تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونحن نجد ان حالة اصحاب الكهف كانت قليلة النشاطات البدنية بصورة كبيرة جدا و يكاد ينعدم فيها النشاطات العصبية. (و انما قلنا – تكاد- ليخرج بها بعض النشاطات العقلية كالاحلام اثناء فترة بقائهم فى حالة الخمول المستديم وهذا مما لا يتعارض مع صور الاستجابات العصبية الخاصة بهذه الحالة-راجع ما سبق عن حالة الخمول المستديم).

والنشاطات البدنية بقلتها لا تستطيع ان ترفع درجة حرارة الجسم لما فوق الدرجة المعتادة و التى فوقها يحدث معها التعرق للجسم ,وكذا لوجود العامل الثانى فى الحالة التى كانوا عليها وهو الاتى:

2 - نتيجة لتزاور الشمس عن كهف الفتية كان لذلك – كما ذكرنا – اكبر الاثر فى جعل البيئة الداخلية للكهف باردة و رطبة ,و ادى ذلك الى انخفاض درجة حرارة الجو المحيط باجسامهم لدرجة تحدث بالتالى انخفاض لحرارة اجسامهم لمدى يكون معه بقائهم احياء غير انه يكون معه تقليل شديد فى عمل الوظائف الحيوية فى اجسامهم وهذا سوف نذكره ان شاء الله بالتفصيل فى موضعه.

ونتيجة لهذا الانخفاض فى حرارة الجو المحيط بهم جعل حرارة اجسامهم لا تتعدى الدرجة الطبيعة و بالتالى لا يتأثر الجهاز العصبى و المسئول عن تنظيم درجة حرارة الجسم باى مؤثرات حرارية تحفزه على العمل و احداث عملية التعرق فى الجلد لتقليل حرارة الجسم و بالتالى لا يكون هناك اى حاجة للتعرق و بهذا لا يكون هناك اى فقد لاى مقدار من الماء فى العرق.

3 - البيئة الداخلية كانت باردة ورطبة نتيجة لتزاور الشمس عن كهف الفتية ,ومثل هذه تكون مشبعة ببخار الماء بالاضافة الى كون الكهف مكان ضيق و كان باب هذا الكهف ايضا موصود قال تعالى: " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد " ,و فى مثل هذا مكان يتعبأ محيطه ببخار الماء الخارج هو الاخر من انفاس الفتية اثناء بقاؤهم داخله ,وعليه تكون الرطوبة النسبية للهواء داخل الكهف عالية جدا ,و فى اجواء مرتفعة الرطوبة النسبية كهذه يكون التعرق – ان وجد – بطيئا جدا.

4 - حركة الهواء و سرعته على الجسم تساعد فى عملية التعرق له , فما بالك بمكان ضيق على رأس جبل مغلق من جميع جوانبه اللهم الا من فتيحات صغيرة فى بابه و الذى يقع فى جهة غير مواجهة لهبوب رياح فى الغالب .. !! ,وانا اكاد اتصور هذا المكان المبارك كهفا على رأس جبل لا تقع عليه اشعة الشمس الا من الجهة المقابلة لها حين تغرب و لا تتخلل اشعة الشمس باب هذا الكهف الا الى موضع لا تصل اليهم داخله فهى مائلة من حين تخللها من الباب الى ارض الكهف.,و اذا نظرت اليه تكاد ترى بعض النفخات من بخار الماء تخرج من الفتحات الموجودة فى بابه, ورحمة ربنا تنشر عليه و تحفه عناية الله و رعايته من كل جانب." انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى ", "فأووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته و يهىء لكم من امركم مرفقا ".,"ذلك من أيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا".

و بعد هذا كله نخلص الى جزمنا بعدم حاجة اصحاب الكهف الى اى مقدار من الماء لانهم لم يفقدوا ايا منه طوال مدة لبثهم فى كهفهم او ان كان هناك فقد لمقدار ضئيل منه الا ان هذا الفقد لم يجعل اجسامهم فى حالة الجفاف ان لم يكن هذا الفقد يعوض على ما ذكرنا.,و لله الحمد و المنة هو العاطى الوهاب ,رب الارباب ,خالق الاسباب , كل من عند ربنا و ما يذكر الا اولوا الألباب.

مبحث فى احتياجات واستهلاكات اجسام اصحاب الكهف للطاقة طوال مدة بقائهم فيه على الحالة التى كانوا عليها:

وبلا شك انه لابد للجسم من طاقة تجعله قادر على القيام بالوظائف الحيوية التى تمكنه من اداء كافة الانشطة الحيوية مثل الحركة و التنفس والتفكير .. الخ والتى منها ايضا الابقاء على هذا الجسم حيا .. ,وهذه الطاقة يحصل عليها الجسم من الغذاء والذى بدوره يوفر الطاقة الازمة للجسم بعد حدوث عملية التمثيل الغذائى له.,والطاقة الناتجة عن عملية التمثيل الغذائى تتوقف على عدة عوامل كنوع العذاء المهضوم و النشاط الذى يقوم به الجسم زيادة او نقصا وكذا التمثيل الغذائى للمركبات المخزنة فى الجسم كما فى حالات المجاعة الطويلة الامد وغير ذلك .. ,وطبقا للقانون الاول من الديناميكية الحرارية-مع التحفظ الشديد على هذا القانون الالحادى-ان الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم وعليه يكون:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير