تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكرنا وكذا لقلة معدل حجم الدم الذى يضخه القلب, وكذلك لزيادة النشاط العصبى الباراسيمبيساوى والذى يزيد نشاطه ويسيطرعلى حركة الدم الوريدى فى معظمه (فيما عدا تلك الشعيرات الدموية الدقيقة التى توجد على الجلد والتى تتعرض الى عامل انخفاض الحرارة) وذلك لوجود العوامل التى تؤدى الى ذلك مثل الاسترخاء والراحة والنوم وغيرذلك كما ذكرنا.,وهذا كله يؤدى الى تقليل معدل رجوع الدم الوريدى الى القلب والذى لا يعتمد فى هذه الحالة الا على انبساط عضلة القلب.

ذكرنا فى عامل الجاذبية الأرضية وتأثيرها على تخفيض معدل الرجوع الوريدى الى القلب وان ذلك يكون بصورة كبيرة اذا كان الشخص راقدا.,وقد قال تعالى عن اصحاب الكهف:"وتحسبهم ايقاظا وهم رقود ".

وقد ذكرنا ان زيادة النشاط البدنى والعضلى للجسم يؤدى الى الزيادة فى "ضخ العضلات" للدم الوريدى والذى يؤدى بالضرورة الى الزيادة فى معدل رجوع هذا الدم الى القلب.,ونرى ان هذا العامل بكل وضوح لا يوجد البتة فى حال فتية الكهف.,وذلك لانه فى حالة"الخمول المستديم"ينعدم تماما اى صورة لهذا النشاط ولهذا قال تعالى:"ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال".,فكانت حركتهم حركة سلبية تتم بدون اى فعل منهم على ما سنبينه لاحقا ان شاء الله.

وبالرجوع الى ما بيناه فى العامل الرابع عند الكلام عن قوله تعالى:"وهم رقود" وحديثنا عن حالة التنفس لاصحاب الكهف نجد انها كانت فى اقل صورها مما يؤدى ايضا الى انخفاض معدل رجوع الدم الوريدى الى القلب.

وكذا بالرجوع الى العامل الاول و ما بيناه فى قوله تعالى:"اصحاب الكهف"وقوله:"اذ اوى الفتية الى الكهف".,وما ذكرناه فى ذلك عن علم فسيولوجيا الارتفاعات العالية وتأثيرها على زيادة لزوجة الدم.,نجد ان عامل اللزوجة للدم وارتفاعها بالصورة التى كانت عليها فى حال اصحاب الكهف يؤدى الى انخفاض معدل رجوع الدم الوريدى الى القلب.

وبالرجوع الى جميع العوامل المؤثرة على معدل رجوع الدم الوريدى الى القلب نجد انه لا يوجد عامل منها يؤدى الى انخفاض هذا المعدل الا وهو متحقق فى حال اصحاب الكهف.,وبذلك نجزم ان: معدل رجوع الدم الوريدى كان فى اقل صورة يمكن ان تكون فى الجسم الحى وعليه يكون بالتالى انخفاض مماثل فى مقدار حجم الدم الذى يضخه القلب بدون اى زيادة فى الحمل عليه وكذلك باستهلاك القلب لمقدارضئيل جدا من الطاقة يتماثل مع هذا الانخفاض فى عمله.,و كذلك مع الاحتفاظ بسريان الدم الى انسجة الجسم المختلفة وتدفقه اليها بصوره تجعل الجسم قادر على الحياة ولكن باستهلاك قدر ضئيل جدا من الطاقة والتى تتحرر من المخزون فى الجسم.,وهذا كله قد ساعد فتية الكهف على اللبث طوال تلك المدة بدون الحاجة الى الطعام.

العامل السادس:

الحكمة فى قوله تعالى:"ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال "

وصلا بما ذكرناه فى سريان الدم فى اجسام فتية الكهف ,وما كان من انخفاض كلا من حجم الدم الذى يضخه القلب وانخفاض معدل رجوع الدم الوريدى الى القلب.نجد ان نتيجة اللبث فى وضع الرقود لفترة طويلة مع انخفاض معدل رجوع الدم الوريدى وبالتالى بطء حركة الدم فى الاوعية الوريدية ما يؤدى الى ما يسمى "الركود الوريدى" وهو تجمع الدم الوريدى فى الاوعية الوريدية للرجلين.,وهذا بلا شك يؤدى الى زيادة مخاطر حدوث ما يعرف فى علم الجراحة ب"الجلطة الوريدية العميقة",وهذا من المضاعفات الخطيرة لما يسمى ب"الاستلقاء طويل الامد".وهى تجلط دموى يحدث غالبا فى الاوردة العميقة فى الرجلين مما يسبب فى انسداد ذلك المسار فى الوعاء الدموى يتبع ذلك تورم شديد ويتبع ذلك ايضا مضاعفات اخرى قد تؤدى الى البتر فى بعض الاحيان.

فماذا حدث مع اصحاب الكهف لكى لا يحدث ذلك .. ؟

حركة الدم فى الوعاء الدموى (شريانى او وريدى) تؤثر فيها ثلاث قوى مختلفة و مسئولة عن سريان الدم فى الوعاء الدموى.,وهذه القوى تؤثر هى الاخرى على بعضها البعض ايجابا او سلبا. وبهذا التأثير فيما بين هذه القوى يغلب اثر احدها على الاخرى كما سنوضح ذلك ان شاء الله.,وهذه القوى هى:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير