واعلم ان بالقران ما وافقه فى الحديث ,ما لا يتوارى فهما عن كل طالب حثيث ,وفيه ما غاب له ذكر روى عن النبىء الرسول ,فانقطع وصل له فكر طرفه صالح موصول ,كالقول فى الصافات صفا ونحوه فى الذاريات ,والظن فى المرسلات عرفا و النازعات العاديات, بل قطعا ما تركنا المولى فى كلامه هائمين ,وكذا جزما من جعله الله خاتما للمرسلين ,وليت شعرى فقد اتم الله به الحجة ,وجوامع كلمه قد فاضت لنا عن اللجة, فحبل الكتاب يكون به مستمسك الامة ,وكلام الرسول رديفه مستكشف الغمة ,تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا ,كتاب الله وسنتى ولن تجد من دونه ملتحدا ,الا بلاغا من الله و رسالاته وقد شهد " خالدين فيها ابدا" ,فعصيان الله منه عصيان الرسول ,و ضربا من الكفر به ومن الحؤول ,وابصر بعمر وابى بكر ومن لحق ,مستمسكا بغرزه فانه على الحق.
واخبار القران بما هو كائن وما سيكون ,كذا من قول مافى سنة بها مستمسكون ,وقد خفى علم فى بعضه كذا وتأويل ,عن بعض اصحاب النبىءسهوا ومابتحويل , وهذا من قول عالم حذيفة بن اليمان ,وصحيح مسلم فى الرواية عنه كسلطان ,فى اخبار نبيىء بوقائع ما فى الازمان ,من بعده الى الساعة كان فيه من البرهان, فعلمه من علمه ونسيه من نسيه ,ومدد الرب موجود وشرف من كسيه.
ولا ينتقص هذا شيئا من فضل بعضهم ,فعلم قد اختص به بعض والفضل فى جمعهم ,فاى وربى وقد كانوا امانا للامة ,كالنجوم فى السما وسيرهم مستنهض الهمة ,وفى الاصحاب قولا جاءنا مرويا عن حبيب ,خير القرون قرنى ولا يخفى هذا عن لبيب.
وما كان للمفسرة من جمهور ,اجمع فى القران على احد الامور ,فهو مما تراءى للائمةبالظهور ,وكان بينهم رائجا فى احد العصور ,شرط ان لم يكن لهم فى تأويله دليل ,من الكتاب اوما ليس له سند اصيل ,فاجماعهم لا يحكم عليه بحق ولا بباطل ,لعجائب القران ليس لها اى عاطل , وانكشاف بعض اياته للناس مستور ,حيث لا انقضاء لاجله على مر الدهور ,وعلم به لبعض الايام قد اقت ,والكشف به لاهل الكشف قد بيت ,وذاك مما لم يكن لهم فى تفسيره سبيل ,وليس لشىء من الجهل به او لجهد قليل , , وما كان ربك نسيا وماكان ربك قتورا ,غير انه " وكان امر الله قدرا مقدورا" ,وذاك كما تراءى للبعض فيه من قسم ,من كلام ربنا وان قال فلا اقسم ,وقد زعم القرطبى ان فى ذاك الاجماع ,وعليه جعل قول الضحاك فيه كالابتداع, وقد تدارك ذاك قبله الفخر جازما ,بنفى لا وجعل ما يأتى جوابا لازما, كقوله فلا اقسم بمواقع النجوم ,فالقسم ههنا منفيا من الحى القيوم ,وقوله فلا اقسم بالشفق ,والليل و ما وسق ,والقمر اذا اتسق ,لتركبن طبقا عن طبق , وما ذكر كان مما للنفى فيه اداة ,فما بالك بما بالواو والكسر جاء اخراه, كقوله والضحى والليل اذا سجى , والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى ,والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى ,ففى الاطناب عن هذا اثار تروى ,وفى كتب الجمهرة لسرده كلمات تتعدى ,الالف الف فيه وقل من لها تصدى.
فعلم منتهاه يقين كل فائز ,بقدرة البارى ليس لها حاجز ,وهو الغنى المتعالى عن ما سواه ,وكل له فقير ومجرم من عاداه ,ونهى بيىء عن الحلف بغير ذات الاله ,حجة لنا ورد على من اجاز سواه ,فان قالوا الحق ربنا يقسم بما يشاء ,فرجاء الرحمن بعدا لنا عن المراء ,وكيف هذا وماكان من ابليس اللعين ,ومن المولى امرا "فقعوا له ساجدين " , قال فبعزتك لأغوينهم اجمعين ,الا عبادك منهم المخلصين ,وذا حال كل من اشرك بالله ذلك قسم لذى حجر ".
وكذا من قال بقسم فى لعمرك ,فى الحجر اتت مقال لوط لمشرك ,وشاهد قوله اليس منكم رجل رشيد ,وجابر كسره من اناب الى الملك المجيد ,او هو فى الاصل قولا من الترجى ,كقول من قال بابى انت وامى ,فليس فى كل قسما حالفه يحنث ,وما نهى النبىءصحبا عنه وما حدث ,وقد نهى نبينا عن الحلف بغير ذات الله ,هذا و العلم به عندنا ندا لما سواه.
وحلفا اتى بيانا فى الكتاب ,نصا كذا كائنا يوم الحساب ,كما فى فوربك لنسالنهم اجمعين ,كذا فى فوربك لنحشرنهم والشياطين ,وجاء حلفا للمولى ومعه للنفى لام ,لا نفى قسم اتى بل لتوكيد لزام ,فى قوله"فلا وربك لا يؤمنون ",من كفره لغير دين الله يحكمون.
ونفى قسم حتى بذاته قد اتى ,فهو الغنى شتى نعمائه لمن هدى ,حال جلاله لا يقسم بالسماء والطارق ,جل شانه" فلا اقسم برب المشارق".
¥