فمثلا:اذا كان ابتداء يوم من ايام لبثهم ,فان الشمس تشرق على الارض ,وحين تطلع و ترتفع ,تتزاور عن كهفهم ولكن تقع على الاسفل منه, وتمر فى قوس الى الجهة الاخرى بعد زوالها ,الى ان تغرب فى الجهة الاخرى قارضة لهم من هذه الناحية.,وكلما طلعت الشمس زادت حرارة اسفل الكهف جهة يمين الفتية ,مما يجعل رمل التربة هشا فى هذه الناجية وعلى الجانب الايمن من الفتية ,ورقودهم يمنع من اعادة الرطوبة اليه ثانية بعد زوالها الى الجهة الاخرى من الكهف و هو الشمال من الفتية, وذلك لحجز اجسامهم عبور الرطوبة الى كلا الجانبين مرة ثانية نتيجة رقادهم.,فاذا طلعت فى يوم جديد تكرر حدوث ذلك مرة ثانية فى كلا الجانبين ,فاذا طلعت من جديد و بلغ الرمل فى جهة طلوعها - وهو اليمين من الفتية – من الهشاشة مبلغا لا يقوى معه على تحمل ثقل اوزان اجسامهم ,كان له هدلا و يدك بثقل الجسم مما يؤدى الى ميل الجانب الايمن بزاوية ميل ناحية اليمين للجسم وذلك لسقوط و انخفاض هذا الجانب عن الجانب الاخر, ثم بعد زوال الشمس تتزايد حرارة الجانب الاخر وهو شمال الفتية فتزداد هشاشة الرمل تحته لكن يخف الضغط عليه فى هذا الجانب نتيجة ميل الجسم ناحية اليمين ثم تغرب الشمس فى هذا اليوم و يبقى الجسم على هذا الوضع, ثم تطلع الشمس من جديد و تفعل المثل على الجانب الايمن غير ان طبقة الرمل الهش تكون ما زالت صغيرة و تستطيع ان تحمل ثقل الجسم فلا يحدث شيئا على هذا الجانب ,ثم بعد زوال الشمس الى الجانب الاخر تتزايد الحرارة وتزداد مساحة الرمل الهش فى هذا الجانب وهو جانب الشمال من الفتية ,وبازدياد مساحة الرمل الهش الى الاسفل-حيث تصيرالمساحة اكبر من مستوى الرمل المهدول على الجانب الايمن نتيجة وقوع حرارة الشمس عليه اكثر بمرة- وزيادة هشاشته نتيجة حرارة الشمس على هذا الجانب ,ينهدل الرمل ويدك فى هذا الجانب و يصل الى مستوى منخفض اكثر من المستوى الذى عليه الجانب الايمن من الجسم وذلك بسقوط الجسم و ميله الى جانب شمال الجسم.,ثم تغرب الشمس و يبتدأ يوم جديد و تطلع الشمس على اسفل الكهف فى الجهة اليمنى من الفتية و يزداد الرمل هشاشة على هذا الجانب حتى يصل الى مستوى يكون اكبر من مستوى الجسم فى الجانب المقابل فينهدل و يدك وهكذا تتكرر العملية ...
و ينتج عن ذلك تواجد اجسام الفتية فى فجوة حاصلة لما ذكرناه وهذا ما قاله تعالى:" وهم فى فجوة منه ".
وهناك فائدة اخرى لتقلبهم بالاضافة الى ما ذكرناه فى الكلام عن جلطة الاوردة العميقة ,وهذه الفائدة ذكرها الكثير من علماء التفسير فى العديد من الكتب.,وقد ذكرها الحافظ ابن كثير- رحمه الله - فى التفسير قال: قال ابن عباس:لو لم يقلبوا لأكلتهم الارض. انتهى
وان كان هذا الكلام مجمل وليس فيه تفصيل لكيفية اكل الارض لاجسامهم الا انه يبين ان ملامسة اجسامهم للارض وبقائهم عليها لفترة طويلة دون تقلبهم فان هذا قد يؤدى الى تاكل فى اجسامهم.,وهذا المعنى مقبول جدا لما سنبينه ان شاء الله.
فعندما يرقد الشخص يكون هناك ضغط على بروز العظام فى مناطق معينة هى عظمة العجز ومؤخرة الراس ومؤخرة القدمين ,وهذا الضغط على هذه المناطق يحدث نتيجة الحمل الحاصل من ثقل وزن الجسم عند مجابهته السطح الذى يرقد عليه, وهذا الضغط يزيد اضطراديا بزيادة وزن الجسم وكذا اذا كان السطح الراقد عليه الجسم اكثر صلابة (اعنى ليس طريا) وذلك لان الضغط الواقع من الجسم لا يمتص كلما كان السطح الواقع عليه اكثر صلابة – مثل كرة المطاط و كرة الحديد – و العكس صحيح.,وعندما يستمر هذا الضغط لفترة من الوقت فانه يؤدى الى تعثر وصول الدم الشريانى الى هذا الجزء من الجسم مما يترتب عليه نقصا حادا فى وصول المركبات الغذائية و الماء الى هذا الجزء و يؤدى ذلك الى حدوث تليف يتبع بموت الانسجة الحية فى هذا الجزء ,وهذا ما يسمى بقرح الرقاد او بقرح الفراش او قرح الضغط.
¥