ويحتمل ان يكون الضرب على اذان الفتية كان بارسال ملائكة من عند الله لهذا العرض وان كان هذا مما يتعذر اثباته ويحتاج الى توقيف .. ,ويحتمل ايضا ان يكون الضرب كان باحداث شىء يفضى اليه كحدوث صوت شديد بكيفية يعلمها الله او بحدوث ضرب حقيقى على الاذان كضربهم بشىء افضى الى ذلك وهذا ايضا مما يتعذر اثباته ماديا وعمليا وان كان جائز الحدوث نظريا.
ولنا فى اثبات ما وقع فى ذلك – ان شاء الله - بحثا منفردا عند كلامنا عن" الرقيم " وعن قوله تعالى "ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا ".
لانه وان كان فى علم الانسان شىء عن الروح وهى طاقة الحياة كما فى الطب الصينى والتى تم اثبات وجودها بمقاييس الطب الغربى ووجود تأثيرها فى كلا المدرستين .. ,الا ان هذا العلم قاصرعن تفسير كونها وماهيتها بل حتى لا يستطيع التحكم فيها والتعامل معها مباشرة وكذا عاجز عن تناولها على اى وجه من الوجوه بالرغم من الوصول الى حد يقترب من الجزم على حقيقة وجودها وتأتيرها فى الابدان.
قال تعالى:" فضربنا على اذانهم فى الكهف سنين عددا ".
وفى الاية ان الضرب على اذان فتية الكهف كان على طول مدة لبثهم فيه لانه تعالى قال"سنين عددا" وهذا العدد كان مدة لبثهم فى الكهف لانه تعالى قال:"ولبثوا فى كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا" .. فكان اثر الضرب على أذانهم مستمر طوال تلك المدة التى لبثوا فيها فى الكهف. ماذا حدث للفتية بعد ان ضرب الله على اذانهم وكانوا فى الكهف هذا العدد من السنين .. ؟
كما ذكرنا ان الضرب على اذان الفتية كان بكيفية لا يعلمها الا الله ولا طريق لمعرفتنا بها لان هذا مما ليس لعلمنا من الوصول الى معرفته لقصور علمنا عنه وانه من امر الله" تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدير.,الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور" .. ,وان كان لا علم لنا عن ماهية هذة الكيفية الا ان الاثر الناتج عنها مما يمكن لنا تفهمه ومعرفة اثره ومعرفتنا لما حدث بعد وقوع الضرب بالكيفية التى جعلها الله لذلك جائز.
فكما ذكرنا ان الاذن عليها نقاط هى بدايات لمسارات طاقة الحياة الى المخ والذى بدوره يوزعها عبر مسارات لها الى جميع اجزاء الجسم-كما هو فى الطب التقليدى الصينى-فانه نظريا اذا امكن احداث اعاقة ما بكيفية يكون من خلالها سريان هذه الطاقة محدود بمدى معين يكون معه تدفقها من الاذن عبر مساراتها الى المخ بمدى محدود ايضا والذى هو الاخر يتولى توزيعها الى جميع اجزاء الجسم بهذا المدى المحدود .. ,فانه من الممكن نظريا ان يبقى الجسم حيا بهذه الطاقة على هذا النحو غير ان حياة الجسم معها تكون على صورة مختلفة وتتناسب مع معدل سريان هذه الطاقة فيه .. ,اى يكون على صورة اقل من حيث النشاط من الصورة الطبيعية والتى يكون معها تدفقها بالمدى الطبيعى لها والذى يكون معه الجسم فى حالة النشاط الطبيعى الذى معه تؤدى جميع اجهزة الجسم الوظائف الخاصة بها بالمعدل الطبيعى لكل منها.
فكان من الضرب-وذلك بكيفية خاصة- على أذان اصحاب الكهف ان جعل طاقة الحياة تسرى فى ابدانهم بمدى محدود جداعلى نحو يمكن معه بقائهم احياء طوال هذه السنين وكان منه تقليل نشاط اجسامهم بدرجة تتناسب مع طول هذه المدة التى لبثوا فيها فى كهفهم-على ما سيأتى بعد-وتقليل عمل بعض الاجهزة بل وايقاف عمل البعض الاخر الا من القدر الازم لابقائها حية وهذه الحالة جعلتهم فى سبات تام طوال تلك المدة وهى ما ذكرناه بحالة "الخمول المستديم".
( Persistent Vegetative State.)
ولتفسير ما حدث من الضرب على اذان اصحاب الكهف بقواعد الطب الغربى نقول:
انه وكما ذكر من ان هذه النقاط التى على الاذن تعد كمضخمات والتى تحفز الاشارات الكهربية الدقيقة لدى مرورها فى جميع انحاء الجسم.,كما ان بتحفيزها يتم افراز الاندورفينات و الانكيفالينات وهذه وتلك لها تأثير المورفينات و مواد التخدير على المخ.,فانه نظريا اذا تم تحفيز تلك النقاط
Over stimulation..
بصورة مبالغ فيها فيجور ان يتبع ذلك مبالغة فى افراز تلك المواد وسريانها فى المسارات الخاصة بالطاقة من نقاط الاذن الى المخ مما يترتب عنه تأثيرها عليه بصورة تجعله ايضا فى حالة سبات تام وهو كما فى حالة"الخمول المستديم"مع عدم الاضرار بانسجة المخ.
( Persistent Vegetative State.)
¥