تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و لو وضعنا " تزاور عن كهفهم ذات اليمين " مع " ونقلبهم ذات اليمين " ثم بعد ذلك وضعنا " واذا غربت تقرضهم ذات الشمال" مع " وذات الشمال " لوجدنا معنى قوله تعالى " وهم فى فجوة منه" ,ولصحت قراءة الحسن رضى الله عنه.,حيث التاء فى " تقلبهم " تعود على الشمس ,كما هو الحال فى " تزاور " ,وكذا فى " تقرضهم ".واسناد فعل التقلب للشمس كقوله تعالى " فالمدبرات امرا " وقوله " يدبر الامر من السماء الى الارض " ,وقوله تعالى:" الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء .. الاية".

فكان تقلب الفتية موافق لاتجاة الشمس وحركتها بالنسبة للكهف كما جاء نصا فى الايات.,و ما كان من تزاور للشمس عن كهف الفتية ,لا يمنع وقوع شعاعها على اسفله خاصة لان الكهف انما يكون فى اعلى سفح الجبل.,فكان وقوع شعاع الشمس على اسفل الكهف بحيث لا يتجاوزه الى اى موضع من الكهف سواء من جانبى يمينه ,او الامام من شماله و وقوع الشمس على الخلف من شمال الكهف ولكن بصورة كانت لا تتجاوز دخول شعاعها الى الداخل منه ولكن كانت تقرض و تقرضهم فى هذا الموضع., (وهذا ما سوف نذكره بتفصيله ان شاء الله فى كلامنا على "الرقيم " فى مبحث منفصل عن هذا والله المستعان وعليه التكلان ومنه السؤلان).

واما عن كيفية تقلبهم فكانت كالاتى:

لما كان جو الكهف من الداخل باردا و رطبا و مشبعا ببخار الماء – كما ذكرنا – وكانت الشمس تتزاور عن الكهف لكن يسقط ضوءها و حرها على اسفله ,كان انتقال حرارتها من الاسفل الى الاعلى لكن لا تغير من حرارة الجو الداخلى للكهف حيث ان الهواء البارد الرطب داخله يعادل هذه الحرارة سواء ببروده او ببرودة هواء اخر من الخارج يدخل الكهف.,وانتقال حرارة الشمس الى ارضية الكهف يتم عن طريق الاتصال و الاشعاع ,حيث وجود حرارة فى موضع ما ,فان هذه الحرارة تنقل الى الموضع الملاصق لها ,كما ان الاشعاعات الحرارية (وهى موجات حرارية تحمل فى الفراغات بين الاجسام و تتخللها) تنتقل الى الموضع الاخر فتزيد حرارته.,وهذا يؤدى الى ان تبخر الرطوبة الموجودة فى ارضية الكهف و المنقولة لها من المحيط الداخلى للكهف ,وبهذا يصير الرمل فى ارضية الكهف الى رمل هش و تكون الارضية اكثر هشاشة ,و بمرور الوقت و بفعل الضغط الناتج عن اوزان الاجساد يحدث هدلا و دكا فى الجزء الهش من التربة المكونة لارضية الكهف فى المواضع التى كان يرقد عليها الفتية خاصة , ودون ما سواها من باقى الاجزاء حيث لا يكون لها هدلا ولا دكا وذلك لعدم وجود حمل عليها يؤدى الى ذلك.,ولذا قال تعالى " وهم فى فجوة منه " , قصرموضعهم على الفجوة , وكذا قصر الفجوة فى الكهف عليهم, فهم ليسوا فى موضع داخل الكهف غير الفجوة , وليس فى كهفهم فجوة غير التى كانوا فيها.

والتقلب هو الميل الى جانب وكان ابتداء تقلبهم الى جهة اليمين ,قال تعالى:" ونقلبهم ذات اليمين " ,ثم يعقبه تقلبهم الى جهة الشمال ,قال تعالى:" وذات الشمال "., وكان ذلك عند تزاور الشمس ذات اليمين وذات الشمال تباعا.,وكان ابتداء تقلبهم الى جهة اليمين اذا طلعت الشمس ,قال تعالى:" وترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين " ,و تقلبهم الى الشمال اذا غربت الشمس , قال تعالى:" واذا غربت تقرضهم ذات الشمال ".,وفى ذلك بيان عظيم و اشارة مليحة.

حيث ان الراقد على ظهره يكون حاجبا لما تحته ,وفى مكان ثابت الحرارة كما كان فى شأن اصحاب الكهف ,فان اجسام الفتية تعد حواجز لتسرب حرارة الشمس الاتية نتيجة وقوع شعاعها على اسفل الكهف وانبعاث حرارته من خلال التربة الى ارضية الكهف, لذا لما كان سقوط الشمس عند طلوعها على اسفل الكهف يزيد من الحرارة المتسربة عبر التربة الى ارضية الكهف ,فان ابتداء ذلك يكون فى الجانب الايمن اولا ,ثم انتقال الحرارة الى الجانب الايسر تباعا وذلك عند تحرك شعاع الشمس الى الجهة الاخرى وتكون على الشمال منهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير