تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* وهذا تّلميذ من تلاميذ "ابن باديس" وهو "محمّد الصّالح رمضان" يقول في المقدّمة الثانية لكتاب العقائد الإسلامية ما يلي:» ولعلّ أوّل الصّيحات الّتي ارتفعت بقوّة في هذا الصّدد صيحات المصلحين العظيمين السّيد "جمال الدّين الأفغاني" والإمام "محمّد عبده" في دعوتهما وكتابتهما وتدريسهما، وعلى هذا النّحو جاء كتابا: الرّد على الدّهريين ورسالة التّوحيد، وعلى هذا السّنن وـ بطريقة أوضح وأبسط ـ سار الإمام "ابن باديس" الّذي وضع هذه العقائد على أسس من الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبوية الصّحيحة، فكانت تحقيقا ودفعا قويّا لتحقيق أماني الإمامين "الأفغاني" و"عبده" «.

(عنوان1 هل صحيح أنّ دعوة ابن باديس هي امتداد لدعوة الإمام محمّد بن عبد الوهّاب؟)

قال العلامة الشّيخ "صالح بن عبد اللّه العبّود" عن عقيدة الشّيخ "ابن عبد الوهّاب" السّلفية وأثرها في العالم الإسلامي ما يأتي:

» وما قيل من تأثّر بعض الحركات والدّعوات في خارج سلطان أنصار عقيدة الشّيخ مثل: حركة السّنوسي في ليبيا، وحركة أحمد بن عرفات في الهند، وحركة الفرائضيين في الهند وحركة نزار علي في الهند أيضا، وحركات البدري الثّلاث في أندونيسيا، وحركة الإخوان المسلمين وبعض دعاة في البلدان قيل إنّهم تأثّروا بدعوة الشّيخ "محمّد بن عبد الوهّاب" مثل الشّيخ "محمّد عبده" و"جمال الدّين الأفغاني"، والجمعيّة الشّرعية في مصر، وما قيل أيضا إنّ الثّورات الّتي انطبعت بطابع ديني تأثّرت بدعوة الشّيخ، كالثورة المهدية في السّودان، وثورة إيش محمّد كول في التّركستان، وما قيل من أنّ إصلاح سلطان المغرب المولى سليمان بن محمّد في المغرب و"عبد الحميد بن باديس" في الجزائر، قد تأثرّا بدعوة الشّيخ كلّ ذلك يحتاج إلى دقّة وتحقيق ودليل يثبت أنّ هذه الدّعوات والحركات تأثّرت بعقيدة الشّيخ وحركته ودعوته وقيام أنصاره، وأغلبُ ما تعتمد عليه هذه الأقاويل على مصادر غريبة بعيدة معادية لا دقّة لديها ولا تحقيق، ولكن تعتمد على الظّنون وما تريده من تشويه للصّورة الصّحيحة حتّى لا يفهم النّاس الحقيقة، والحقيقة أنّ هذه الدّعوات والحركات والثّورات نابعة من أهلها، وهم بأنفسهم لا يذكرون أنّهم من أتباع الشّيخ ولا أنّهم تتلمذوا عليه أو قرأوا كتبه ومؤلّفاته وأرادوا تطبيقها، ولا أحد يثبت ذلك فيذكره، بل إنّ هؤلاء لا يعترفون بهذه التّبعية ولا بالتّأثر به، وربّما أنّ أكثرهم لا يعرفه، إلاّ عن طريق أعدائه ودعاياتهم الكاذبة، وبصورة مشوّهة غير حقيقيّة، أو يعرفه بعضهم ولكن لا يعترف بطريقته السّلفية، وإن كان ينتسب إلى السّلف، كما هو شأن الأشعريّة والصّوفية وأهل الكلام وأهل السّياسة الدّنيويّة الّتي تريد العلوّ في الأرض والرّئاسة أو تريد الدّنيا ولا تريد الآخرة، فكلّ هذه المذاهب وما كان على هذه الشّاكلة لا تعترف بعقيدة السّلف الصّالح، وهي العقيدة الّتي يعتقدها الشّيخ، فأصحابها يخالفونها في كثير أو قليل والأمثلة على ذلك كثيرة «عقيدة الشّيخ "محمّد بن عبد الوهّاب" السّلفية وأثرها في العالم الإسلامي للشّيخ "صالح بن عبد اللّه العبّود"، [ص 463 و464 و465].

ثمّ يعطي الشّيخ "العبّود" خلاصة لكلامه بعدم إثبات تأثّر الدّعوات والحركات بما فيها دعوة الشّيخ الجزائري "عبد الحميد بن باديس"، بدعوة الإمام الكبير "محمّد بن عبد الوهّاب" رحمه اللّه رحمة واسعة، فيكتب في ختام كلامه عن تلك الدّعوات ومناهجها الضّائعة الكلام الآتي:» وكلّ تلك الدّعوات والحركات لا تخلو واحدة من سمة تدلّ على عدم ارتباطها بعقيدة الشّيخ دلالة واضحة، فليس في عقيدة الشّيخ شيء من هذه الطّرق الصّوفية ولا الأشعريّة ولا القبوريّة ولا المذاهب السّياسية الّتي تريد التّسلّط ولا النّزعات الثّورية، كلّ ذلك ليس من عقيدة الشّيخ السّلفية، كما هو ليس من عقيدة السّلف الصّالح جميعا في شيء، وما وافقوا فيه الإسلام من أمور، فهذه الموافقة ليست دليلا على أنّهم تأثّروا بالشّيخ كما قرّرنا، وكون أحدهم حجّ مرّة أو مرّتين حتّى لو قابل أحدا من حملة عقيدة السّلف الصّالح، ليس هذا اللّقاء مقتضيّا لتأثّره ما لم يثبت دليل من أدلّة التّأثّر أو صيغة من صيغ التّحمّل والاقتناع، هذا بالإضافة إلى أنّ هؤلاء لا يقولون بأنّهم من أتباع الشّيخ كما قرّرنا، ولا الشّيخ وأتباعه وأنصاره يحتضنون شيئا من هذه الدّعوات بقصد احتوائهم وجعلهم تبعا لهم، ولا يطمئنّون لبعض طرقهم المخالفة، كالنّزعات الصّوفية أو الكلامية أو البدع الأخرى، حتى في تعريف العبادة، فأكثر هؤلاء لا يعرف أنّ العبادة مبناها على الأمر الشّرعي، ولا يعرف أنّ التّوحيد من مقامين: مقام توحيد المعرفة والإثبات، ومقام توحيد القصد والطّلب، ولا يعرف أنّ توحيد القصد والطّلب الّذي هو توحيد الألوهية والعبادة متضمّن لتوحيد الرّبوبيّة ولا عكس، لكن توحيد الرّبوبيّة يستلزم توحيد الألوهيّة، وكثير منهم إذا عرّف التّوحيد إنّما يعرّفه بأنّه توحيد الرّبوبيّة كما ذكرت عن الشّيخ "محمّد عبده" وسائر من تأثّر بالأشاعرة الّذين اشتهر عنهم هذا المنهج في تعريفهم التّوحيد، ومعلوم أنّ الإقرار بتوحيد الرّبوبيّة لا يكفي عن الإتيان بلازمه، وهو توحيد الألوهيّة، وكم من يقرّ بالرّبوبيّة وينكر توحيد الإلهيّة! .. ولعلّ في ذلك كفاية في بيان عدم صحّة الرّأي القائل بأنّ مثل هذه الدّعوات والحركات متأثّرة بالشّيخ ودعوته وحركته وحركة أنصاره من أجل نصرة دين اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وسلّم واللّه أعلم ... «عقيدة الشّيخ "محمّد بن عبد الوهّاب" السّلفية وأثرها في العالم الإسلامي للشيّخ "صالح بن عبد اللّه العبّود" [ص: 473 و 474].

أخيرا

عد إلى دستوره الذي كتبه سنة 1937م و اقرأ ((بنوده)) و ستعلم أنه كان يطالب بالديموقراطية و فصل الدين عن الدولة يعين ((اللائيكية))

و هو أول من أظهر دعوة الإخوان المفلسين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير