ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[18 - 05 - 10, 06:48 ص]ـ
فضيلة الشيخ عبد الحكيم وفقك الله
آخذ هاتين النقطتين كمثال
أولا: هل السكت عن ابن ذكوان متواترا أم ليس متواترا؟؟؟ -مع العلم أنني قرأت به وأقرئ به -
ان كان متواترا فهو قرآن فلا يجوز لأحد أن يقول أن العمل على خلافه!!!!!!
وإن كان غير متواترا فليس من القرآن في شيء فكيف لنا ان نقرأ به ومن ذا الذي يثبت في كتاب الله ماليس منه؟؟؟؟؟
ثانيا: هذا الإمام يجيز وجها ثم يأتي آخر يمنعه، أليس هذا اضطرابا؟؟؟ -اعتذر عن هذا اللفظ واظنه لا يصح في القرآن ذكره حتى لا يتخذه الطاعنون ولكنه مقام خاص وهو مقام التعلم -
ثالثا: ثم بماذا نقرأ؟ بما اجازه المتولي مثلا؟ أم بما منعه الضباع؟ -صحيح نحن قرأنا على مشايخ لكن ان ثبت ان الشيخ أقرأنا بوجه يمنعه العلماء تركناه نزولا على قول العلماء فقد يكون الشيخ وهم فيها اولم تصله -
رابعا: اليس ابن الجزري قرأ على مشايخ وتلقى منهم فهو إما قرأ بهذا الوجه أو لم يقرأ، فان كان قرأ به وأقرأ به فكيف نمنعه؟ وإن كانت الثانية فكيف يثبت ذلك في كتبه؟ أهو تدليس- معاذ الله -؟ أم سهو؟ وطبعا من قبله الشاطبي ثم من بعده المتولي والضباع -رحم الله الجميع -
واخيرا: هل اذا قرأت بوجه ضعفه بعضهم وأجازه غيره أكون مصيبا أم مخطئا؟
معذرة يا فضيلة الشيخ نرجوا منك أن تصبر علينا
بارك الله فيك
السلام عليكم
شيخنا لاتقلق (خذ راحتك)
شيخنا الحبيب هناك شئ يجب التنبه له، وهو أن المتواتر يختلف من عصر لعصر، فقد تكون القراءة متواترة في زمن دون زمن، وفي قطر دون قطر، وعند إمام دون إمام .. وهذا واضح والأمثلة كثيرة منها:
منها اختلاف الصحابة في ذلك كقصة عمر وهشام ابن حكيم وكذا أبي ّ وكذا قصة حذيفة في أذربيجان ـ رضي الله عنهم جميعا ـ
وما قاله الشاطبي في حق ابن غلبون من إنكاره علي من أجاز المد لورش في البدل، وما اشتهر عند المغاربة من أوجه دون المشارقة، وقراءات الأئمة أمثال الحسن البصري واليزيدي والأعمش وغيرهم كانت مقروءة في زمنهم وصحيحة وقتها، وكانوا يصلّون بهذه القراءات إلا أن انقطاع السند (والمعني لم يوجد من ينقل عن هؤلاء الأئمة ولذا انقطع السند).
والوجه إن منعوا القراءة به مع مرور الزمن ينقطع سنده لفقده حد التواتر في ذلك الزمن.
قد يكون الكلام في بدايته عجيبا، ولكن يمكنك الرجوع إلي كتاب الإبانة للإمام مكي أبي طالب القيسي، وكذا إلي كتاب ابن الجزري " منجد المقرئين " فيه تفصيلات كثيرة بخصوص هذا الكلام.
وهذا ليس فيه طعنا، وأضرب لك مثالا من باب التقريب:
.. مسألة الغنة في اللام والراء للأزرق قرأ بها ابن الجزري وبقيت القراءة بها صحيحة مدة من الزمان حتي جاء المتولي وقال: طريق النهرواني من المستنير ليس من طرق النشر عن الأزرق بل هو للأصبهاني، وعليه ترك أكثر القراء القراءة بها الآن،، مع أن من أهل التحريرات مثل المنصوري والطباخ والخليجي وعبد الحميد السكندري والشيخ إيهاب فكري وغيرهم يجيزون القراءة بهذه الغنة، إلا أن مدرسة المتولي أقوي لذلك سيطرت هذه المدرسة علي المسألة.
والغريب أني وجدت في طبعة (2004) من شرح ابن الناظم للطيبة المقرر علي معاهد القراءات، قاموا بتغيير البيت إلي (وهي لغير صحبة جودا تري) فوضعوا رمز الأزرق وهو " الجيم " من " جودا" .. بينما البيت الحقيقي في المتن ((وهي لغير صحبة أيضا تري) مع أن أيضا ليس رمزا لنافع وهي من تكملة البيت ومن باب التأكيد، ثم العجيب أنهم تركوا الشرح كما هو وابن الناظم يقول: يعني أن الغنة لنافع وووو.
ثم جاءو في طبعة (2006) أو (2008) وقاموا بتغيير الشرح إلي أن الغنة ثابتة عن قالون ... ولا شك أن هذه الزيادات كذب علي ابن الجزري وابن الناظم وتحريف لكلامهما وهذا من قلة الأمانة عند من فعل ذلك.
المهم: أن أكثر من يقرئون الطيبة لا يثبتون الغنة للأزرق .. أليس صحيحا؟؟
إذن سيدي الفاضل قوة الشيخ وطلبته لهم يد في قوة انتشار الوجه من عدمه، وهو بالطبع لا يحرفون في الكتاب إنما اجتهدوا في إثبات ما صح لديهم.
ولعل المسألة قربت الآن كثيرا.
وبعد رجوعك لمنجد المقرئين أو الإبانة لمكي يمكنك طرح ما تشاء من الأسئلة. بارك الله فيكم
والسلام عليكم