تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفرق اتى بين قسم و حلف ,كصوت الصدى فى الاول عرف ,بفعل قسم فيه اقسم برهان ,وكذا من الحكم تسميته أيمان ,وللناس في قوله تكلف ورغب, وكما فى حنثه كفارة وتعب ,والكل جامعه جهدا واقع بهم ,"واقسموا بالله جهد ايمانهم " ,وجل شانه متعالى عن اللغوب ,كذا فى قرانه علام الغيوب ,

وكذا علما يكون واجبا ,فى حكمة القران ليس له حاجبا ,فهو كتاب محتوى كل العلوم ,وبه مراد كشف ظلم الغيوم ,وفيه فضائح كل خداع لؤوم ,معاندا ان كان او بوجه شؤوم , فما قيل عن العلوم الحديثة ,حتى باتت للناس فتنة خبيثة, وهام بها كل قرد صال وجال , وستسلمهم شقوتهم تلك للمسيح الدجال , فليعلم كل من امن بالله ربا ,ان هذا لا يعمل فى الصابر كربا ,والصبر عليه يكون الى المولى قربا , وقد قال من جعل لاخبارهم قوم فرعون للناس سلفا:"فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا " ,ثم قال من امر بالفرض وهو خير ثوابا و خير املا:"انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا " ,ثم قال من به الايمان كان حرزا:"وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ".

وفى هذه العلوم ما وافق القران ,اذا لم يك تخاريفا او لم يك هزيان ,بل كان حقا و لا يشوبه بطلان , وبدى له فجرافى سائر الازمان ,وقد اتينا ببعض من ذلك نسبا , الى ما حق من القول و لم يك كذبا ,عسى ان يكون على المعاندين سببا , وعلى الجاحدين للقران نصبا ,و لكل من هام فى هذه العلوم و اشكالها ,من باب قوله " وشهد شاهد من اهلها " , والتمسنا به تفنيدا لمن قلت درايته ,بهذا الباب جهلا ولمن جفت سقايته ,ولن يبخس دومامن كان المولى معيته ,اجرا ممن تكون الارض جميعا قبضته , وحتى ينكشف لقارئه به حسن المراد ,واطلب من الله فيه العون السداد.

تمهيد:هذه سلسلة حبرت فيها ردودا على من عبدوا الاسباب وعزفوا عن رب الارباب ,وان اغتروا بما نالوه من معرفة بها فليعلموا ان الله اعز واغلب وهو الخالق لها ,وهو القائل:"ام لهم ملك السموات والارض و ما بينهما فليرتقوا فى الاسباب. جند ما هنالك مهزوم من الاحزاب ".

وقد افتتحتها بذكر ما كان فى شأن اصحاب الكهف من الناحية الطبية ,وسوف نطوف بعدها على عديد من النواحى الاخرى والتى ارجو من الله العلى القدير ان يلهمنى فى كل التوفيق ,انه سميع قريب مجيب.

كيف عاش اصحاب الكهف اكثرمن ثلاثمائة سنةبدون طعام ولا شراب؟

قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

"فلعلك باخع نفسك على اثرهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا .. انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا .. وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا" ثم قال تعالى:"ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا"

وما كان من شأن "اصحاب الكهف فقد ذكرهم الله تعالى بقوله:

نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى .. وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعوا من دونه الها لقد قلنا اذا شططا .. هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا"

"واذ اعتزلتموهم وما يعبدون الا الله فاووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيأ لكم من أمركم مرفقا" ثم قال تعالى:

فكان هذا استجابة من الله لدعائهم كما فى قوله تعالى:"هذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من امرنا رشدا" فكانت الاستجابة ما بعد الفاء فى قوله تعالى: "فضربنا على اذانهم فى الكهف سنين عددا"

والضرب على الاذن يفقد السمع-وغير ذلك على ما سياتى- وهذا ظاهر لا جدال فيه ويكون مؤقتا لعدم فقدان الحاسة بالكلية وذلك لبقاء العصب السمعى سليما قادرا على استعادتها بعد زوال اثر الضرب وهو يكون بفعل خلخلة شديدة فى المحيط الناقل للموجات الى الاذن وهو وارد ويتحقق بكيفيات شتى كحدوث صوت شديد يصم الاذن عن السمع ومن ذلك قوله تعالى:"فاذا جاءت الصاخة"او اى كيفية اخرى على ما سنبين لاحقا .. ,وكان ضرب الله تعالى على اذان هؤلاء الفتية بغرض ان لا ينتبهوا اذا سمعوا شيئا طوال مدة لبثهم فى الكهف وكذا لئلا يعلموا شيئا عن مقدار بقائهم فيه لان الاذن حاسة تنقل المعلومات الى المخ ويستطيع تسجيلها واستدعائها. وقال تعالى:"وترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين .. ".,تزاور: اى تتزاور

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير