تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وليحذر المتغني بالقرآن أن يُخرِج التلاوة عن حدود التجويد وضوابطه، ذلك أن الاستفادة من قوانين النغم وطرائقه مطلوبة، لكونها تزيد التلاوة جمالا، والصوت حُسنا، والمستمعَ تلذذا وخشوعا، خصوصا إن صدر هذا النغم عن مقرئ يخشى الله تعالى ويتقيه، ففي الحديث: (إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآن، ِ الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللَّهَ) 37 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#37). قال ابن حجر: " ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم، لأن للتطريب تأثيرا في رقة القلب وإجراء الدمع، وكان بين السلف اختلاف في جواز القرآن بالألحان، أما تحسين الصوت وتقديم حسن الصوت على غيره لا نزاع في ذلك ... "38 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#38) ، لكن شرط ألا تخالف هذه النغمات المقروء بها في القرآن قواعد أهل الأداء. قال النووي: " قال العلماء رحمهم الله: يستحب تحسين الصوت بالقراءة وترتيبها، ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط، فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام. أما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع: أكرهها. وقال أصحابنا: ليست على قولين، بل فيه تفصيل: إن أفرط في التمطيط39 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#39) فجاوز الحد فهو الذي كرهه، وإن لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه"40 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#40).

وقال ابن حجر بعد سوقه كلاما للعلماء حول الأدلة المتعلقة بالتغني بالقرآن وتحسين الصوت به: " والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع ... ومن جملة تحسينه أن يراعى فيه قوانين النغم، فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها، ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام، لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء، فإن وجد من يراعيهما معا، فلا شك في أنه أرجح من غيره، لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت، ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء"41 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#41) .

سابعا: استحباب سماع القرآن من حَسَنِ الصوت

حري بالمؤمن أن يأخذ نفسه بالاستماع إلى القرآن الكريم من فم مقرئ، إما مباشرة وإما بواسطة المسجل أو المذياع أو التلفاز، فإن من حق الأذن على صاحبها أن يُسمعها كلام الله كما أنزل، وألا يكتفي فقط بتلاوة اللسان وإن كانت مطلوبة42 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#42)، فلقد كان النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستمع للقراءة الحسنة من غيره، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟. قَالَ: نَعَمْ. فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ على هَذِهِ الْآيَةِ: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)، قَالَ: حَسْبُكَ الْآنَ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ) 43 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#43). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: (لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ) 44 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#44). والأمثل المراوحة بين التلاوة والاستماع. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَلَاهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) 45 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#45).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير