ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:58 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا الجليل
المشرف العام الدكتور الشهري من الشخصيات الفاضلة ونحسبه علي خير ولا نزكيه علي الله.
ولكن الموضوع فيه سوء تفاهم ولعلي أراسلك علي الخاص ـ إن شاء الله ـ
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[06 - 07 - 10, 12:58 ص]ـ
اللمحة التاسعة
314 - وَذُوا الرَّاءِ وَرْشٌ بَيْنَ بَيْنَ وَفي أَرَاكَهُمْ وَذَوَاتِ الْيَالَهُ الْخُلْفُ جُمِّلاَ
315 - وَلكِنْ رُءُوسُ الآيِ قَدْ قَلَّ فَتْحُهَا لَهُ غَيْرَ مَاهَا فِيهِ فَاحْضُرْ مُكَمَّلاَ
فهم الحافظ ابن الجزري من هذا البيت بأن رؤوس الآي يصح فيها الوجهان حيث قال:
(فالحاصل): أن غير ذوات الراء للأزرق عن ورش على أربعة مذاهب:
(الأول): إمالة بين بين مطلقاً رؤوس الآي وغيرها ما كان فيها ضمير تأنيث أولم يكن وهذا مذهب أبي طاهر صاحب العنوان وشيخه وأبي الفتح وابن خاقان.
(الثاني): الفتح مطلقاً رؤوس الآي وغيرها وهذا مذهب أبي القاسم بن الفحام صاحب التجريد.
(الثالث): إمالة بين بين في رؤوس الآي فقط سوى ما فيه ضمير تأنيث فالفتح وكذلك ما لم يكن رأس آية وهذا مذهب أبي الحسن بن غليون ومكي وجمهور المغاربة.
(الرابع): الإمالة بين بين مطلقاً أي رؤوس الآي وغيرها إلا أن يكون رأس آية فيها ضمير تأنيث وهذا مذهب الداني في التيسير والمفردات وهو مذهب مركب من مذهبي شيوخه.
وبقي مذهب (خامس): وهو إجراء الخلاف في الكل رؤوس الآي مطلقاً وذوات الياء غير (ها) إلا أن الفتح في رؤوس الآي غير ما فيه (ها) قليل وهو فيما فيه (ها) كثير وهو مذهب يجمع المذاهب الثلاثة الأول وهذا الذي يظهر من كلام الشاطبي وهو الأولى عندي بحمل كلامه عليه لما بينته في غير هذا الموضع والله أعلم.) 2/ 61
وإلي هذا المذهب الخامس جنح الإمام المتولي في الروض النضيرفقال: وبه قرأت في الختمة الأولي علي شيخنا التهامي كما كان ديدنه في الإقراء ... وقرأت عليه أيضا ثانيا من الطريق المذكور بالمذهبين الأولين .. ) والمتولي ـ رحمه الله ـ يجيز الفتح في رؤوس الآي لورش فقال: إلا أن الفتح في رؤوس الآي غير ما فيه (ها) قليل وهو فيما فيه (ها) كثير وهو مذهب يجمع المذاهب الثلاثة الأول وهذا الذي ظاهر كلام الشاطبي قال في النشر:
وهو الأولى عندي لحمل كلامه ـ أي الشاطبي ـ عليه)) ا. هـ ص526
وكذا ذكر الشيخ الجمزوري في الفتح الرحماني أن الشيخ العلامة عبد الرحمن اليمني، والعلامة محمد المنير ممن قالا بالوجهين.
أقول: وما فهمه العلامة ابن الجزري وتبعه علي ذلك المتولي وغيرهما في حملهما لكلام الشاطبي حيث فهما منه (أن الفتح في رؤوس الآي غير ما فيه (ها) قليل وهو فيما فيه (ها) كثير) غير سديد.
ولذا أسأل سؤالا: هل يمكننا أن نأخذ من البيت الثاني أن لورش الوجهين في رؤوس الآي سواء فيها (ها) أم لا؟؟؟؟؟
من أمعن النظر في قول الإمام الشاطبي علم أن هذا ليس مرادا من قوله للآتي:
أولا:: أن الشاطبي ـ رحمه الله ـ أتي بأداة من أدوات الاستثناء " غير" قال صاحب " الكواكب الدرية في إعراب الشاطبية) ص 238 و" غير ما " بالإضافة مستثني من تقليل الفتح "ا. هـ
فأقول:من أي شئ استثني الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ؟
الجواب: أنه استثني بداية رؤوس الآي من الخلف السابق في قوله (وفي أراكهم وذوات الياء له الخلف جملا) ثم ذكر التقليل في رؤوس الآي قولا واحدا ثم استثني منه ما فيه (ها).
ولو قلنا: هناك وجهان في رؤوس الآي،أقول: كيف يستثني وجهين من وجهين فلا قيمة للاستثناء إذن؟!!
فدل علي أنه أراد وجها واحدا في رؤوس الآي ثم استثني من الوجه الواحد ما فيه (ها) فيبقي وجهان فيما فيه (ها).
ولو قلنا: إن ما قاله ابن الجزري: (أن الفتح في رؤوس الآي غير ما فيه (ها) قليل وهو فيما فيه (ها) كثير) صحيح.
الجواب: لم يذكر ابن الجزري نفسه في المذاهب التي ذكرها أن هناك مذهبا يقلل ما فيه (ها) دون بقية رؤوس الآي.
ولذا رجع عنه في الطيبة وجزم بالتقليل قولا واحد فقال: (وقلل الرا ورؤوس الآي جف). والله أعلم
ثانيا: ماحكاه تلميذ الشاطبي ـ رحمه الله ـ وهو الإمام السخاوي أن المقصود بقوله: قد " قل فتحها " أي فتحها فتحا قليلا يعبّر بذلك عن الإمالة اليسيرة) ص 479
وقال أبو شامة: يعني أن رءوس الآى لا يجري فيها الخلاف المذكور بل قراءته لها على وجه واحد وهو بين اللفظين وعبر عن ذلك بقوله قد قل فتحها يعني أنه قلله بشيء من الإمالة وقد عبر عن إمالة بين بين بالتقليل في مواضع كقوله وورش جميع الباب كان مقللا والتقليل جادل فيصلا وقلل في جود وعن عثمان في الكل قللا ... ) (ص 166)
وبهذا قال جمع من الشراح أمثال الإمام الفاسي في شرحه ص (1/ 421) وابن القاصح في شرحه (ص113) وغيرهم كثرة. والله أعلم
والسلام عليكم
¥