قولاً، ولم يبق أَي لبس في أَن القرآن سمعه جبريل من رب العالمين، كما سمع موسى عليه السلام الكلام من الله تعالى حقيقة.
وفي الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام: ((يَقُولُ اللهُ تَعَالى يَوْم الْقيامَة يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَيُنَادِيْ بصَوْت إن اللهَ يَامُرُكَ أَنْ تُخْرجَ منْ ذُرِّيَّتكَ بَعْثًا إلى النَّار)).
فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (1/ 214 وما بعدها.
سئل فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك ـ حفظه الله ـ هل هذه العبارة صحيحة: (تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن عن جبريل عليه السلام عن اللوح المحفوظ، عن رب العزة)؟
الجواب:الحمد لله، وبعد:
مذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله تكلَّم به وألقاه إلى جبريل الروح الأمين، فنزل به فأوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم فألقاه على سمعه وقلبه، فابتداء نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم من ربه بواسطة الرسول الكريم جبريل، قال الله تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) وقال تعالى: (قل نزله روح القدس من ربك بالحق) وقال تعالى: (إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين) وقال تعالى: (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) وهذه العبارة المذكورة في السؤال تقتضي أن جبرائيل عليه السلام لم يسمع القرآن من الله وإنما أخذه من اللوح المحفوظ نعم القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ واللوح المحفوظ هو أم الكتاب كما قال تعالى: (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) وقال تعالى: (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ).
وبهذا يتبين أن العبارة غير صحيحة لما تتضمنه من المعنى الفاسد وهو أن جبريل لم يسمع القرآن من الله وهذا مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة وغيرهم يقولون: إن الله لا يتكلم وهذا القرآن مخلوق بل كل كلام يضاف إلى الله فهو مخلوق والأشاعرة يقولون: إن كلام الله معنىً نفسي قديم لا يُسمع منه ولا تتعلق به مشيئته وهذا القرآن المكتوب في المصاحف المتلو بالألسن المحفوظ المسموع هو عبارة عن المعنى النفسي وحقيقة قولهم أن هذا القرآن مخلوق فشابهوا بذلك المعتزلة وهذه مذاهب مبتدعة باطلة مناقضة للعقل والشرع ومناقضة لمذهب أهل السنة والجماعة من السلف الصالح من الصحابة والتابعين ـ رضوان الله عليهم ـ والله أعلم.
المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية /القرآن الكريم وعلومه/مسائل متفرقة التاريخ 19/ 07/1426هـ
قال الأستاذ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ـ حفظه الله: ـ
"وأما من تأثروا ببدع المتكلمين وأهل الباطل ممن يعطون إجازات في القرآن فيوقفون الإسناد إلى اللوح المحفوظ، حتى يسلموا من إضافة الكلام إلى الله عز وجل، فالقرآن عندهم إنما هو عبارة عن كلام الله، يقول بعضهم: خلقه الله في اللوح المحفوظ، وأخذه جبريل من اللوح المحفوظ مباشرة".
(تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي 199 - 200)
فهذا كما رأيت أخي طالب الحق كلام أهل العلم في هذه المسألة التي جهلها كثير من حملة الإجازات وقد سألت العلماء ـ حفظ لنا الأحياء ورحم الميتين ـ في هذه المسألة فكانت إجاباتهم تحوم حول ما ذكرناه لذا أحببت التنويه إليها والتنبيه عليها.
أسأل الله أن يجعلنا مفاتيح خير مغاليق شر وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على النعمة المسداة والرحمة المهداة.
أبو الحجاج
يوسف بن أحمد آل علاوي
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:07 م]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165851
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:10 م]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165851
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[22 - 01 - 10, 02:37 ص]ـ
أبو سلمى.
يوسف.
المناوي.
جزاكم الله ألف ألف خير وأكثر، على تبيينكم وإيضاحكم.
وأسأله ان يجعل ما كتبتموه شاهدا لكم، ومبيضا لوجهكم يوم تبيض وجوه.
اللهم وكل من قرأ الموضوع.
آمين.
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[22 - 01 - 10, 02:47 ص]ـ
انظر مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، وحي الله لملائكته
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 01 - 10, 01:04 م]ـ
وفيك بارك الله أخي أبا عدي القحطاني