تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنّ الشّيخ "ابن باديس" أعظم الفرية على أبي ذرّ بأنّه أوّل اشتراكي، فجنى على ذلك الصّحابي الجليل جناية عظيمة لأنّ الاشتراكية كفر واتّهام للدّين بالنّقصان وعدم الشّمولية والإحاطة بكلّ ما فيه سعادة المرء في الحياة الدّنيا وفي الآخرة والآخرة خير وأبقى، فكان على الشّيخ "ابن باديس" أن يصف فهم أبي ذرّ في هذه المسألة بالشّذوذ ومخالفته لصحابة أفضل منه مقاما وأعلى منزلة كالخلفاء الرّاشدين مثلا، وكان عليه أن لا يحوم أبدا حول حمى وصفه بالاشتراكيّة، فإلى اللّه المشتكى من خطأ يقع فيه واحد "كابن باديس".

(عنوان1 مواقف متنوّعة لابن باديس ورجال جمعيّته)

1/ نشر ابن باديس لمُوَشَّحٍ نظمه الشاعر "جلول البدوي" يتغزّل فيه بإحدى أولئك الفاتنات اللآئي يسرقن القلوب بجمالهن، في العدد الأول من صحيفة "الشهاب" واختار له كعنوان (غزل عفيف في غزال ظريف). الإمام الشّيخ "عبد الحميد بن باديس" من آرائه ومواقفه "لمحمّد الصّالح الصّديق"، [ص 132].

2/ نشره لمساجلة أدبية بين الشّعراء الثّلاثة "جلّول البدوي" و"أحمد سحنون" و"محمّد العيد"، وخلاصتها أنّهم كانوا جلوسا في متنزّه جميل بالعاصمة (الجزائر) فمرّت أمامهم فتاة ساحرة اللّفتات، تميل كالغصن الرّطب، فحرّكت شاعريّتهم فتفجّرت بما يلي:

جلّول البدوي

وفتاة مرّت بتا ذا صباح vvv تتثنّى كأنّها غصن بان

أحمد سحنون

ثمّ ولَّتْ وما رثَتْ لقلوب vvv رشقتْها بلحظها الفتّان

محمّد العيد

قرّبتْ وصلها القلوبُ ولكن vvv حَالَ من دونها اختلاف اللّسان

جلّول البدوي

ربّة الدل داركي أنفسا حيارى vvv تعاني من الضّنى ما تعاني

لفتةً ترجع الحياة إلى القلب vvv وعطفا يعيد ميتَ الأماني

أحمد سحنون

وارتشافا من خمر ريقِك يطغِي vvv ما بنا من لواعج الأشجان

وابتساما ينير ظلمة نفس vvv عُذِّبتُ بالصّدود والهجران

محمّد العيد

احسني فالحسانُ في شرعة الآداب vvv أولىالأنام بالإحسان

ملك الحسنُ أمرنا فأرانا vvv كيف يُبلَى الإنسان بالإنسان

هذه الحادثة نشرت في "الشّهاب" الشّهاب [ج3، م14]ـ ربيع الأوّل 1357هـ ماي 1938م. إحدى الجرائد (وبعد ذلك إحدى المجلاّت)، الّتي تعتبر لسانا ناطقا لجمعيّة العلماء المسلمين، تعدّ وصمة أسف في جبين جمعيّة العلماء، إذ أنّ تلك المساجلة الأدبيّة، هي دعوة إلى الفسق بشعر كلّه مجون، فهو وصف لفتاة، ولعذاب من نظر إليها لأنّه فُتن بها.

انظر أيضا: الإمام الشّيخ "عبد الحميد بن باديس" من آرائه ومواقفه "لمحمّد الصّالح الصّديق"، [ص133 ـ 134 ـ 135 ـ 136].

3/ إنّ المتصفّح لأعداد جريدة "البصائر" لا يستشف الرّوح السّلفية في المواضيع المكتوبة على صفحاتها، بل يجد أنّها جريدة "إسلامية" كغيرها من الجرائد الّتي يشرف عليها الإخوان المسلمون أوالفكريّون وغيرهم.

ففي المجال العقائدي تجدها غير واضحة المعالم فتجدها تنشر أمورًا تُنافي المعتقد الصّحيح دون أدنى إشارة إلى خطورة ذلك، بل في بعض الأحيان تزكّي ما تنشر بصرف النّظر عن فساده وانحرافه عن المعتقد القويم والمنهج الصّحيح .. مثال ذلك ما نشر في "البصائر" العدد "42" ص [335] من تزكية قصيدة لشاعر لبنانيّ نصراني، قال في قصيدته ما يلي:

لبنان يسكن في جفون الشّام vv قُبلا كَذَوْب الطّل في الأكمام

قُبل الشّقيق إلى الشّقيق حملتها vv ومزجت فيها صبوتي وهيامي

قالت تحبّ الشّام قلت وهل سوى vv بردي يبرد يا شام اوامي

الشّرق شرقيّ أين لاحت شمسه vv ودم العروبة في دمي وعظامي

لي في هوى وطني كتاب خالد vv يبقى على المكتوب من أيّامي

سجّلتُ "نصرانيّتي" في متنه vv ونشرت فوق سطوره إسلامي

أتقوم سوق عكاظ تحت سمائها vv وأعافها وابن الحسين أمامي؟

هو ثار ثورته فهل من شاعر vv ليعيدها في دولة الأقلام؟

نبغي الجديد، وما الجديد بنافع vv إن لم يكن في القول والإلهام

بل من العجيب أنها حظيت من المشرفين على إدارة شؤون الجريدة بكلّ إعجاب واستحسان، بل بتزكيّة عظيمة حيث وُصفت القصيدة وصاحبها بما يلي:» الأبيات الرّائعة الّتي استهلّ بها الدّكتور "نيكولا فيّاض" مندوب لبنان في مهرجان المتنبّي خطابه الشّائق، وقد كان لها أجمل وقع في النّفوس «.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير