[مشروع تفسير الآيات عبر جوال بينات]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 01:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فلا شك أن الناس في هذا الزمان الذي طغت فيه المادية، وكثرت فيه الملهيات، وتكاثرت فيه الشبهات؛ بحاجة ماسة إلى ربطهم بكتاب ربهم، وتعليمهم ما ينفعهم بالوسائل التي تناسبهم وتصل إليهم، خاصة مع انصراف الكثير منهم عن المصادر الأصيلة للعلم، وعدم قدرة آخرين على تحصيله بالطرائق المنهجية المعروفة.
ولا يخفى على من اطلع على أحوال الناس اليوم أن الوسيلة الأكثر انتشاراً، والأشد تأثيراً على أكثرهم هي الهاتف الجوال، ولا سيما بعد تطور أجهزته، وإمكانية جعلها مصدراً لتلقي المعلومات والوسائط؛ فصارت هذه الأجهزة هي المصدر الأسهل والأقرب لمستخدميها من جميع الطبقات.
وقد اتجهت جهود كثير من المصلحين والدعاة إلى الاستفادة من هذه الوسيلة، والحرص على نفع الناس من خلالها؛ فكانت فكرة الجوالات الدعوية التي بدأت منذ سنوات، ولقي بعضها نجاحاً كبيراً ولله الحمد.
وقد منّ الله علي بالمشاركة في الإشراف المباشر على أحد هذه الجوالات، فصرت أكتب الكثير من الرسائل التي ترسل من خلاله، وقد أفدت من هذه التجربة، وخلصت إلى بعض الأفكار التي أرى أنها مناسبة.
ومن ذلك: أن الرسائل المعدة بعناية، والتي لها منهجية وطريقة واضحة هي الأكثر قبولاً ونفعاً، خاصة إذا كانت تلامس حاجة الناس، وتسد رغباتهم المعرفية.
وقد بدأت منذ سنوات في مشروع تأليف تفسير مختصر محرر، ولكني كنت أسير فيه ببطء، وذلك لكثرة الشواغل والمسؤوليات.
ولما رأيت حاجة الناس ماسة لفهم كلام ربهم، ومعرفة معانيه أردت أن أستغل خدمة الجوال في إيصال تفسير كلام الله إلى الناس، وذلك من خلال إرسال رسائل في التفسير إلى المشتركين في خدمة هذا الجوال.
ولا شك أن كتابة التفسير لهذا الغرض يحتاج إلى تفكير عميق، وتحرير دقيق للتفسير، بحيث يتوافق تفسير كل آية مع القدر المناسب لرسالة واحدة لا تتجاوز 500 حرف.
ومن توفيق الله لي أن التفسير الذي اشتغلت به مناسب إلى حد بعيد لهذا الهدف، إذ كنت قد راعيت فيه الاختصار والتحرير، مع الاعتماد على المصادر الأصيلة المعتمدة في هذا الفن.
وقد اعتمدت في كتابته على أهم كتب التفسير الأصيلة، وهي تفاسير أئمة التفسير: الطبري والبغوي وابن عطية وابن كثير والشنقيطي وابن عاشور وغيرهم، مع الإفادة من الكتب المختصرة المحررة، وهي تفسير الجلالين وتفسير السعدي والتفسير الميسر، والتفسير المنتخب، والتفسير الواضح الميسر.
وقد بدأت في تنفيذ فكرة إرسال رسائل التفسير عبر جوال بينات من بداية هذا العام الهجري 1431هـ، فوجدت قبولاً حسناً.
وها أنا ذا أعرضها هنا في ملتقى أهل الحديث ليشترك من يرغب في الاشتراك، ولأفيد من اقتراحاتكم وتوجيهاتكم في هذا المشروع الذي يهدف إلى تقريب التفسير للناس، وإيصاله إليهم بأيسر الطرق وأقربها إليهم.
وحتى تكونوا على بينة من الأمر، أرفقت مع هذه المشاركة أول تسع رسائل، وكانت في تفسير الاستعاذة والبسملة وسورة الفاتحة.
وبعد الفاتحة بدأت في تفسير المفصل من سورة ق~، وقد وصلت الرسائل المرسلة إلى الآية 18 من هذه السورة.
أسأل الله أن يرزقنا التوفيق والسداد، وأن يعيننا على تعلم كتابه وتعليمه، وأن يجعلنا مباركين أينما كنا.
النماذج:
الرسالة الأولى
الاستعاذة هي قول العبد:"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وهي ليست من القرآن بإجماع. وقد أمر الله بها قبل قراءة القرآن في قوله: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم). ومعنى "أعوذ" أستجير وأتحصن بالله الواحد المعبود. "من الشيطان" أي: من كل عات متمرد من الجن والإنس، يصرفني عن طاعة ربي وقراءة كتابه. "الرجيم" المرجوم المطرود من رحمة الله. وفي الاستعاذة دليل على ضعف العبد وشدة حاجته إلى ربه، وفيها إثبات قدرة الله تعالى؛ فإنه لا أحد يقدر على دفع كيد الشيطان وحفظ العبد من وساوسه وشروره إلا الله السميع العليم القدير.
الرسالة الثانية
¥