تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و هذه هي عين الدعوة القومية البغيضة التي كسرت الإسلام

حقيقة الولاء و البراء عند ابن باديس

كان مفهوم الوحدة الوطنية واضحا عند ابن باديس. فعلى الرغم من التوجه " الإسلامي " لحركته , فإن الأخيرة فتحت أبوابها لكل من أراد الإنتساب و جعلت الضابط الوحيد هو العروبة و التضامن الوطني أما الإسلام و العقيدة فهي لم تحظى باي أهمية عند التيار الباديسي

يقول ابن باديس في مقال نشر عام 1936

" ... نهضتنا نهضة بنيت على الدين أركانها فكانت سلاما على البشرية .. لا يخشاها -والله- النصراني لنصرانيته و لا اليهودي ليهوديته بل و لا المجوسي لمجوسيته!! و لكن يجب و الله أن يخشاها الظالم لظلمه ... "

و هكذا كان الولاء و البراء عند ابن باديس قائما على مسمى العروبة و الوحدة فهو لا يجد حرجا في ضم الشيوعي و النصراني و اليهودي إذا ماكانوا ضد الإستعمار و عليه نجد أن الجمعية دعمت المرشحين الشيوعين في الانتخابات بل و كانت تضم في صفوفها كثيرا من المنحرفين

يضيف ابن باديس في نفس المقال

أما موقف الجمعية من خصومها , فإنها تعلم أن الأمة اليوم تجتاز طورا من اشق الأطوار و أخطرها فهي تتناسى كل خصومة!! و تعمل لجمع الكلمة و توحيد الوجهة ... "

إن " توحيد الوجهة " الذي ينص عليه ابن باديس تعبير صريح عن ضرورة استبعاد كافة الخلافات ذات الطابع الديني مادام أن كل داخل في معنى " الوحدة الوطنية " , و كما قلت هذا الفكرة نجدها في ثناء ابن باديس على الشيوعين انطلاقا من " مواقفهم الوطنية!! "

ابن باديس: لا يوجد خصومة بين اليهود و العرب!!

بعد تثمين ابن باديس و إشادته بتدمير الخلافة الإسلامية و ظهور الدول القومية الممزقة. نجد موقفا غريبا عند ابن باديس من القضية الفلسطينية و هو الموقف الذي نجده اليوم عند بعض الكتاب الليبراليين و المفكرين "الإسلاميين " اصحاب التوجه الحزبي , فابن باديس يفرق بين اليهودية و الصهيونية و يزعم أن الخلاف هو مع الصهيونية لا اليهودية و معلوم أن فكرة الصهيونية هي خدعة يهودية أو رداء تختفي وراءه فلا فرق بين الصهيونية و اليهودية

يقول ابن باديس في مقال له في أوت 1938

" فليست الخصومة بين كل عرب فلسطين و يهودها و لا بين كل مسلم و يهودي على وجه الأرض , بل الخصومة بين الصهيونية و الأستعمار الإنجليزي من جهة و الإسلام و العرب من جهة , .. "

و هنا وقفة جادة مع أصحاب الفكر الخصب الذي راحوا ضحية الدعاية اليهودية و مازالوا يصدقون أن الصهيونية غير اليهودية هي عدوتنا , نقول لهم أين محل ذكر الصهيونية في القرآن و هل فرق الوحي بين اليهودي و الصهيوني!!

ابن باديس يهاجم الخلافة الإسلامية و يدعو للديموقراطية و يمجد أتاتورك

في عام 1938 قام عدد من العلماء بالمسلمين بالدعوة إلى تجديد منصب الخلافة فثار ابن باديس و كتب

" الأتراك يوم ألغوا الخلافة انما ألغوا نظاما حكوميا خاصا بهم , و أزالوا رمزا خياليا فتن المسلمون لغير جدوى!! "

هكذا يزعم ابن باديس أن منصب الخلافة هو منصب خيالي فتن المسلمين , و هكذا دعم ابن باديس خطة انجلترا و من ورائها اللوبيات اليهودية في تمزيق الأمة الإسلامية باسم القومية و حرية الرأي

يؤكد ابن باديس أن المسلمين لهم:

" ناحيتان: ناحية سياسية دواية و ناحية أدبية اجتماعية فأما الناحية السياسية الدولية فهذه من شأن أممهم المستقلة "

فابن باديس يدعو إلى تحكيم إرادة الشعب " و ليس إرادة الوحي " , فمادام أن الشعوب العربية " المستقلة " أرادت أوطانا و أنظمة " غير الخلافة " فلا حرج في ذلك!!

و فيما يخص موقف ابن باديس من اتاتورك فإن موقفه كان نتاج تحليل " عقلي " لأن ابن باديس كان متأثرا بقوة بالمدرسة العقلانية التي تحكم العقل لا الكتاب و السنة و لما كان عقل ابن باديس قومجيا فقد مجد اتاتورك و هاجم الخلافة الإسلامية ووقف موقفا مشينا من قضايا المسلمين و خالف جماهير العلماء الذين جعلوا ميزان الحكم على الأحداث و الأشخاص كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم

يقول ابن باديس

" لقد ثار مصطفى كمال حقيقة ثورة جامحة جارفة , و لكنه لم يثر على الإسلام , و انما ثار على هؤولاء الذين يسمون مسلمين!!! "

أنظر تمام المقال فدد الشهاب الصادر في نوفمبر 1938

إذا فان باديس يزعم أن أتاتورك لم يثر على الإسلام!! فماذا يسمي تحويل تركيا من حاضرة الإسلام إلى مخمرة الغيت فيها كافة مظاهر الإسلام حتى اللغة العربية و العروبة التي يتغنى بها ابن باديس , الم يبلغه أن أتاتورك كان رأس الرمح الذي طعن أمة الإسلام طعنة مميتة , ثم اليس من الغريب أن يجنح ابن باديس إلى تكفير علماء الأزهر الذين وقفوا ضد أتاتورك العلماني

يقول ابن باديس

" في السابع عشر من رمضان المعظم ختمت أنفاس أعظم رجل عرفته البشرية في العصر الحديث و عبقري من أعظم عباقرة الشرق. الذين يطلعون على العالم في مختلف الأحقاب فيحولون مجرى التاريخ و يخلقونه خلقا جديدا ذلك هو مصطفى كمال .. باعث تركيا من شبه الموت إلى حيث هي اليوم من الغنى و العز و السمو!! "

مظاهر العز الذي يقصدها هنا هي تلكم مظاهر إلغاء الخلافة و إعلان الإباحية المطلقة و تطليق أوامر الوحي الإلهي

أسال الله أن يهديك ويستخدمك فيما ينفع لا فيما يضر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير