وغير ذلك من الآثار، وكلما بعد العهد بعصر النبوة، كلما زادت الإشكالات والطعون في القرآن.
واشتهر ابن عباس رضي الله عنه بالرد على من طعن في القرآن، كما سبق، وسيأتي التمثيل لذلك بأمثلة أخرى إن شاء الله.
(52) أخرجه ابن جرير الطبري مسندا كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره (1/ 7) ولم أجده في تفسير ابن جرير بعد البحث في مظانه، وانظر: الإتقان (3/ 7).
(53) أخرجه مسلم (كتاب الآداب، باب: النهي عن التكني بأبي القاسم، وبيان ما يستحب، رقم: 213).
(54) قال ابن منظور: (صبِيغٌ: اسم رجل كان يَتَعَنَّتُ الناسَ بسُؤَالات في مُشْكل القرآن، فأَمر عمر بن الخطاب بضربه، ونفاه إِلى البَصرة، ونَهي عن مُجالَسَتِه)، لسان العرب (8/ 439).
(55) أخرجه مالك في الموطأ (2/ 455) تحقيق فؤاد عبدالباقي، مصر، دار إحياء التراث، ومعمر بن راشد في جامعه (11/ 426) تحقيق حبيب االأعظمي، بيروت، المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية، 1403، والدارمي في سننه (1/ 66) تحقيق زمرلي، بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى، 1407، وإسناد القصة صحيح والقصة مشهورة، وانظر: الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي (2/ 152) دار الفكر، بيروت، 1414، فقد جمع أطراف القصة ورواياتها.
(56) فتح الباري لابن حجر العسقلاني (8/ 555).
(57) أخرجه البخاري معلقا (كتاب تفسير القرآن، باب: سورة حم السجدة (فصلت))، وقال الحافظ ابن حجر كما في الفتح (8/ 418): وصله الطبري وابن أبي حاتم بإسناد على شرط البخاري في الصحة.
أول من ألف فيه ذكر السيوطي (58) أن أول من ألف فيه هو قطرب (59)، واسم كتابه "الرد على الملحدين في متشابه القرآن" (60)، وهذا غير صحيح؛ فإن الإمام سفيان بن عيينه (61) له فيه كتاب هو "جوابات القرآن" (62) وقد توفي قبل قطرب، بل إن هناك من هو قبل الإمام سفيان أيضا، وهو الإمام مقاتل بن سليمان (63) فله كتاب " الجوابات في القرآن "، ولكن هذه الكتب الثلاثة مفقودة.
ولعل أقدم الكتب التي وصلت إلينا في هذا العلم مفردا، هو كتاب ابن قتيبة (64) "مشكل القرآن". وأما الجواب عن بعض الإشكالات القرآنية في ثنايا الكتب، من غير إفراد لهذا الموضوع، فكثير؛ فقد رد الإمام مالك في موطأه على أهل القدر، الذين احتجوا ببعض الآيات على مذهبهم (65)، وخصص الإمام أحمد القسم الأول من كتابه "الرد على الزنادقة والجهمية " (66) في الرد على من زعم أن القرآن متناقض، وأسماه باب بيان ما ضلت فيه الزنادقة من متشابه القرآن وذكر فيه اثنتين وعشرين مسألة.
وكذلك أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي (67) المتوفى سنة 377هـ صنف كتابه " التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع " أفرد فيه بابا لمتشابه القرآن، وما يتوهم أنه من الاختلاف والتناقض، نقل فيه ما أخذه هو من الثقات عن مقاتل بن سليمان (68).
(58) في الإتقان في علوم القرآن (3/ 79)، وانظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي (2/ 53)، والفهرست لابن النديم (1/ 57).
(59) هو محمد بن المستنير أبو على البصري المعروف بقطرب، أحد العلماء بالنحو واللغة، أخذ عن سيبويه وعن جماعة من العلماء البصريين، ويقال: إن سيبويه لقبه قطربا لمباكرته إياه في الاسحار قال له يوما: ما أنت إلا قطرب ليل. والقطرب: دويبة تدب ولا تفتر. نزل قطرب بغداد وسُمع منه بها أشياء من تصانيفه، وروى عنه محمد بن الجهم السمري، وكان موثقا فيما يحكيه، وبلغني أنه مات في سنة ست ومائتين (انظر: تاريخ بغداد (3/ 298) للخطيب البغدادي، بيروت، دار الكتب العلمية.
(60) ذكر هذا ابن النديم في الفهرست (ص: 78) دار المعرفة، بيروت، 1398هـ، الداوودي في طبقات المفسرين (2/ 256). دار الكتب العلمية، بيروت.
(61) هو الإمام المجتهد الحافظ الحجة شيخ الإسلام سفيان بن عيينه الهلالي الكوفي، ولد سنة سبع ومائة (10)، تتلمذ على الأئمة كابن دينار والزهري وابن المعتمر وغيرهم، وتلمذ عليه الأئمة كالشافعي وأحمد بن حنبل وابن معين وغيرهم، ومات سنة ثمان وتسعين ومائة، انظر: ترجمته في طبقات المفسرين للداوودي (1/ 196 - 198)، دار الكتب العلمية، بيروت.
(62) ذكره ابن النديم في الفهر ست (ص: 51)،، والداوودي في الطبقات (1/ 198).
¥