تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} (النساء: 82) الم يقول الله تعالى عن كتابه العزيز {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} و الريب يعنى التردد خطوه أمام و خطوه خلف ونحن نترنح بين قوله تعالى {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} و قوله تعالى {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} وقوله تعالى {يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ} وقوله تعالى {قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} وقوله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} مع ما فُسِّرَ من معاني لهذه الآيات في كتبنا و مراجعنا، أليس مما نلحظه جميعاً هذا الريب في صدور أكثر أفراد الأمة من خلال تكرار الأسئلة على العلماء في هذا الموضوع وخصوصاً في الخفاء على المنتديات في الانترنت مع إن جميع الأجوبة مختلفة وليس فيه جواب شافي أليس هناك كثرة ممن يعيشون على المعصية وفي اعتقادهم إن الله لم يشاء هدايتهم حتى صدهم هذا الاعتقاد عن التوبة و الرجوع إلى الله، كيف نقول لا ريب فيه و نحن نتخبط،نعم نقول بهذا الفهم للمشيئة والإرادة ذلك الكتاب لا ريب فيه، و نقول ذلك التفسير فيه ريب.

ألا يدل هذا الحديث القدسي على صحة ما ذهبنا إليه (يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غيره فلا يلومنّ إلا نفسه) لماذا لا نلوم إذا كان الموضوع كما فسر بعض العلماء إن الله هو الذي يضل من يشاء و يهدي من يشاء (فعل).

ولا يضل الله أحد من عباده إلا من ضل بنفسه وتكبر وأعلن حربه على الله ورسوله و اعرض وهو يعلم يقيناً انه الحق كما قال عز وجل {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} (الأنعام:33) والجحود هو ما تستيقن به النفس ولا تقر به كما قال تعالى {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} (النمل 14) و مثل ما تكبر إبليس و أعلن رفضه لأمر الله فطرده من رحمته هكذا كثير من العباد فعل مثل ذلك وعندما علم الله بأنه لن يعود ضله الله على علم كما قال عز وجل {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23) ومن الغريب إنِّي وجدت في كتب التفسير في تفسير قول الله عز وجل {اِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ .. ِلمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ} قول للمفسر وساق فيه حديث يقول عندما نزلت هذه الآية قال أبو جهل الأمر إلينا إن شئنا استقمنا و إن شئنا لم نستقم ويقول المفسر وهذا هو القدر وهو رأس القدرية، ولقد صدق أبو جهل في قوله وهو كذوب.

اسمع هذا السؤال و الجواب وتدبر جيداً وهو أخر سؤال سوف يطرح من خزنة النار قول الله تعالى {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ .. قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ .. َفاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ} (الملك 11.10.9.8) هل قالوا ضلنا الله أو خزنة النار قالوا لهم إن انتم إلا في ضلال من الله كبير،فلا يدخل النار إلا مذنب معترف بذنبه عدلاً من الله و ليس لله يد في دخولهم النار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير