القراءات تُغيّر المعاني؟!
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 08:58 م]ـ
المعروف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجاز قراءة القرآن بسبعة أحرف ..
وقيل أن تلك الأحرف لا يتغير المعنى في ألفاظها ...
بينما القراءات تتشابه في الرسم غالباً وتختلف معانيها بتغيير حرف أو تغيير الحركة والتشكيل ..
هل من توضيح يرحمكم الله؟
ـ[براءة]ــــــــ[16 - 11 - 09, 11:40 م]ـ
اختلف العلماء في المراد من الأحرف السبعة في الأحاديث المذكورة اختلافًا كبيرًا، حتى قال السيوطي: اختُلِفَ في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولاً
والناظر في تلك الأقوال يقطع بأن أكثرها متداخل، وكثيرٌ منها لا يُعلم قائله، ولا يُعلم له دليلٌ يؤيده عند النظر والتمحيص.
يرى أبو الفضل الرازي أنَّها:
الاختلاف بين الإفراد والتثنية والجمع
والاختلاف في تصريف الأفعال وما يسند إليها
والاختلاف في وجوه الإعراب
والاختلاف بالزيادة والنقص
والاختلاف بالتقديم والتأخير
والاختلاف بقلب وإبدال كلمة بأخرى أو حرف بآخر
واختلاف اللغات.
وفسر ابن الجزري الأحرف السبعة بالآتي:
"ولا زلت استشكل هذا الحديث (حديث الأحرف السبعة) وافكر فيه وامعن النظر فيه نيف وثلاثين سنه
حتي فتح الله علي بما يمكن ان يكون صوابا ان شاء الله تعالي
وذلك اني تتبعت القراءات كلها صحيحها وشاذها وضعيفها ومنكرها فاذا اختلافها يرجع الي سبعة اوجه لا يخرج عنها وهي:
1 - ان يكون الاختلاف في الحركات بلا تغير في المعني والصوره نحو (يحسب) بفتح السين وكسرها
2 - ان يكون بتغير في المعني فقط دون التغير في الصوره نحو (فتلقي ادم من ربه كلمات) علي ما فيها من قراءات
3 - ان يكون في الحروف مع التغير في المعني لا الصوره نحو (تبلوا , تتلوا)
4 - ان يكون في الحروف مع التغير في الصوره لا المعني نحو (الصراط , السراط)
5 - ان يكون في الحروف والصوره نحو (يأتل , يتأل) 6ان يكون في التقديم والتأخير نحو (فيقتلون ويقتلون) علي ما فيها من قراءات
7 - ان تكون في الزياده والنقصان نحو (واوصي, ووصي)
هذه الاوجه السبعه لا يخرج الاختلاف عنها بحال
هل الأحرف السبعة موجودة الآن في المصاحف؟
للعلماء في بقاء الأحرف السبعة في المصاحف ثلاثة أقوال:
القول الأول:
أن الأحرف السبعة باقية كلها في المصاحف التي نسخها عثمان ومن معه من الصحابة، ودليلهم أنه لا يجوز للأمة أن تهمل نقل شيء منها، وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر، وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك.
يقول الإمام أبو عمرو الداني: (وأن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ومن بالحضرة من جميع الصحابة قد أثبتوا جميع تلك الأحرف في المصاحف وأخبروا عن صحتها وأعلموا بصوابها وخيروا الناس فيها كما كان صنع رسول الله .... وأن عثمان رحمه الله تعالى والجماعة إنما طرحوا حروفا وقراءات باطلة غير معروفة ولا ثابتة، بل منقولة عن الرسول نقل الأحاديث التي لا يجوز إثبات قرآن وقراءات بها). وهذا القول قول جماعة من الفقهاء والقراء والمتكلمين.
القول الثاني:
أن المصاحف تشتمل على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة،
وهو قول جماهير العلماء وقد صوبه الإمام ابن الجزري.
القول الثالث:
أن الصحابة اقتصروا على حرف واحد من الأحرف السبعة، وأثبتوه في المصاحف. وهو قول ابن جرير الطبري ومن وافقه من العلماء.
اما القراءات العشرة
فهي جزء من الأحرف السبعة وهي مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء، مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها.
هذا التعريف يعرف القراءة من حيث نسبتها للأمام المقرئ، أما الأصل في القراءات فهو النقل بالإسناد المتواتر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ضبط علماء القراءات القراءة المقبولة بقاعدة مشهورة متفق عليها بينهم، وهي:
كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت رسم أحد المصاحف ولو احتمالا، وتواتر سندها، فهي القراءة الصحيحة.
وهذا بحث في الأحرف السبعة والقراءات قد يفيدك:
http://www.ibnamin.com/7_huruf.htm
ـ[المتولى]ــــــــ[17 - 11 - 09, 03:45 ص]ـ
اخى الحبيب كون ان القراءات قد تختلف فى المعنى و لكنه ليس باختلاف تضاد او تعارض بالتاكيد
فهذا نوع من تحدى الفصحاء العرب ان المتن يمكن ان يقرا على عدة اشكال بمعان مختلفه مكمله لبعضها البعض ولا تتعارض
وفى ذلك يقول الامام ابن تيميه رحمه الله تعالى: تعدد القراءات يغنى عن تعدد الايات
فمثلا فى حفص لا يمكن ان تجد دليلا على المسح على الخفين بعكس قراءة " وارجلكم " بالكسر
و كذلك فى قراءة " تبلو كل نفس " عند من قرأ تتلو كل نفس
وقس على ذلك كثير اخى الحبيب
والله تعالى اعلى و اعلم
ـ[معاذ الجلال]ــــــــ[17 - 11 - 09, 02:10 م]ـ
كلام ابن الجزري هو المفسر ..
والله اعلم.
¥