تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبتساوى ضغط بخار الماء فى الرئتين و المحيط الخارجى لا يفقد الجسم اى كمية او مقدار من بخار الماء اثناء الدورة التنفسية, وذلك لان داخل الرئتين واعنى الاكياس الهوائية فيهما تكون دائما تحتوى على هواء مشبع ببخار الماء مساويا –ان لم يزيد – لنسبة التشبع به فى هواء الزفير, وحيث ان نسبة تشبع كليهما –كما اسلفنا – هى مائة بالمائة فلا يكون هناك تبادل لبخار ماء جديد اتى من الدم الى ذلك الهواء المشبع داخل تلك الاكياس الهوائية. وهى ميكانيكية معروفة بالرجعية السالبة.

Negative feedback mechanism

ولا يكون تبادل لبخار الماء بين الهواء داخل الرئتين والهواء الخارجى الا اذا كان الاخير اجف (اكثر جفافا) من نظيره داخل الرئتين مما يترتب عليه فرق فى الضغط للغاز (طبقا لقانون الغازات) والذى هو بخار الماء وهذا الفرق يكون بالايجاب للهواء داخل الرئتين و بالسلب للهواء فى الخارج و ينتج على ذلك خروج البخار من الداخل الى الخارج مما يؤدى الى الفقد فى نسبة الماء داخل الجسم نتيجة للتنفس.

اما اذا كان ضغط بخار الماء فى المحيط الخارجى اكبر من مثيله فى الرئتين وذلك نتيجة تشبع الهواء الخارجى ببخار الماء باكثر من مائة بالمائة فقد يترتب على ذلك امتصاص لمقدار من هذا البخار عن طريق الرئتين.,ومن المعروف ان الرئتين تعتبر طريق من طرق الامتصاص لداخل الجسم كالجهاز الهضمى ولكن بمقدار وكيفية محدودة وتختلف عضويا ووظيفيا.,فمثلا هناك العديد من الادوية التى تعطى عن طريق الاستنشاق وتعطى مفعولها الكيميائى و الدوائى داخل الجسم وليس للرئتين فقط.,واوضح مثال لذلك هو الاعشاب المخدرة و المركبة الاخرى كالافيون و الخشخاش و الكينابس (الحشيش) وغيرها من الكوكايين و ميثيلات الهيروينون وغير ذلك.,وامتصاص بخار الماء داخل الرئتين يؤدى الى زيادة كمية الماء فى الجسم بمقدار يتناسب مع مقدار البخار الممتص فى الرئتين.,غير ان هذا لا يستمر لفترة طويلة وذلك لان لو زادت كمية الماء داخل الجسم لقدر معين لزم من التسريع فى اخراج الزائد من طريق اخرى كالتبول او التعرق, وكذا ممكن ان يحدث الامتصاص عن طريق الرئتين اذا كان بمقدار زائد ان يحدث ما من شأنه غرق الرئة وذلك لترسب البخار الزائد فى الاكياس الهوائية للرئة وهذا مما يعيق عملية التنفس و تبادل الاكسجين بين الرئتين و الدم غير ان هذا الامتصاص لبخار الماء لا يكون الا بما لا يترتب عليه خلل فى وظائف الجسم الاخرى وبهذا يكون التوازن.وغير انه لا يتم هذا الاخراج للمقدار الزائد من خلال الطريقين الاخريتين غير الزفير الا اذا كانت الظروف التى تضبط عملية الاخراج فى كلتيهما مواتية لهذا الغرض.

وفى النهاية يمكن ان نجزم ان اخراج بخار الماء عن طريق الرئتين فى عملية التنفس فى الزفير يمكن ان ينعدم فى ظروف خاصة وهى ما اسلفناه ,و هذه الظروف هى ما كان من حال عليه فتية الكهف فى كهفهم طوال تلك المدة التى لبثوا فيها على هذا الحال.وبهذا نستطيع ان نجزم بانه لم يكن هناك اى فقد للماء من اجسامهم الشريفة خلال عملية التنفس طوال تلك المدة التى لبثوها فى كهفهم.

الطريق الثالث:

طريق اخراج مقدار من الماء عن طريق العرق وذلك بحدوث عملية التعرق فى الجلد.

الجلد ويحتوى على بصيلة الشعر و الغدة العرقية و الشعيرات الدموية وطبقة الدهن فى الاسفل.

(لاحظ الانبوب الدقيق الذى يفتح فى الطبقة العليا للجلد وهو الانبوب الحامل للعرق و الدهن الذى يفرز على الجلد)

لكى يفرز العرق عبر الجلد الى سطحه الخارجى لا يحدث ذلك الابعد عدة عوامل لتحقيق ذلك وهى كالاتى:

1 - الزيادة فى درجة حرارة الجسم نتيجة للزيادة فى انتاج الطاقة داخل الجسم وذلك فى حالات زيادة النشاطات العضلية او العصبية فى الجسم (العضلية كالتمارين والجرى وغير ذلك ,والعصبية كالخوف او شدة الخجل او الارتباك او نحو ذلك) والتى ما تلبث الا ان تتحرر الى الخارج عبر الجلد والذى يمثل منطقة تماس الجسم مع المحيط الخارجى ,وهذة الطاقة المتحررة من شأنها ان ترفع درجة حرارة الجسم ,وحيث ان للجسم نظام يوجد فى الجهاز العصبى وهو الهيبوثالمس مسؤل عن ضبط درجة حرارة الجسم عند حيز محدد ,فان هذا النظام يبعث باشارات عصبية من شأنها ان تخفض درجة حرارة الجسم الى ذلك الحيز المحدد, وذلك عن طريق احداث عملية التعرق فى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير