تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي بَقِيَّةِ الْآيَةِ {يُضَيِّفُوهُمَا} وَقَالَ تَعَالَى {فَخَانَتَاهُمَا} ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn8)) وَقَالَ تَعَالَى (حَتَّى إذَا جَاءَنَا) فِي قِرَاءَةِ الْحَرَمِيِّينَ وَابْنِ عَامِرٍ وَأَلْفُ مَوْضِعٍ هَكَذَا.

وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِشَيْءٍ ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn9)).

وَلَيْسَ هُوَ قَوْلًا حَتَّى يُحْكَى وَإِنَّمَا لَمَّا قِيلَ نَبَّهْت عَلَى رَدِّهِ وَمِنْ تَمَامِ الْكَلَامِ فِي ذَلِكَ أَنَّ (اسْتَطْعَمَا) إذَا جُعِلَ جَوَابًا فَهُوَ مُتَأَخِّرٌ عَنْ الْإِتْيَانِ؛ وَإِذَا جُعِلَ صِفَةً احْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ اُتُّفِقَ قَبْلَ الْإِتْيَانِ وَذُكِرَ تَعْرِيفًا وَتَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُمَا عَلَى عَدَمِ الْإِتْيَانِ لِقَصْدِ الْخَيْرِ، وَقَوْلُهُ (فَوَجَدَا) مَعْطُوفٌ عَلَى (أَتَيَا).انتهى

وهو جواب فيه كلفة ظاهرة ولذا قال ابن عاشور في (التحرير والتنوير):" وقد أورد الصفدي على الشيخ تقي الدين السبكي سؤالاً عن نكتة هذا الإظهار في أبيات. وأجابه السبكي جواباً طويلاً نثراً ونظماً ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn10)) بما لا يقنع، وقد ذكرهما الآلوسي ".

فصل في جواب آخر

قال بعضهم: وضع الظاهر موضع المضمر للتأكيد كقوله:

ليت الغراب غداة ينعب بيننا ... كان الغراب مقطع الأوداج

وقول الآخر:

لا أرَى المَوْتَ يَسْبِقُ الموتَ شَيءٌ ... نَغَّص المَوْتُ ذَا الغِنَى والفَقِيرَا

بل ومثل قول الله (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) [البقرة:59] وهذا للتشنيع.

قلت: وهذا بابه غير قول الشاعر:

سعاد التي أضناك حب سعادا ... وَإِعْرَاضُهَا عَنْكَ اسْتَمَرَّ وَزَادَا

لأن هذا شاذ لا يقاس عليه بخلاف ما نحن فيه. وهذا غير قوله تعالى (وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله) وقوله {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} لأن هذا من التبرك باسم الله تعالى ولأن ذكر اسم الله المظهر أحسن من الإضمار وإن كان في الإضمار اختصار ولعلي اجعل لتلك القاعدة جزءاً.

فصل في جواب آخر

قال بعضهم: ذكر الظاهر مكان المضمر للتأسيس وذلك أنَّ الأهل المأتيِّين ليسوا جميع الأهل، إنما هم البعض؛ إذ لا يمكن أن يأتيا جميع الأهل في العادة في وقتٍ واحدٍ، فلما ذكر الاستطعام، ذكره بالنسبة إلى جميع الأهل، كأنهما تتبعا الأهل واحداً واحداً، فلو قيل: استطعماهم، لاحتمل أنَّ الضمير يعودُ على ذلك البعضِ المأتيِّ، دون غيره، فكرَّر الأهل لذلك.

قلت: وفي هذا غرابة وتكلف، وفيه دعوى أن الأهل الأولى غير الأخرى وهذا غير صحيح على ذلك التخريج.

فصل في جواب آخر

قال أبو حيان:" قد يظهر له فائدة عن التوكيد وهو أنهما حين {أتيا أهل القرية} لم يأتيا جميع أهل القرية إنما أتيا بعضهم، فلما قال {استطعما} احتمل أنهما لم يستطعما إلاّ ذلك البعض الذي أتياه فجيء بلفظ أهلها ليعم جميعهم وأنهم يتبعونهم واحداً واحداً بالاستطعام، ولو كان التركيب استطعماهم لكان عائداً على البعض المأتي ".

فصل في أجوبة لي على الإشكال

ولقد تأملت هذه التعليلات طويلًا، ثم لم يتبين لي فيها كبير وجاهة، فأنعمت النظر وأرجعت البصر وأنهكت الفكر مستصحباً مدخرات معرفتي بالبلاغة القرآنية وأوجه الإعجاز اللغوية وهي على عظمها من جهة كونها نعمًا لله عليَّ إلا أنها يتلف المتزود بها قبل بلوغ مرامه ويفتقر إلى أضعافها لدرك مطلوبه في مقامه، فسألت الله بلسان الحال أن يزودني بمدده ويسعفني بغوثه حتى تزاحمت على خاطري أوجه التعليل، وتواردت على معالي التوجيه لتلك الآية الكريمة، ومن تلك الأوجه:

الوجه الأول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير