تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الباطلة المرسلة التي تُشحَنُ بها بعضُ التفاسير , وكتب كذلك العلاَّمةُ محمد بن المختار بن محمد سعيد بن المختار اليدالي المولود عامَ 1166هـ , تفسيرهُ الموسومَ بـ "الذهب الإبريز فى تفسير كتاب الله العزيز" وهو تفسيرٌ لا يزالُ حتى الساعةَ - فيما أظنُّ - مخطوطاً , وهذا التفسيرُ أثنى عليه مؤلفهُ رحمه الله تعالى بقوله:

(ولما جاء هذا الكتاب بحمد الله تعالى محتوياً على ما تضمنته الدواوين الكثيرة والطويلة، ولكن بعد تلخيصها ومحلى بعقود الأحاديث النبوية، والأحكام الشرعية، ومطرزاً ببواقيت الفوائد السنية، والنكت الحسان البهية، ومرصعاً بفوائد درر القصص الشهية والوقائع، وموشحاً باللطائف والنفائس الجليلة، وجامعاً للزوائد، ومقتنصاً للشوارد، وكافياً من اقتصر عليه، ووافياً ببغية من جنح عليه، تقربه عين الودود، وتكمد به عين الحسود، سميته (بالدر الفريد، فى تفسير القرآن المجيد، أو بالذهب الإبريز، فى تفسير كتاب الله العزيز) .. ).

وممن ألف في التفسير العلامة الشيخ سيد المختار الكنتى المُتوفى عام 1226هـ، فى كتابه "كشف النقاب عن أسرار فاتحة الكتاب"، وكذلك الشيخ حبيب الله بن الأمين بن الحاج الشقروي , وألف كتابه "تفسير القرآن الكريم " وقد ذكر الباحثُ الشيخ محمد مولاي أنهُ من التفاسير المفقودة , وممن ألف كذلك محمذن فال بن متالي التندغى ت1287هـ في كتابه "صلاح الآخرة والأولى فى صلاح الآخرة والأولى" وهو تفسيرٌ مخطوطٌ موجود , وكذلك الشيخ/ محمد بن حنبل الحسنى ت1300هـ , الذي ألَّف تفسير "ري الظمآن فى تفسير القرآن"

وألَّفَ كذلك الشيخ معروف بن الكورى بن إبراهيم البركنى تفسيرهُ "تأويل محكم التنزيل، فى تفسير القرآن العظيم" وهو تفسيرٌ مفقودٌ نصفُهُ الأولُ , والموجودُ منهُ النصفُ الأخيرُ وحدهُ.

بل أشار بعضُ الباحثين كالدكتور محمد بن مولاي الشنقيطي حفظه الله صاحب كتاب التفسير والمفسرون ببلاد شنقيط (وعنهُ أخذتُّ أغلبَ مُحتوى هذه الأسطرِ) إلى أنَّ الشناقطة كانت لهم مناهجُ في تعلُّم التفسير ومنها منهجُ مجاهد بن جبر مع ابن عباس في تتبعِ القرآنِ كُلهِ آيةً آيةً , وعدَّ من أولئك:

سيد أحمد بن محمد الزيدى، فقد فسر كتاب الله على شيخه سيد عبدالله بن محمد العلوى المتوفى (1143هـ).

عبد الله الودود بن حميه (ت1397هـ) قرأ تفسير القرآن كله على شيخه الشيخ باب بن الشيخ سديا المتوفى (1342هـ) آية آية وسورة سورة حتى استكمله.

وقد جنحَ الشناقطةُ في خدمةِ التفاسير إلى الخروج عن النمطِ المألوفِ في التفسير المنثور إلى إعمالِ مهارةِ النظمِ فأخرجوا تفاسيرَ منظومةً بلغت أبياتُ بعضها سبعة آلافٍ أو تزيد , ومن أشهرِ ما كُتب كذلك نظمُ " مراقي الأواه إلى تدبر كتاب الله "وهو نظم العلامة أحمد بن أحمذى الذي يبلغُ تسعة آلاف بيت , وكذلك نظم الشيخ/ عبد الودود بن حميه للتفسير بالمأثور المسمى " التنوير الذي ضم ما في الصحيحين وباقي الكتب الخمسة من المأثور", وفي ذلك النَّمطِ من التأليفِ في التفسيرِ يقول الدكتور محمد بن مولاي:

(وقد استأنس الشنقيطيون بالنظم وانسجم مع أذواقهم وكلفوا به حتى استخدموه فى كل الأغراض العلمية، وغير العلمية، لهذا كان أسلوب التفسير عندهم منقسماً قسمين:

أولاً: أسلوب النظم:

وهو الغالب على التفاسير الجزئية، والموضوعية، لأن أصحابها يهتمون بناحية معينة من التفسير، كجمع الغريب والمشكل وغيره، وبوسع الناظم أن يدخل المعلومات من هذا النوع في نظمه دون كبير عناء0

ومن الملاحظ أن بعض النظام يشحنون أنظامهم بالمعاني الكثيرة ولو أدى ذلك إلى استخدام الرمز والتلميح، وتظهر هنا أهمية مقدرة المؤلف الشعرية، وقوة بيانه، وإتقانه لعلوم الآلة، فهي تلعب دوراً كبيراً في رونق النظم، وسلامة لغته، ووزنه، ووضوح معناه) 0

واتجهَ بعضُهم إلى نظمِ بعضِ كتُب التفسير المنثورة كما فعل ذلك الشيخ محمد المامى بن البخارى الشمشوى المتوفى عام 1382هـ , فقد نظم التسهيل لابن جُزيٍّ رحمه الله.

وأفردَ بعضُ الشناقطةِ عند كتابتهم في التفسيرِ كُتُباً لبعضِ موضوعاتِ التفسير كما صنعَ العلاَّمةُ الشيخ البشير بن امباريكى المتوفى (1354هـ): في كتابه "كشف الأستار عن بعض ما في الذكر من الإضمار " وهو كتابٌ تتبع فيه الشيخُ المضمراتِ في القرآن , وقال في مُقدَّمته إنهُ لا يعلمُ من سبقهُ إليه.

إلى غير أولئك من مؤلفي وجامعي التفسير في شنقيط , وأنا لم أحصلْ على نُسخةِ كتابِ الشيخِ الكريم محمد مولاي , ولكن لعل في هذه الأسطر تجلية الفكرةِ , ومن طالعَ هذه الرسالة التي تقدم بها الشيخُ لنيل درجة الدكتوراه في جامعة محمد الخامس وجد الضالة بإذن الله , وعلمَ يقينا أنَّ إخراجَ التفسيرِ من مجالاتِ الشناقطةِ العلمية اعتماداً على المطبوعاتِ المُتدوَلةِ ليس من الإنصافِ , والله أعلمُ , والحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير