لن يقف الشيطان عند هذا الحد، فبمجرد صرفك عن الحفظ يريد أن يكسب أرض أخري ويصرفك شيئا فشيئا عن متطلبات الدين، ولن يفعل معك ذلك مباشرة، ولكن بخطا قصيرة محلاه بالشهوات.ولذلك أنصح الأخ الذي لا يستطيع أن يقام الشيطان ألا يقدم على الحفظ إذا كان بحالة قوية العزيمة عالية الهمة.
الحالة الثانية:
المشى على الصراط المستقيم، ورسم الخطة المحكمة، والتزود الأخروى والشحنة الإيمانية، فنتيجة ذلك يضعف شيطانك، وتقهره وتسير على طريق الحفظ.
ولي نصائح طيبة في تلك الحالتين ارجو أن تقرأها مرات، ليتم المحصول بحفظ القرآن الكريم والثبات على الحفظ الذي هو أهم من الحفظ نفسه.
- يبدأ الكثير فيأول الطريق في الحفظ، وهذا طيب، ولكن في الطريق ترميه الشياطين بالوساوس لتمنعه، وللأسف في زماننا هذا التأثير من الشيطان على المسلم سهل وقوي، فتجد أن نهاية طريق الحفظ قليل من المسلمين الواصلين، فهم الذين إلتزموا بنهج وخطة محكمة للحفظ - جعلك الله منهم - فتم دحر وساوس الشيطان والانتصار عليه، وحفظ القرآن الكريم بفضل الله عز وجل.
- طريق الحفظ، سوف يكون صعب، فالتزم بخطة حفظ صغيرة حتى ولو آية يوميا تحفظا، هذا أفضل بكثير من حفظ ربع مع الفشل في وسط الطريق.
- اعلم أن الراغب للحفظ صنفان لا ثالث لهما، إما يكمل الطريق، فهذا عالى الهمة، وإما يقف في الطريق فهذا خسيس الهمة، والصنف الأول كسب كلام ربه في صدره وصرف نفسه عن الشيطان، والصنف الثاني خسر كلام ربه من صدره وكسب الشيطان، فهذا خسيس الهمة
- التزم بخطة للمراجعة اليومية، وأنصح بمراجعة ما حفظته في 3 أيام ولا تزيد حتى يتم تثبيت القرآن في عقلك.
- لا تقدم على حفظ جديد إلا إذا انتهيت من مراجعة القديم (الماضي).
- حفظ آية واحدة من القرآن الكريم فتح كبير، فعز قرآن ربك ولا تضيعه بعد الحفظ.
- المراجعة أهم من الحفظ، فاخلد لنفسك ولحالك وراجع بصوت عال حتى تدفع وساوس الشيطان.
- الطريق سهل للمسلم الذي يريد فعلا الحفظ، وسيجد الصعوبة في البداية والوسط ولكن أنصحك بالعزيمة القوية، وعلو الهمة لتكمل طريق الحفظ.
- صفتان لمن يريد حفظ القرآن الكريم، هما علو الهمة وخسة الهمة، أنصح الأخ المسلم الذي يريد الحفظ أن يقوي همته، وأنصحه بكتاب طيب للشيخ محمد بن اسماعيل بعنوان: علو الهمة وهذا رابطه:
http://www.montada.com/showthread.php?t=618821
أرجو أن يطلع الجميع على الكتاب ويذاكره جيدا، وباذن الله ستقوى عزيمته.
- انظر أيضا لكتاب " وداعا أم السعد " لنفس المؤلف واقرأه جد سيعطيك دفعة قوية جدا للحفظ.
- أنصح بالتقشف خلال فترة الحفظ، وفي كل الأوقات أيضا، هذه صفة طيبة جدا، المال طيب ولكنه فتنه، فحاذر من تضييع وقتك في فتن الدنيا على حساب حفظ القرآن الكريم.
- شيختى ضريره ولم تتزوج، وتملك بيت مكون من غرفة واحدة، ليس بها مرحاض، وتقضى حاجتها عند الجيران، وقوتها من الرزاق صاحب الأرزاق، من جار طيب وآخر كريم، تتعدى السبعين، ولكن لديها عزيمة قوية، قد تركت الدنيا من أجل القرآن الكريم، فتقشف يا أخي من أجل الوصول إلى غرضك حتى لا تعبث بك شهوات الدنيا.
- شيخى كذلك فقير جدا، ضيق مسكنه، وجيبه، ولكن صدره مثل البحر، يحوي القرآن الكريم ومتونه، وقرآته المتنوعة بما فيها الشاذة، ورغم ذلك كريم جواد ووسع بيته بحفظه القرآن الكريم.
- خسروا دنياهم وكسبوا آخرتهم، اللهم أعزهم في الآخرة، ومن على شاكلتهم.
- أرجو ألا أكون قد اغتبتهم،وكسرت حاجز سترهم - اللهم اغفر لي ولجميع المسلمين - ضربت الأمثلة لزيادة علو الهمة لمن يريد حفظ القرآن الكريم، ومن يقرأ السابق فاليتعظ وليركن لحفظ القرآن الكريم صافيا خاليا من وساوس الشيطان، وكفا بالمثالين واعظيين لعلو الهمة، لخص بهم كتب كثيرة لإتعاظ وتعلية الهمة وتقوية العزيمة.
- أعتقد أن الفقر نعمة طيبة، محببة عن الغنى من المثالين السابقين.
- أنصحك بالفقر عن الغنى، عن طريق كسب وقت للقرآن الكريم وفقد وقت من العمل لتنال حفظ القرآن الكريم، وستجد أن المحصلة واحد والرزق واحد والرب واحد ولا نقصان، وجرب.
- قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
¥