[تحرج السلف عن الكلام في التفسير بخلاف من سبق في زماننا]
ـ[منار المسلمة]ــــــــ[04 - 12 - 09, 12:27 م]ـ
[تحرج السلف عن الكلام في التفسير بخلاف من سبق في زماننا]
تحرج كثير من السلف في تفسير ما ليس لهم علم به
فكان سعيد بن المسيب إذا سئل عن تفسير آية قال: إنا لا نقول في القرآن شيئاً.
أبوبكر t لما سئل عن الأب في قوله تعالى " وفاكهة وأبا " قال: (أى سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم).
لكن هذا الذي قاله ابوبكر هنا روي عنه أنه فسر آيات أخرى
وكذلك سعيد بن المسيب الذى روى عنه أنه كان يتحرج روى عنه أنه فسر آيات أخرى
إذاً يحمل عليه ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه ما توقفوا عنه ليس لهم به علم وما قالوه قالوه بعلم وأدوا الأمانة التي حملوها بذلك، فكان السلف يتحرج من القول في التفسير ولم يخوضوا في ما لا علم لهم به.
ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في أواخر مقدمته وهي مقدمة نافعة في أصول التفسير وهي موجودة في المجلد الثالث عشرمن فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية يقول شيخ الإسلام " إن هذه الآثار وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم من الكلام في التفسير بما لاعلم لهم به الشيء الذي لا يعلمونه توقفوا ولم يقولوا شيئاً.
فلا ينبغي للإنسان أن يقول شيئاً في القرآن
والله سبحانه وتعالى يقول " ولا تقف ما ليس لك به علم "
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار)
فنسأل الله العافية فهو أمر خطير وعظيم لا يجوز للإنسان أن يتجرأ عليه
أما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعاً فلا حرج عليه وقد روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير
وما أجمل ما قال شيخ الإسلام حين يقول: لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عماجهلوه.
وهذا واجب علينا نحن أيضاً العلماء والدعاة وطلبة العلم يجب أن يتقوا الله جل وعلا فلا يجوز أن يقولوا في القرآن أو غيره إلا بما يعلمون والذي لا يعلمه يقولالله أعلم.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى " من أخطأ الله أعلم أصيبت مقالته "
وروي عن غيره أن الله أعلم نصف العلم.
الواجب أن الإنسان يطلب العلم ويطلع ويراجع المسألة ويناقشها لكن أن يتكلم في كل شيء هذا غير صحيح وبخاصة في جنب كلام الله تبارك وتعالى.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى "وفي الجملة من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا بل مبتدعا لأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث به رسوله r "
فالتفسير علم عظيم وشرف وبركة على أصحابه وعلى أهله والله سبحانه وتعالى يقول "وهذا كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته"
والحافظ أبوعبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب فضائل القرآن نقل جملة كثيرة عن السلف في تحرجهم عن تفسيرالقرآن وأنهم كانوا يقولون إذا كان كلام بيننا نتحدث بما نشاء ولكن إذا جاء القرآن نقف"
وكان بعضهم يقرأ ويحدث فإذا قيل له تكلم في القرآن توقف وسكت فكانوا يتحرجون ويعظمون كلام الله تبارك وتعالى.
بخلاف من سبقنا ومن في زماننا هذا ممن يتعجلون في تفسير القرآن الكريم ويحملونه على غير معانيه الصحيحة
وبخاصة الحديث عن الإعجازالعلمي في القرآن الكريم فالتعجل فيه والتعسف في حمل الآيات على بعض الظواهرالموجودة أو بعض المصنوعات الحديثة من أجل أن نقول أن القرآن سبق كذا وكذا فهذا لايجوز لأن هذا الأمر قد يكون غير صحيح قد تأتي نظرية أو شيء فتفسد هذه النظريه.
ونحن لا ندلل على صحة القرآن وعلى واقعيته لا والله فالقرآن أعز وأشرف وأكرم فهو كلام الله تبارك وتعالى ولكن أن يأتي أحد ويهذي بما يعرف وبما لا يعرف، أذكر أحداً فسر قوله تعالى "والعاديات ضبحا *فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا" فسرها بأنها الدراجات النارية فقال أنها تسرع في المشي وتقدح الشرر أيضاً، فهذا الكلام سيء وقبيح فالعاديات المقصود بها الخيل التي تغزو التي تنطلق وتسرع هذا هو الصحيح ولكن تحمل عليها دراجات نارية أو كلاما آخر
فإن التفسير بمجرد رأي فقط واجتهاد عار عن الأدلة وعن الأخذ عن ما روي عن النبي r وعن الصحابة rوعن التابعين والسير على مناهجهم فهو لا شك رأي مذم وموتفسير غير صحيح وهو حرام لا يجوز تعاطيه
والله سبحانه وتعالى يقول " ولا تقف ماليس لك به علم "
وقال r " من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار "
وفي لفظ"من قال برأيه في القرآن فأصاب فقد أخطأ"
حتى لوأصاب فهو مخطئ لا بد أن يعتمد على الأدلة وعلى النصوص حتى يكون كلامه صحيحاً.
فهذا مما ينبغي حقيقة أن يطهر عنه كلام الله تبارك وتعالى وأن نتمهل وأن نتئد وأن لا نتعجل
وأن نسير على منهج سلفنا الصالح رحمه الله تعالى.
والله الموفق
ـ[منار المسلمة]ــــــــ[04 - 12 - 09, 12:30 م]ـ
http://www.rofof.com/img3/12xqcbs2.jpg (http://www.rofof.com/img3/12xqcbs2.jpg)
http://www.rofof.com/img3/12zwesp2.jpg (http://www.rofof.com/img3/12zwesp2.jpg)
http://www.rofof.com/img3/12rzqnc2.jpg