[(المنتقى النفيس من تفسير ابن باديس): إضافة مستمرة -إن شاء رب البرية- ...]
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - 02 - 10, 12:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(المنتقى النفيس من تفسير ابن باديس-رحمه الله-)
إضافة مستمرة
- إن شاء رب البرية -
[مقدمة]
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه فوائد منتقاة جمعتها أثناء القراءة من تفسير ابن باديس-رحمه الله-ومن باب رجاء أجر الدلالة على الخير مصداقا لقول النبي – صلى الله عليه و سلم-: (من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله).الحديث، أنقلها لأخي القاري عساه يستفيد منها و يلحقني أجرها في الحياة و بعد المماة. وكذا من باب الرد على الطاعنين فيه بغير حق من أفراخ الصوفية و غيرهم؛ لأن في بعض الفوائد التي سأنقلها-إن شاء الله- إفحاما لهم وقد أعضدها بنقولات من غير تفسيره و لغيره من رجال الجمعية-لا تزلفا لأحد-،
وهذا التفسيرأصله مقالات بعنوان (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) نشرها الشيخ اقتداءً بعمل الشيخ رشيد رضا-رحمه الله تعالى-في مجلته "المنار" كما قال هو نفسه في مجلة "الشهاب" (11/ 453) وينظر مقدمة تحقيق الشيخ محمود الجزائري -نفع الله به-على تفسير ابن باديس فإنها مهمة، والله ولي التوفيق.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - 02 - 10, 12:14 ص]ـ
[نبذة يسيرة عن الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى-]
ولد الشيخ عبد الحميد بن باديس- رحمه الله تعالى-بتاريخ: (4/ديسمبر/1889م) بقسنطينة شرق الجزائر، وانحدر من أسرة عريقة، ورغم نفوذها السياسي منذ قرون إلا أنها أعلنت ولاءها للفرنسيين في وقت مبكر من الإحتلال بحكم مكانتها البارزة في المجتمع، وجده (المكي بن باديس) كان قاضيا، و أول مستشار عام بقسنطينة لدى الفرنسيين، وقد تقلد وساما من يد نابليون الثالث، ودُعي للإستشارة في الجزائر، وباريس.
أما أبوه فقد كان مندوبا ماليا و عضوا في المجلس الأعلى، وباش آغا شرفيا، كما ذكر الأستاذ: عبد الكريم بوصفصاف في كتابه: (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و علاقتها بالحركات التحررية الجزائرية الأخرى)، والشيخ – رحمه الله - من خريجي جامعة الزيتونة، ومن أبرز الدعاة المصلحين من رجال (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)، وله جهود في الدعوة و الإصلاح الإسلامي - لا تنكر - متأثرة بأفكار: جمال الدين الأفغاني و محمد عبده و الطاهر بن عاشور و محمد رشيد رضا وغيرهم؛ ممن انحرف عن العقيدة السلفية المحضة على تفاوت بينهم ..
توفي- رحمه الله تعالى، و غفر له، و أسكنه فسيح جناته- بتاريخ: (16/أفريل/1940م)، وبموته خسرت الجزائر رجلا من رجالها المصلحين، الذابين عن الدين، وسيفا مصلتا على التيجانيين المبتدعين في الدين، و فرقة "العليوي" الحلوليين ..
أسأل الله -تعالى- أن يغفر زلاته و يرفع درجاته، اللَّهم آمين.
يتبع -إن شاء الله تعالى- ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - 02 - 10, 12:15 ص]ـ
(1). [أدب و اقتداء]:
عند تفسيره على (سورة المائدة/15 - 16) قال:
"على الداعي إلى الله و المناظر في العلم أن يقصد احقاق الحق و ابطال الباطل واقناع الخصم بالحق وجلبه إليه، فيقتصر من كل حديثه على ما يحصل له ذلك، ويتجنب ذكر العيوب و المثالب-ولو كانت هناك عيوب ومثالب-اقتداءً بهذا الأدب القرآني النبوي في التجاوز مما في القوم عن كثير.
وفي ذكر العيوب والمثالب خروج عن القصد، وبعد عن الأدب، وتعد عن الخصم وابعاد له وتنفير عن الاستماع و القبول وهما المقصود من الدعوة والمناظرة".اهـ
---
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[23 - 02 - 10, 12:31 ص]ـ
أسأل الله -تعالى- أن يغفر زلاته و يرفع درجاته
اللَّهم آمين
جزاك الله خيرا
متابع
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - 02 - 10, 08:21 م]ـ
الأخ الكريم" أبا مالك المصري" جزاكم الله خيرا على المتابعة ..
(2). [الدعوة و الأعمال عيار على الأقوال]:
عند تفسيره على (سورة يوسف/108) قال:
" .. وما انتشر الاسلام أول أمره بين الأمم إلاّ لأنّ الداعين إليه كانوا يدعون بالأعمال كما يدعون بالقول، وما زالت الأعمال عيارا على الأقوال".اهـ
وقال -كما في السابق-: " ومن الدعوة إلى الله بيان حجج الإسلام ودفع الشبه عنه ونشر محاسنه بين الأجانب عنه ليدخلوا فيه وبين مزعزعي العقيدة من أبنائه ليثبتوا عليه".اهـ
---
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - 02 - 10, 11:35 م]ـ
(3). [تفرقة بين الدعاة: الصادقين و الكاذبين]
عند تفسيره على قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.الآية؛ قال:
"ليس كل من زعم أنه يدعو إلى الله يكون صادقا في دعواه فلابد من التفرقة بين الصادقين و الكاذبين، و الفرق بينهما مستفاد من الآية بوجهين:
الأول/ أنَّ الصادق لا يتحدث عن نفسه ولا يجلب لها جاها ولا مالا ولا يبغي لها من الناس مدحا ولا رفعة، أما الكاذب فإنه بخلافه فلا يستطيع أن ينسى نفسه في أقواله و أعماله، وهذا الفرق من قوله تعالى {إلى الله}.
الثاني/ أنَّ الصادق يعتمد على الحجة و البرهان فلا تجد في كلامه كذبا ولا تلبيسا ولا ادعاء مجرداً؛ ولا تقع من سلوكه في دعوته على التواء ولا تناقض ولا اضطراب، وأما الكاذب فإنه بخلافه، فإنه يلقى دعاويه مجردة ويحاول تدعيمها بكل ما تصل غليه يده ولا يزال لذلك في حنايا وتعاريج ولا تزيده إلا بعدا عن الصراط المستقيم، و هذا الفرق من قوله تعالى: {على بصيرة}." اهـ
---
¥