وزيت الزيتون سائل أصفر اللون شفاف، غني بالأحماض الزيتية ( Oleicacids) يستخدم في الطبخ وفي الإضافة إلى السلطات ويلعب دوراً مهمّاً في منع أكسدة الكوليسترول الذي يفرزه جسم الإنسان وذلك لاحتوائه على فيتامين (هـ)، وعلى قدر من المركبات الكيميائية الأخرى تعرف باسم مركبات الفينولات العديدة ( PolyphenolicCompounds) التي تمنع التأكسد الذاتي للزيت وتحافظ على ثباته، وبذلك يقي الجسم من أخطار فوق أكاسيد الشحوم ( LipidPeroxides) وهي من المواد الضارة بجسم الإنسان.
وعلى ذلك فإن تناول زيت الزيتون بانتظام يؤدي إلى خفض المستوى الكلي للكوليسترول في الدم بصفة عامة، وإلى خفض الأنواع الضارة منه بصفة خاصة، وإلى خفض معدل الإصابة بأمراض القلب والسرطان بصفة أخص.
وبالإضافة إلى استخداماته العديدة في الطعام فإن زيت الزيتون يستخدم في إنتاج العديد من الأدوية والدهانات الطبية وزيوت الشعر، والصابون، وبه كانت توقد المصابيح لصفاء اللهب الناتج عن اشتعاله.
وثمرة الزيتون القابلة للتخزين بالتمليح تعتبر إداماً للطاعمين، وصبغاً للآكلين، بالإضافة إلى كونها فاتحة للشهية. وثمرة الزيتون تحوي بين (67%)، (84%) من وزنها زيتاً، ويتكون زيت الزيتون من عدد من المركبات الكيميائية الهامة، منها مركبات الجلسرين والأحماض الدهنية والتي تعرف باسم الجليسريدات ( Glycerides)، ويكوّن الحمض الدهني نسبة كبيرة من وزن الزيت، ومن أوفر الأحماض الدهنية في الزيتون وزيته ما يعرف باسم حمض زيت الزيتون ( OleicAcid) بالإضافه إلى كميات قليلة من حمض زيت النخيل ( PalmaticAcid)، وحمض زيت الكتان ( LinolicAcid)، وحمض الشمع ( StearicAcid)، والحمض الغامض ( MystricAcid).
وبالإضافة إلى ذلك يحتوي الزيتون وزيته على نسبة متوسطة من البروتينات، ونسب أقل من عناصر البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور، والحديد، والنحاس، والكبريت، وغيرها مع نسبة من الألياف، وتدخل هذه المكونات في بناء حوالي الألف من المركبات الكيميائية النافعة لجسم الإنسان والضرورية لسلامته.
لذلك كله، ولغيره الكثير مما لا نعلم من أسرار الزيتون يروي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة).
ومن هنا كان القَسَم القرآني بالزيتون، وكان ذكره وذكر زيته في سبعة مواضع مختلفة من كتاب الله. والزيتون وزيته غنيّان بالدهون والبروتينات وفقيران في الكربوهيدرات (السكريات والنشويات)، بينما التين غني بالسكريات والمركبات النشوية وفقير في المواد الدهنية والبروتينية، ومن هنا كان التين والزيتون معا يكمّلان حاجة الإنسان من المواد الغذائية، ومن هنا أيضاً كان القَسَم بهما معاً في مطلع سورة التين، وهي لفتة علمية معجزة في كتاب أُنزل من قبل ألف وأربعمئة من السنين.
ثالثاً: في القَسَم بطور سينين:
وهو طور سيناء أو جبل موسى أو جبل المناجاة الذي أنزلت فيه التوراة على موسى عليه السلام، وقد ذكره ربنا تبارك وتعالى في اثنتي عشرة آية من آيات القرآن الكريم (البقره: 93,63) (النساء: 154)، (الأعراف: 171,143)، (مريم: 52)، (طه:80)، (المومنون:20)، (القصص: 46,29) (الطور: 1)، (التين: 2)، وسميت باسمه إحدى سوره (سورة الطور)، وهو بالقطع مكان مبارك، جدير بالقسم به، ويبقى لعلماء الأرض دراسته لإثبات ما به من معجزات حسية باقية عن عملية دكّه ورفعه ونتقه فوق الحثالات العاصية من بني إسرائيل كما جاء في أكثر من آية من آيات القرآن الحكيم.
رابعاً: في القَسَم بالبلد الأمين:
وهو مكة المكرمة، وبها الكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله الشريف: (كانت الكعبة خشعة على الماء، فدحيت منها الأرض) مما يفيد بأن الأرض تحت الكعبة المشرفة هي أول يابسة ظهرت على وجه ماء المحيط الغامر الذي بدأت به الأرض، ثم نمت اليابسة من حول هذه البقعة المباركة لتكون قارة واحدة هي القارة الأم المعروفة باسم بانجيا ( Pangaea)، والتي تفتتت إلى القارات السبع الحالية. وكانت تلك القارات السبع أقرب إلى بعضها البعض ثم أخذت في الانزياح متباعدة عن بعضها البعض أو التصادم مع بعضها البعض
¥