تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الله البجاوي]ــــــــ[06 - 05 - 10, 08:01 م]ـ

ابن باديس و دعوته للقومية العربية

كتب ابن باديس في جوان 1936 بمناسبة ذكرى المولد النبوي " محمد رجل القومية العربية!! ... "

شئ من طوام ابن باديس (منقول)

ثم قال " هذا هو رسول الأمة الانسانية و رجل الأمة العربية الذي نهتدي بهديه و نخدم القومية العربية خدمته و نوجهها توجيهه , و نحيي لها و نموت عليها و ان جهل الجاهلون و خدع المخدوعون و اضطرب المضطربون "

و نجد الفكر القومي متأصلا عند ابن باديس الذي نجده يحصر دائرة الإسلام في معنى العروبة فيقول

"نعم ان لنا وراء هذا الوطن الخاص أوطانا أخرى عزيزة علينا هي دائما منا على بال. و نحن فيما نعمل لوطننا الخاص نعتقد أنه لا بد أن نكون قد خدمناها وأوصلنا اليها النفع و الخير من طريق خدمتنا لوطننا الخاص و أقرب هذه الأوطان الينا هو المغرب الأقصى و المغرب الأدنى اللذان ما هما الا وطن واحد لغة و عقيدة و آدابا و أخلاقا و تاريخا و مصلحة , ثم الوطن العربي الإسلامي ثم وطن الإنسانية العام .. !! "

فا بن باديس هنا واضح بقوه ايمانه "بالقومية العربية " اذ يجعل الإطار الذي يأتي مباشرة بعد المغرب العربي هو الوطن الإسلامي فابن باديس إذا يشترط وطنا عربيا حتى يكون إسلاميا

و هذه هي عين الدعوة القومية البغيضة التي كسرت الإسلام

حقيقة الولاء و البراء عند ابن باديس

كان مفهوم الوحدة الوطنية واضحا عند ابن باديس. فعلى الرغم من التوجه " الإسلامي " لحركته , فإن الأخيرة فتحت أبوابها لكل من أراد الإنتساب و جعلت الضابط الوحيد هو العروبة و التضامن الوطني أما الإسلام و العقيدة فهي لم تحظى باي أهمية عند التيار الباديسي

يقول ابن باديس في مقال نشر عام 1936

" ... نهضتنا نهضة بنيت على الدين أركانها فكانت سلاما على البشرية .. لا يخشاها -والله- النصراني لنصرانيته و لا اليهودي ليهوديته بل و لا المجوسي لمجوسيته!! و لكن يجب و الله أن يخشاها الظالم لظلمه ... "

و هكذا كان الولاء و البراء عند ابن باديس قائما على مسمى العروبة و الوحدة فهو لا يجد حرجا في ضم الشيوعي و النصراني و اليهودي إذا ماكانوا ضد الإستعمار و عليه نجد أن الجمعية دعمت المرشحين الشيوعين في الانتخابات بل و كانت تضم في صفوفها كثيرا من المنحرفين

يضيف ابن باديس في نفس المقال

أما موقف الجمعية من خصومها , فإنها تعلم أن الأمة اليوم تجتاز طورا من اشق الأطوار و أخطرها فهي تتناسى كل خصومة!! و تعمل لجمع الكلمة و توحيد الوجهة ... "

إن " توحيد الوجهة " الذي ينص عليه ابن باديس تعبير صريح عن ضرورة استبعاد كافة الخلافات ذات الطابع الديني مادام أن كل داخل في معنى " الوحدة الوطنية " , و كما قلت هذا الفكرة نجدها في ثناء ابن باديس على الشيوعين انطلاقا من " مواقفهم الوطنية!! "

ابن باديس: لا يوجد خصومة بين اليهود و العرب!!

بعد تثمين ابن باديس و إشادته بتدمير الخلافة الإسلامية و ظهور الدول القومية الممزقة. نجد موقفا غريبا عند ابن باديس من القضية الفلسطينية و هو الموقف الذي نجده اليوم عند بعض الكتاب الليبراليين و المفكرين "الإسلاميين " اصحاب التوجه الحزبي , فابن باديس يفرق بين اليهودية و الصهيونية و يزعم أن الخلاف هو مع الصهيونية لا اليهودية و معلوم أن فكرة الصهيونية هي خدعة يهودية أو رداء تختفي وراءه فلا فرق بين الصهيونية و اليهودية

يقول ابن باديس في مقال له في أوت 1938

" فليست الخصومة بين كل عرب فلسطين و يهودها و لا بين كل مسلم و يهودي على وجه الأرض , بل الخصومة بين الصهيونية و الأستعمار الإنجليزي من جهة و الإسلام و العرب من جهة , .. "

و هنا وقفة جادة مع أصحاب الفكر الخصب الذي راحوا ضحية الدعاية اليهودية و مازالوا يصدقون أن الصهيونية غير اليهودية هي عدوتنا , نقول لهم أين محل ذكر الصهيونية في القرآن و هل فرق الوحي بين اليهودي و الصهيوني!!

ابن باديس يهاجم الخلافة الإسلامية و يدعو للديموقراطية و يمجد أتاتورك

في عام 1938 قام عدد من العلماء بالمسلمين بالدعوة إلى تجديد منصب الخلافة فثار ابن باديس و كتب

" الأتراك يوم ألغوا الخلافة انما ألغوا نظاما حكوميا خاصا بهم , و أزالوا رمزا خياليا فتن المسلمون لغير جدوى!! "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير