تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مدخل عام لتجويد القرآن الكريم]

ـ[شربتلي محمد]ــــــــ[15 - 12 - 09, 08:39 م]ـ

[مدخل عام لتجويد القرآن الكريم]

الدكتور عبد العلي المسؤول

لقد منَّ الله على الإنسان بأن جعله ناطقا بأصوات تخرج مع النَّفَسِ مستطيلة متصلة، حتى يَعْرِضَ لها في الحلق والفم والشفتين مَقَاطعُ تَثْنِيها عن الامتداد والاستطالة، فيسمى هذا المقطع حرفا. وأمر سبحانه هذا الناطق أن يستفرغ الوسع لتحسين صوته، وتجويد الحروف المنطوق بها، خصوصا إن تعلق الأمر بالأصوات القرآنية التي أُمرنا ببلوغ الغاية في إتقان أدائها، وذلك بإعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها في مراتبها، ورد كل حرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، والتمكن من النطق به على صيغته وهيئته، وذلك واجب على كل تال لكتاب الله، قادر على التعلم وقابل له، ووجد من يهديه إلى الصواب. قال ابن الجزري:

وَالأَخْذُ بِالتَّجويدِ حَتمٌ لاَزمُ مَنْ لَّم يُجِّودِ القُرآن آثمُ1 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#1)

والظن بهذا المتعلم أن يصبر على التعلم، لما في ذلك من مشقة جالبة للأجر، إذ القارئ للقرآن المتردد فيه وهو عليه شاق له أجران: أجر التلاوة وأجر المشقة التي يلاقيها وهو يتعلم. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَان) 2 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#2) ، لكن أن يقرأ الإنسان على سجيته وطبعه وما يميل إليه لسانه، دون دراية بقواعد القراءة، أو يَستَنكف أن تُصحّحَ هَنَاته ويُقَوَّم لسانه، فهذا مما لا ينبغي صدوره عمن يؤمن بهذا الكتاب، إذ من تمام الإيمان بالذكر الحكيم تلاوته حق تلاوته. قال تعالى: (الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولائك يؤمنون به). قال الإمام الغزالي: " وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار ... فاللسان يرتل، والعقل يترجم، والقلب يتعظ"3 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#3) . وقال ابن الجزري: "ولا شك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، فهم متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة، المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التي لا تجوز مخالفتها ولا العدول عنها إلى غيرها"4 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#4) . قال الخاقاني:

أَيَا قَارِئَ القُرْآنِ أحسِنْ أداءَه يُضاعِفْ لك اللهُ الجزيلَ مِنَ الأَجْرِ

فَمَا كلُّ من يَتْلُو الكِتابَ يُقِيمُه وما كلُّ من في الناسِ يقرِئُهُم مُقْرِي 5 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#5)

وأما من عجز عن التعلم، ولم يطاوعه لسانه على ذلك بعد استفراغ وسعه، أو لم يجد من يوقفه على حقيقة التلاوة، فإن الله لا يكلف نفسا إلا ما آتاها.6 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#6)

أولا: مدار تجويد القرآن وفوائده

1 - مدار تجويد القرآن

ومدار التجويد على ثلاثة أمور:

أ- معرفة مخارج الحروف.

لقد فُضّل بنو آدم على سائر الخلق لكونهم ناطقين بأصوات متنوعة تختلف باختلاف المتكلم والمخاطب والحدث والزمان والمكان، هذه الأصوات التي تخرج من محابس متعددة للدلالة على المراد، وتسمى هذه المحابس مخارج. أما الحيوانات مثلا فإن كل نوع منها يتميز بصوت واحد لا يتلون، كثغاء الشاة، وزئير الأسد، وصهيل الفرس، ونهيق الحمار، ووعوعة الذئب، وهديل الحمام، ونعيب الغراب، وكشيش الأفعى، وخُوَارِ البقر.7 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#7)

ب- معرفة صفات الحروف، كالجهر والهمس وغيرهما، وما ينشأ عن تلك الصفات من ترقيق المُسْتَفِل وتفخيم المستعلي مثلا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير