هو الإمام الحجة الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر محمد بن سابق الدين ابن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمد ابن سيف الدين بن همام الين الخضيري السيوطي ,الطولوني , المصري الشافعي.

ولد رحمه الله في مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة وحُمل في حياة أبيه إلى الشيخ محمد المجذوب رجل كان من كبار الأولياء بجوار المشهد النفيسي, فبارك عليه , توفى والده في صفر سنة خمس وخمسين وثمانمائة وجعل الشيخ كمال الدين ابن الهمام وصياً عليه فلحظه بنظره ورعايته, ونشأ الإمام يتيماً بالقاهرة ,وكان جده الأعلى همام الدين عالماً جليلاً فكان قدوة لمن خلفه من أحفاده , وكان السيوطي قد سار على هذا النهج العلمي , فحفظ القرآن أولاً وعمره دون ثماني سنوات, ثم طلب العلم في مصر وتلقى الفقه والحديث واللغة وعلومها من جهابذة العلم في مصر فحفظ "العمدة ""منهاج الفقه " , و" الأصول " و"ألفيه بن مالك" ,وكان مشايخه يجلونه ويحفونه بالتكريم ,ويجلس هو بين أيديهم مستمعا ًمنصتاً مُجلاً لهم ومكرماً, وقد ذكر عن نفسه أنه تبحر في سبعة فنون وعلوم وهي: التفسير, والحديث, والفقه, والنحو, والمعاني, والبيان, والبديع, على طريقة العرب والبلغاء والفلسفة على طريقة أهل العجم.

رحل رحمه الله في طلب العلم والحديث شأنه في ذلك شأن طلبة العلم في ذلك الوقت, فضرب الفيافي والقفار بحثاً عن الحديث, والفقه واللغة, وجاب أنحاء العالم الإسلامي, فنزل الحجاز, والشام, والمغرب, واليمن, وجلس بين أيدي علمائها يتلقى العلم منهم حتى صار بحراً في العلوم, كل هذا وهو الزاهد العصامي الذي يلقى المشقة والعنت, ولا يجد سعة في الرزق والمال, ولكن غلبه حب العلم حتى خرج من طلبه, وقد كانت رحلة الحج علامة في حياته, يحدث رحمه الله عن رحلته للحج فيقول:" ولما حججت شربت من ماء زمزم لأمور منها: أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني, وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر" فرزقه الله تعالى ذلك.

يعتبر الإمام السيوطي عجيبة من عجائب الدهر , ونابغة من أعظم نوابغ العلم والفكر في التاريخ الإسلامي , فقد حاول أن يستوعب جميع المعارف حتى عصره , وغزرت تصانيفه فأربت على الستمائة. ويحدث عن نفسه فيقول " ورزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير, والحديث, والفقه , والنحو, والمعاني, والبيان, على طريقة العرب والبلغاء لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة" ويقول:

" وقد كنت في مبادئ الطلب قرأت شيئاً في علم المنطق, ثم ألقى الله كراهته في قلبي, وسمعت أن ابن الصلاح أفتى بتحريمه فتركته لذلك , فعوضني الله عنه علم الحديث الذي هو أشرف العلوم".

لقد أثنى العلماء على الإمام السيوطي يقول نجم الدين القري في " الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة ": " ولما بلغ أربعين سنة من عمره أجذ في التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى , والاشتغال به صرفاً والإعراض عن الدنيا وأهلها وكأنه لم يعرف أحد منهم ,وشرع في تحرير مؤلفاته , وترك الإفتاء والتدريس , واعتذر عن ذلك في مؤلف وسماه بـ" التنفيس ", وأقام في روضة المقياس فلم يتحول عنها إلى أن مات , لم يفتح طاقات بيته التي على النيل من سكناه " , "وكان الأمراء والأغنياء يأتون لزيارته , ويعرضون عليه الأموال النفيسة فيردها , وأهدى إليه النوري خصياً وألف دينار , فرد الألف , وأخذ الخصي فأعتقه وجعله خادماً في الحجرة النبويةً , وقال لقاصد السلطان: لا تأتينا قط بهدية , فإن الله تعالى أغنانا عن مثل ذلك , وكان لا يتردد إلى السلطان ولا إلى غيره , وطلبه مراراً فلم يحضر إليه"

ويقول العيدروسي في" النور السافر عن أخبار القرن العاشر" , " وحُكي عنه أنه قال: رأيت في المنام كأني بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له كتاباً شرعت في تأليفه في الحديث , وهو "جامع الجوامع" فقلت له: أقرأ عليكم شيئاً منه فقال لي: هات يا شيخ الحديث , قال: هذه البشرى عندي أعظم من الدنيا بحذافيرها ".

لقد خلف السيوطي عدداً هائلاً من الكتب في مختلف المواضيع , ويرجع ذلك لابتدائه بالتأليف في سن مبكرة , يقول عن نفسه: " وشرعت في التصنيف في سنة ست وستين , وبلغت مؤلفاتي إلى الآن ـ حين كتابه "حسن المحاضرة "ـ ثلاثمائة كتاب سوى ما غسلته ورجعت عنه ". لكن هذا العدد تضاعف في الفترة الأخيرة من حياته, بعد تأليف حسن المحاضرة, وقد اقتربت مؤلفاته من الألف كتاب منها على سبيل المثال:

الإتقان في علوم القرآن ـ (لم يؤلف مثله) الدر المنثور في التفسير بالمأثور (اجمع كتاب للتفسير بالماثور) ـ لباب النقول في أسباب النزول ـ

مفحمات الأقران في مبهمات القرآن ـ الإكليل في استنباط التنزيل ـ (نفيس جدا) تكملة تفسير الشيخ جلال الدين المحلي ـ (المعروف بتفسير الجلاليين) المزهر في اللغة (من اعظم كتب اللغة وتاليفه مبتكر) ـ الجامع الصغير في الحديث وزيادته شرح مسلم ـ شرح ابن ماجه ـ الألفية في القراءات العشر ـ إسعاف المبطأ برجال الموطأ ـ جمع الجوامع ـمن اجمع كتب الحديث على الاطلاق تاريخ الخلفاء ـ (تاريخ مختصر نافع ومفيد وممتع تاريخ أسيوط ـالنجوم الزاهرة وغيرها كثير

توفى رحمه الله في العصر يوم الخميس التاسع عشر من جمادي الأول سنة إحدى عشرة وتسعمائة .. وصُلي عليه بجامع الأفارقة تحت القبة , ودفن بشرقي باب القرافة, بعد مرض ثلاثة أيام للاستزادة راجع كتاب التحدث بنعمة الله للسيوطى رحمه الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير