تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نجد ان الضرب على اذان الفتية فى الكهف كان من فعل الله لأن الضمير عائد عليه تعالى فى قوله"فضربنا".,واما كيفية حدوث ذلك فيحتمل ان يكون ذلك بفعل الله المباشر -وهو الارجح على ما نرى-لان ذلك انما هو امر من شأنه التعامل مع الروح التى تسرى فى الابدان و تناولها والتعامل معها على نحو لا شأن لغيره تعالى فى فعل ذلك لانها هى من امر الله المطلق والذى لا دراية ولا طريق لغيره فى تفهمه او التعامل معه .. ,قال تعالى"ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا".

وكون معرفتنا بوجودها فى الاجسام وعلمنا بتأثيرها عليها بل وتدخلنا فى الابقاء عليها بالعلاج والدواء لايعنى قدرتنا على نزعها او وضعها او تناولها بكيفية تمكننا من التعامل معها بصورة مطلقة ونحن العاجزين عن معرفة ماهيتها وعن الاحاطة بكونها .. ,وما وجد من امور يهيأ منها لاصحاب العقول المريضة والمتلاعبين بالالسنة من الفلاسفة والمتنطعين بالداروينية من الملاحدة خلاف ذلك فمردود عليهم.,كمثل قولهم ان القتل هو انتزاع الروح من الجسم الحى وهو من فعل الانسان كما هو ظاهر للجميع .. ؟ ونرد على ذلك بالقول: انه لو صح ادعاء القاتل بانتزاعه الروح من المقتول كما تزعم لصح ادعاء الطبيب وضع الروح فى جسد المريض فى الامراض التى يقضى منها المريض وذلك كما فى حالات السكتات القلبية او حالات توقف القلب عن ضخ الدم والتى تعالج" بالانعاش القلبى الرئوى" وهذا ما لم يقل به احد. Cardiopulmonary Resuscitation

وذلك لان معالجة الطبيب للمريض انما بجعل ظروف الحياة داخل جسم المريض مواتية للابقاء عليه حيا وليس بالتعامل المباشر مع الروح التى تسرى فى بدن المريض .. ,وعليه فان فعل القاتل مع المقتول هو بقطع الطريق عن جعل ظروف الحياة والتى يكون بها بقاء الروح داخل الجسم.,وذلك بجعل هذه الظروف غير ملائمة للابقاء على الجسم حيا فتنتزع الروح جراء ذلك .. ,ولا دخل للقاتل فى انتزاعه لروح المقتول كما زعم.

فان قيل: اذا كانت الروح من شأن الله فقط فكيف جاء فى القران ان عيسى يحيى الموتى؟

والرد على ذلك: ان احياء عيسى عليه السلام انما كان باذن الله وقدرته تعالى لانه تعالى هو الواهب للحياة وهو القادر على أخذها وردها متى شاء وكيفما شاء .. ,قال تعالى فى عيسى عليه السلام: "ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم باية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابرئ الاكمه والابرص واحيي الموتى باذن الله وانبئكم بما تاكلون وما تدخرون في بيوتكم ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين".

وقال تعالى لعيسى عليه السلام:

"اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وتبرئ الاكمه والابرص باذني واذ تخرج الموتى باذني واذ كففت بني اسرائيل عنك اذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين".

فاحياء عيسى عليه السلام ليس بارادته ولا بقدرته وانما كان باذن الله وقدرته وارادته تعالى .. ,فلم يسقى عيسى الاموات ترياقا يحيوا بعد شربه ولم يدعى عيسى قدرته على احياء الموتى وانما ارجع الامر كله الى الله فى ذلك.,وانما كانت ذلك معجزة اجراها الله على يديه من اجل ان يؤمن قومه برسالته التى بعثه الله بها.

جاء فيإنجيل يوحنا [الإصحاح الحادي عشر:41 - 42]: (وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: أَيُّهَا الأبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي * وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي) فهذا نص واضح على ان ذلك من اجل تصديق قومه لرسالته والتى هى من عند الله.

(أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ ... ) (يوحنا: الإصحاح الخامس:30) وهذا ايضا نص على عدم قدرة عيسى على الفعل الا باذن الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير