تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مشيئة الخالق عز وجل وإرادته, ومشيئة العبد وإرادته]

ـ[عبدالله الزنتاني]ــــــــ[01 - 04 - 10, 09:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

مفهوم الإرادة والمشيئة في ظل:

قول الله عز وجل {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} (الكهف: 29) وقوله عز وجل {إن هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ .. ِلمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (التكوير: 29)

) كيف يمكننا أن نؤلّف بين كلا الأمرَين وكيف نفرق بين هذه الآيات التي زلت بها أقدام، وضلت بها أفهام)

وأتمنى من الله ألَا يضيّع هذا البحث في مهب الريح و أن يجعله الله اللبنة الأولى في نهضة هذه الأمة إلى سالف مجدها و أن ينفض به الغبار الذي تراكم على هذه الأمة بسبب اعتقادنا الخاطئ في فهم {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}

الحمد لله الذي خلق الإنسان من تراب ثم خلق الإنسان من علق، وعلم الإنسان بالقلم و علم الإنسان ما لم يعلم، و أصلى و اسلم على من علمه الله علم ما لم يكن يعلم و كان فضل الله عليه عظيم .... وبعد

أجمع أهل السنة والجماعة من خلال عقائدهم، على إثبات أن للحق سبحانه و تعالى مشيئة ولخلقه مشيئة، ولكن مشيئة خلقه لا تتم إلا بمشيئته وهذا أصح الاعتقاد في عموم مشيئة العبادة، و لكن لم يَصيبوا في الفصل بين إرادة و مشيئة الحق سبحانه و تعالى و إرادة و مشيئة خلقه مما أَدى إلى تأويل عبارة (من يشاء) تأويلاً خاطئاً، ومن هنا تفرعت السبل و اختلفت العقائد بين المسلمين و منه نشأت الفرق المعروفة اليوم، وهذا البحث سوف يكون الشرارة الأولى إن شاء الله في توحيد عقيدة الأمة و نزع الاختلاف بينها و برغم ندرة علمي في اللغة العربية من حيث النحو و الصرف و البلاغة وغيرها إلا إن الله سبحانه و تعالى منّ عليه بفهم آيات من كتابه اسأل الله أن تنفع الأمة و أن يحشرني بها مع الأنبياء و العلماء و الصالحين و تكن صدقة جارية و زاد يلحقني بعد مماتي.

أُسس أصول الفكر العقائدية على فقدان ذلك الفرق بين المصطلحين (الإرادة والمشيئة) وهنا يقع الإشكال؛ وهذا الفهم وبهذه الطريقة أَدى إلى تأويل آيات من كتاب الله كثيرة تأويلا خاطئا, وبعبارة أوضح أن عبارة (من يشاء) المذكورة في القرآن الكريم قد أَخذت نصيبها الوافر من التحريف وسوء الفهم، ذلك أن الضمير في (من يشاء) يمكن أن يعود إلى لفظ الجلالة (الله)، فيكون المعنى في ذلك الشأن، أَن الله هو الفاعل فلا يكون للعبد إرادة ولا مشيئة، وكذلك يمكن عودة الضمير إلى (من) فيكون العبد هو صاحب المشيئة والإرادة؛ فالقرينة هي التي تقرر الفاعل أو المقصود من الضمير أهو لفظ الجلالة (الله) أمّ (من) عند استقرائنا تلك العبارات في آيات القرآن الكريم نجد أنها تنقسم إلى قسمين واحدة تعود إلى اسم الجلالة وأخرى تعود إلى العبد، ولكي نصل إلى فهم صحيح لهذه العبارات المشتركة بين العبد والرب و ننزل عبارة (من يشاء) في منازلها الصحيحة يلزم علينا أولاً: أن نفرق بين المشيئة و الإرادة، في تركيب الفعل الإرادي بحيث لا يكون عندنا شك أن هذا الفعل يطلق عليه إرادة وهذا الفعل مشيئة ومن خلاله نفهم من هو المقصود بعبارة (من يشاء) و نحاول فيما يلي و حسب قدرتنا المتواضعة أن نستوضح تلك المنظومة التي تبدو من خلال النظرة العامة في آيات القرآن الكريم مركبة من المركبات المعقدة وهى في الحقيقة واضحة و بسيطة جداً، لمن يستعين بالعقل في فهم رسالة الله عز وجل الموجهة لنا من خلال التدبر في آيات القرآن الكريم و بالمنطق البسيط ومن خلال العقل الممنوح لنا من الخالق لان المشيئة و الإرادة كانت و لازالت إلى يومنا هذا موطن من مواطن اختلاف العقائد، وعلى كل قارئ أن يصل بنفسه لقناعة تعينه في حركته في الحياة التي غاية إيجاده فيها لعبادة رب هذه الحياة، وهي معبر لحياة الآخرة، و ليس هناك شيء ألذُّ ولا أطيبُ ولا انفع للعبد من أن يعبد الله بإيمان حق أساسه الاعتقاد الحق والفهم الصحيح كما قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير