" ومن حرمته ألا يقعر في قراءته كفعل هؤلاء الهمزيين المبتدعين والمتنطعين في إبراز الكلام من تلك الأفواه المنتنة تكلفا فإن ذلك محدث ألقاه إليهم الشيطان فقبلوه عنه ومن حرمته ألا يقرأه بألحان الغناء كلحون أهل الفسق " (1/ 29)
وقال الإمام ابن رجب رحمه الله في (نزهة الأسماع في مسألة السماع):
وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بنجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن.
وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد. اهـ
قال ابن القيم
في زاد المعاد (1/ 482):
وفصل النزاع، أن يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين، أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم: ((لَو علمتُ أنّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً)) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال: ((لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ)) وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:19 ص]ـ
الشيخ أبو إسحاق الصبحي هل أفهم أنك موافق على ما يجرى فى هذه المسابقة؟
أقول والله المستعان
أن تعلم المقامات عن طريق سماع المشايخ الكبار ومعرفة الأسلوب والقراءة به وتقليدهم فقط هي الجائزة مع مراعاة أحكام القرآن والتدبر
وما زاد عن ذلك فهو تكلف غير محمود قد يصل إلى الحرمة والله اعلم
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[21 - 01 - 10, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والله تعالى اعلم ان الامر فيه اشكال لا يحله الا اهل العلم والفقه ومن له القدرة على الفتوى ... فقد تابعت جزءا من هذه المسابقات ... فمرة يقولون ايات ذكر الجنة تقرأ بالمقام كذا للتبشير والتي فيها ذكر النار تقرأ بمقام كذا يعني لتثير الحزن والخوف ... لا أعرف مدى صحة هذا فقهيا ولذا اسأل اهل العلم عنه ... كما انهم يركزون على مسالة المقامات هذه فتراهم يقولون هل تستطيع ان تقرأ بهذا المقام او ذاك ... حبذا لو افادنا احد الشيوخ الافاضل في هذا الامر ..... والله الهادي الى سواء السبيل سبحانه
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[21 - 01 - 10, 02:00 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين
فعلا تصح نسبة الكلام للشيخ المقرئ أيمن رشدي حفظه الله فقد تمت استضافته في قناة الناس مع شيخ عموم المقارئ المصرية أحمد عيسى المعصراوي حفظه الله و قد ندد كلاهما بما يحصل تلميحا و توضيحا في قناة الفجر و قد أعلن الشيخ المعصراوي أنه حضر لمسابقة المزمار الذهبي فلما رآى تلك البدعة الا و هي القراءة بالألحان خرج و لمن يقعد و تبرأ منها حتى قانونيا حتى لا يتم نسبت اي شيء اليه مما فعلت قناة الفجر
هذا و الله الموفق
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 03:11 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين
فعلا تصح نسبة الكلام للشيخ المقرئ أيمن رشدي حفظه الله فقد تمت استضافته في قناة الناس مع شيخ عموم المقارئ المصرية أحمد عيسى المعصراوي حفظه الله و قد ندد كلاهما بما يحصل تلميحا و توضيحا في قناة الفجر و قد أعلن الشيخ المعصراوي أنه حضر لمسابقة المزمار الذهبي فلما رآى تلك البدعة الا و هي القراءة بالألحان خرج و لمن يقعد و تبرأ منها حتى قانونيا حتى لا يتم نسبت اي شيء اليه مما فعلت قناة الفجر
هذا و الله الموفق
وقد كان لقاءً ماتعاً التقى فيه جهابذة الإقراء في عالمنا الإسلامي وشارك فيه الشيخ الحويني حفظه الله تعالى باتصال هاتفي وأنكر ما يحصل في مسابقة المزمار الذهبي، وكذلك اتصل بعض المشايخ الفضلاء من المغرب ومن الكويت وأنكروا هذا الأمر، وكانت المفاجأة اتصال القارئ عبدالله كامل الحائز على المركز الأول في مسابقة المزمار الذهبي وأنكر مايحصل في المسابقة وتكلم بكلام رصين مؤثر ذرفت منه دموع الشيخ المعصراوي حفظه الله.
هذا ملخص ما تم في هذه الحلقة على قناة الناس (مع العلم أني لم أتابعها كاملة) وقد ذكرت ما شاهدت، ونتمنى من الاخوة تزويدنا برابط الحلقة ولهم منا الدعاء في ظهر الغيب.
¥