- وروي عن الحسن قال: كان ابن عباس من الإسلام بمنزل، وكان من القرآن بمنزل، وكان يقوم على منبرنا هذا فيقرأ البقرة وآل عمران فيفسرهما آية آية.*
*مر تخريجه وقد قال الذهبي: الحسن مدلس وأبو بكر الهذلي متروك.
وعن أبي وائل قال: قرأ ابن عباس سورة النور فجعل يفسرها فقال رجل لو سمعت هذا الديلم لأسلمت.
وزاد ابن أبي شيبة في روايته: قال رجل:
إني لأشتهي أن أقبل رأسه، يعني من حلاوة كلامه.*
*رواه الحاكم 6290 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأبي نعيم في الحلية 1/ 329 وانظر الإصابة لابن حجر 4/ 149.
ـــ موقفه من الإسرائيليات
وابن عباس من الحريصين على صيانة كتاب الله من تحريفات أهل الكتاب - اليهود والنصارى -، وهو ما عرف في التفسير بالإسرائيليات ..
وهي الأحاديث والقصص التي تؤخذ عن بني إسرائيل القدامى، كما اشتهر بنقلها عنهم بعض علمائنا الكبار مثل:
كعب الأحبار وعبد الله بن سلام ووهب بن منبه ..
وقد تكلم علماؤنا في حكم رواية هذه الإسرائيليات وتفنيدها كما وضحها الإمام ابن كثير في مقدمة تفسيره ..
وإنما يعنينا هنا أن ابن عباس كان من المتشددين في نقلها ..
- فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
تسألون أهل الكتاب عن كتبهم، وعندكم كتاب الله، أقرب الكتب عهداً بالله، وتقرؤونه محضاً لم يشب. *
وقال أيضا رضي الله عنهما:
كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزله الله على نبيه r بين أظهركم أحدث الكتب عهداً بربه غض لم يشب؟ ألم يخبركم الله في كتابه أنهم غيروا كتاب الله وبدلوه وكتبوا الكتاب بأيديهم فقالوا هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا؟ ألا ينهاكم العلم الذي جاءكم عن مسألتهم؟
والله ما رأينا رجلاً منهم قط يسألكم عما أنزل الله عليكم.*
**رواهما البخاري في كتاب الاعتصام 7363 والتوحيد 7522 - 7523 وفي كتاب خلق أفعال العباد 302 وانظر مصنف ابن أبي شيبة رقم 26423 ومصنف عبد الرزاق 11/ 110 وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 42 والبيهقي كبرى 8/ 249 والشعب 1/ 199.
وهذا النص من ابن عباس نفسه قاطع في رده للإسرائيليات وعدم تعويله عليها .. ولا تعارض بين هذا النص الصريح وبين ما يوجد عن ابن عباس من بعض الروايت التي فيها رائحة الاسرائيليات وجوابه من وجهين:
الأول ثبوت ذلك عنه، ففي الرواية عنه كثير من الضعيف كما أسلفنا.
الثاني: أن يكون له وجه صحيح مبني على ما صح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم في مسألة الاسرائيليات بقوله (لا تصدقوهم ولا تكذبوهم) فقد يكون بعض ما نقل عنه بسند صحيح من هذا الباب .. والله أعلم.
انتهى من الكتاب.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[أبوحمزة السيوطي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 06:18 م]ـ
الله أعلم، لكن الشيوخ إذا أرادوا أن يضربوا مثلا لصحابي يروى عن بني إسرائيل، فأول من يخطر على بالهم (أو بعضهم على الأقل) هو ابن عباس _ رضي الله عنه _ فلا أظن أن هذا لا يكون له أصل. ونحن لم نؤمر بالإعراض عنهم، بل أمرنا بألا نصدق ولا نكذب.
نعم أخي بارك الله فيك أحسنت
لكن كلام ابن عباس في رواية البخاري قاطع - في نظري - برفضه النقل عنهم أو سؤالهم لما في شريعتنا من كفاية وكمال.
ولا أتكلم عن موقفنا من الإسرائيليات عموماً ولكن موقف ابن عباس رضي الله عنهما منها ومما نقل على لسانه منها أيضاً ..
وفي ذلك فوائد أهمها أن يكون كلامه في الغيبيات مما صح إسناده عنه في حكم المرفوع ومقتبساً من تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم وليس مما أثر عن بني إسرائيل ..
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبوحمزة السيوطي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 06:21 م]ـ
الثاني: أن يكون له وجه صحيح مبني على ما صح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم في مسألة الاسرائيليات بقوله (لا تصدقوهم ولا تكذبوهم) فقد يكون بعض ما نقل عنه بسند صحيح من هذا الباب .. والله أعلم.
جزاك الله خيرا أخي على هذه الإضافات القيمة
أما ما في الإقتباس وهو ما لا أستطيع توفيقه مع نص الحديث.
بارك الله فيك
ـ[أبوحمزة السيوطي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 06:21 م]ـ
ننتظر مزيد من التوجيه من مشايخنا الأفاضل
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 01:25 ص]ـ
أخي الكريم ..
نص كلام ابن عباس في الصحيح له وجه وليس هو على كل وجه ..
فمثلا حديث الفتون الطويل في قصة نبي الله موسى عليه السلام الذي رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس عند النسائي وأبي يعلى وغيرهما بسند وثق رجاله الهيثمي في المجمع ..
هذا الحديث الطويل فيه قليل من المرفوع وفيه ما يتوافق ونص الكتاب العزيز وفيه ما هو منقول عن بني اسرائيل بوضوح ..
فأما نص الكتاب والمرفوع منه فلا غبار عليه ..
وأما ما نقل عن بني اسرائيل فهو من هذا الباب ويرجع الى تفصيل لم يأت منه توسع في شريعتنا فالتعويل على ما عند أهل الكتاب مما ليس فيه مخالفة لا يعد اعتماد كامل إذ إنه معدود عما سكت عنه شرعنا الحنيف ..
وبالتالي فلا منافاة بينه وبين قول ابن عباس في الصحيح ..
فمن أخذه على عمومه واطلاقه رد ما جاء في المرفوع من (لا تصدقوهم ولا تكذبوهم) وابن عباس أبعد الناس عن مصادمة المرفوع ..
هذه ناحية ..
الأخرى في كلام أخينا الفاضل أن العلماء عندما يضربوا مثلا للاسرائيليات المنقولة عن الصحابة فانما يذكرون ابن عباس بديهة ..
وهذا مغلوط وان وقع شيء منه ..
بل ابن عمرو رضي الله عنهما ممن يضرب به المثل ها هنا بداية للزاملتين اللتان قرأهما ..
وللحديث المرفوع الذي رواه أحمد في المسند بسند حسن:
عن عبد الله بن عمرو بن العاصي أنه قال: رأيت فيما يرى النائم لكأن في إحدى أصبعي سمنا وفي الأخرى عسلا فأنا ألعقهما فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال تقرأ الكتابين التوراة والفرقان فكان يقرؤهما ..
والله أعلم.
¥