الذِّكْرُ المستحب بعد تلاوة القرآن (سنة مهجورة)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[11 - 02 - 10, 01:07 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: فإنَّ إحياء السنن النبوية من أعظم القربات إلى الله، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ http://www.ahlalathr.net/vb/images/smilies/frown.gif، قَالَ: ((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا)) [رواه مسلم].
فإليكم أحبتي في الله، هذه السُّنة التي غفل عنها كثيرٌ من الناس:
يُسْتَحَبُّ بعد الانتهاء من تلاوة القرآن أن يُقال:
((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)).
الدليل: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ http://www.ahlalathr.net/vb/images/smilies/frown.gif مَجْلِسًا قَطُّ، وَلاَ تَلاَ قُرْآناً، وَلاَ صَلَّى صَلاَةً إِلاَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِساً، وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا، وَلاَ تُصَلِّي صَلاَةً إِلاَّ خَتَمْتَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ؟
قَالَ: ((نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْراً خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرّاً كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ [اللَّهُمَّ] وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)) ([1] ( http://www.ahlalathr.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=29#_ftn1)).
ــــــــــ
([1]) إسناده صحيح: أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9/ 123/10067)، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص75)، وابن ناصر الدين في "خاتمة توضيح المشتبه" (9/ 282).
وقال الحافظ ابن حجر في "النكت" (2/ 733): [إسناده صحيح]، وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (7/ 495): [هذا إسنادٌ صحيحٌ أيضاً على شرط مسلم]، وقال الشيخ مُقْبِل الوادعي في "الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين" (2/ 128): [هذا حديثٌ صحيحٌ].
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 06:04 م]ـ
الحديث مضطرب فليتك تدرس أسانيده واختلاف رواته على اللفظ وبعدها تستدل به
فأنا لاأوافقك على هذه الطريقة في نشر سنن بروايات مضطربة
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 07:14 م]ـ
أخي الكريم، إذا حكمت على الحديث بالاضطراب، فليتك أفدتنا عن علته و من أنكره من أهل العلم بدل أن تتكلم بأسلوب غريب بعض الشيء كمثل "لا أوافقك على هذه الطريقة" ...
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 09:23 م]ـ
الحديث أخرجه أحمد 6/ 77 والنَّسائي في "الكبرى" (1176)، وفي عمل اليوم والليلة (400) (308) والطبراني في الدعاء (1791) والبيهقي في الشعب (649) وغيرهم من طرق عن خلاد بن سليمان، قال: سمعت خالد بن أبي عمران، يحدث عن عروة، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: ما جلس رسول الله فذكره
وقد تفرّد به خلاد وهو وإن وثَّقه علي بن الجنيد وذكره ابن حبان في الثقات لكن مثله لا يحتمل التفرّد
والحديث جاء من طرق عدّة عن عائشة وغيرها فلم أرَ فيها هذا القول عقب قراءة القرآن
أو الصلاة الذي جاء به خلاَّد!
بل في بعض طرق حديث عائشة هذا الاقتصار على المجلس والصلاة دون القراءة
والمشهور أن هذا القول يقال عَقِب القيام من المجلس
والله أعلم وأحكم
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[12 - 02 - 10, 04:33 ص]ـ
الحديث مضطرب فليتك تدرس أسانيده واختلاف رواته على اللفظ وبعدها تستدل به
فأنا لاأوافقك على هذه الطريقة في نشر سنن بروايات مضطربة
أولاً: جزاك الله خيرًا على هذه النصيحة.
ثانيًا: أنا نقلتُ كلام أهل العلم في الحكم على هذا الحديث، فلم أجد بينهم أحدًا ضَعَّف هذا الحديث، بل كما ترى فقد صححوا إسناده، فإن كان عندكم تعقيب عليهم فلتتفضلوا به لكي يستفيد إخوانكم (1).
ثالثًا: هذا الحديث ورد من طريق خلاد بن سليمان - وهو ثقة -، عن خالد بن أبي عمران - وقد وثقه ابن سعد والعجلي، وقال أبو حاتم: لابأس به، وذكره ابن حبان في الثقات -، عن عروة، عن عائشة.
وقد رواه عن خلاد جماعة، وهم:
1 - سعيد بن أبي مريم، وهو ثقة ثبت، وقد ذكر الحديث باللفظ المذكور سابقًا.
2 - يحيى بن عبد الله بن بكير، وهو ثقة، فذكره باللفظ المذكور أيضًا.
3 - عبد الله بن عبد الحكم، وهو صدوق، فذكره باللفظ المذكور أيضًا.
4 - منصور بن سلمة، أبو سلمة الخزاعي، وهو ثقة ثبت حافظ، وقد اختلف عليه في لفظه:
فرواه الإمام أحمد، عن منصور، ولم يذكر فيه تلاوة القرآن.
ورواه محمد بن إسحاق الصاغاني - وهو ثقة ثبت -، عن منصور، وقد اختلف عليه:
فرواه الإمام النسائي، عن الصاغاني، ولم يذكر فيه تلاوة القرآن.
ولكن ورد الحديث في "شعب الإيمان" للبيهقي، وكتاب الشعب يرويه زاهر بن طاهر بإسناده إلى البيهقي، فاختلف فيه على زاهر، فرواية الشعب بدون ذكر تلاوة القرآن، ورواه السمعاني عن زاهر في "أدب الإملاء" بإسناده للبيهقي أيضًا، ولكن ذكر فيها تلاوة القرآن. ولن أنازع في رواية منصور هذه، فالمحفوظ فيها بدون ذكر تلاوة القرآن، ولكن حفظ الثقات ما لم يحفظه منصور، فرواه (سعيد بن أبي مريم، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد الله بن الحكم) فذكروه جميعًا وفيه ذكر تلاوة القرآن، فهي زيادة محفوظة، فالحديث صحيح بتمامه. والله أعلم.
ـــــ حاشية ــــــ
(1) وأذكر أنني منذ سبع سنوات عرضتُ "تخريج حديث" على شيخي أبي عبد الله مصطفى بن العدوي -حفظه الله -، وقد حكمتُ عليه بالاضطراب. فسألني - حفظه الله - هل أعلَّه أحد من أهل العلم قبلك؟ فقلتُ: لا، فقال: فلا تكتب أنه مضطرب، ولكن اكتب رواته ثقات.
¥